كنت أتابع الموضوع ,واليوم قرأت مأساة أسرة تتمثل في زوجها مدمن القات , والذي تخلى عن كل مسؤولياته الأسرية, ويبدو أنه أخذ ‘جازة تفرغ من أجل القات ,والآن إليكم تفاصيل مأساة زوجة
تقول الزوجة أبحث عنه فلا أجده, هل كان حلماَ ثم أصبح سراباً ؟ أين تلك الأيام ؟ بل أين هو !؟
عندما كان يشاطرنا أوقاتنا, يضحك معنا ويمرح يجلس بيننا مع الأولاد والبنات.
كم كنا نُسر بذلك! أتذكر ليالي النزهة والخروج سوياَ إلى البحر أو الجبل..
يكفيني أنني كنت أراه حولي يشاطرني الهموم والأفراح ويملا روحي وعواطفي بمحبته وبالإنس
معه,والآن.........الآن! أكثر الوقت في غرفته لوحده, منعزلا بروحه وجسمه بعيداً عنا..
لا نكاد نراه إلا في أوقات الطعام أو آخر الليل..
أشعر أنا وأبنائي بالغربة والوحشة..
أنا في غرفتي وهو في مجلسه مع القات !!
والأطفال بعضهم في البيت وبعضهم لدى الجيران وبعضهم !..لا أدري لا أستطيع أن أتابع كل طفل .. ثم إن ابني الأكبر ما عاد يلتفت إلى كلامي وإن شكوته لأبيه لا يعرف منه
التأنيب والقسوة إنها مشكله من نوع آخر..
تحدثت معه عن كل ذلك وطلبت منه العودة إلينا لكنه لا يبالي..
بل قد أصبح مزاجه صعباً، تثيره الكلمة ولا يتحمل سؤالاً واحداً !!
يقول: كل زملائي كذلك !! أريد أن أتسلى بعيداً عن مشاكلكم..
وعن همومكم ! وعن طلباتكم !وعن إزعاج الأولاد !!
إذاً من للأولاد؟ ومن لهمومنا ومن لمشاكل أسرتنا؟ أليس هو الرجل ؟
أليس هو الزوج ؟ أليس هو الأب ؟... يا ربي ما أصعب هذه الحياة!
أطفال في...... ( الطرقات )تراهم في أوقات كثيرة وفي أماكن مختلفة ..
أحياناً جوار جدار المنزل وأحياناً في أزقة القرية يركضون من طريق إلى آخر..
هم صغار نعم ولا يدركون مسؤوليتهم وهمهم اللعب والحركة ..
أما هيئتهم فلا تسر..سراويل بالية..وقمصان متسخة..وأجسام هزيلة ضعيفة , أنضجها الحر والرطوبة الشديدة..
إنهم خارج المنزل دائما حتى في أيام الدراسة !!
متى يذاكر هؤلاء؟ ومتى يجلسون مع والديهم ؟ ومتى ينامون ويصلون ؟ ومتى يأكلون وأين ؟
أحياناًَ تراهم مع من هم اكبر منهم سناً من شباب الشوارع والأرصفة.. إنه أمر خطير مؤلم!!
وأحياناَ يركبون في سيارات غيرهم وينطلقون إلى أين؟ لا تدري ..
هل هم مذنبون أم أنهم ضحايا؟
أليس رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته )).
إنها إذاً مسؤولية الوالدين والأب خصوصاً عندما ينفرد الأب بنفسه في جلسات لا تنفع لمضغ القات ساعات طويلة.
لا يدري عن حال الأطفال ولا عن دراستهم ولا عن زملائهم ولا عن دخولهم وخروجهم والأم وإن حاولت فكثيراً ما تعجز بعد حين..
أليس هؤلاء رعيته؟ أليس مسؤولاً عنهم ؟
إن أطفالنا هم أغلى ما نملك، يحتاجون إلى الرعاية، وإلى الحنان وإلى التوجيه والى الجلوس معهم وسماع ملاحظاتهم والعناية بهم وعند إهمالهم وتركهم ستضيع الصلوات وستضيع الدراسة
وستضيع آمالهم وسيقعون فيما لا تحمد عقباه..
وسنعضّ أصابع الندم في يوم من الأيام عندما نحصد ثمرة ما نزرع..
وسنندم أكثر إذا سألنا الله يوم القيامة عن أمانه غالية ضيَّعنها... ولم نرعها ... نعم لم نرعها ....
الزوج العازب
هكذا يعيش يتحرر من مسئولياته واحدةً بعد أخرى...
أما الأطفال فمسؤولية أمهم ويجب عليها ويجب .......
وأما طلبات المنزل فيمكن الاستعانة بأخوته أو إخوة زوجته أو حتى الجيران !!
وأما مشكلات المنزل فيحلها الزمن كلها.. إصلاحات المنزل.. وشراء بعض النواقص .. وتخلف بعض الأبناء عن المدرسة فضلا عن مشاجرة بعض الأطفال و.. و ..
وعند الطوارئ كمرض أحد الأولاد فربما تحرك وشارك أو أتصل بأحد الأقارب ليقوم بالواجب..
هكذا منذ سنوات.
لم يبق له من دور الأب إلا النوم في المنزل بلا نظام والجلوس مع زملائه ( أو لوحده أحياناً )..
يشاهد القنوات والأخبار ويستمتع ..
حتى جلسات الطعام قد يأكل بمفرده أو يشارك أسرته مرات قليلة..
لا يستطيع الالتزام بشيء تجاه أسرته ويشتكي من ضيق الوقت بين العمل والمنزل وكيف أنه بحاجه إلى الراحة والاسترخاء من الهموم..هموم العمل .. هموم الأسرة .. هموم الحياة.. أما الزوجة
فيجلس معها في أوقات قليلة وعلى عجل....
ويطلب منها أن تقضي وقتها مع أطفالها وصديقاتها,
ولا مانع لديه أن ترفه عن نفسها بمكالمات طويلة المهم ألا تشغله بنفسها وطلباتها:
ولا تزعجه بشيء من المشكلات والمنغصات:
إنه يريد أن يعيش بلا التزام وبلا مسؤولية !!
ومع هذا يريد أن تكون له أسرة وأطفال كيف ؟ كيف ؟؟؟


رد مع اقتباس
