للغالي أبو إسماعيل أولا


**************************************

راعيــــــــة الــغــنــــــــــم

*************************************

وأمر فوق التل أسمع صوت راعية الغنمْ
تدعو وتصرخ بالقطيع – وقد تفرق – أن يُلـَـمّ
في شعرها سكن الغبار وفوق بحتها الألم
وعصا الرعاة تقودها بين التخاذل والندم
***

مَن للأجيرة في زمانٍ فيه قطعت الرحم ؟
مِن بعد موت نصيرها ظلم الوصي وما رحم
ورمى لها مع بخله ثوباً من الذل القتم
لبسته مكرهة ، وتحمل طفلها … والعيش هم
***

تغدو لتحصد أزرع المُلاَّك من عرق ودم
وتظل في تجميعها والشمس تلفحها بغمّ
وتطوف بين حظائر الأبقار (تطرح) أو تلم
وتدور ما بين البيوت كنحلةٍ والزهر سم
وحمارها في صمته يأسى لها والناس لم !
وتعود أميالاً إلى الوادي يسيرها الغنم
***

حتى إذا بلغ الهجير الجهد أعثرت القدم
لا زاد يسند صبرها غير المرارة والسقم
ماءٌ وخبزٌ يابسٌ و إدام من لا يأتدم
في ظل أثلتها العجوز رفيقة البؤس الملم
تحنو على الطفل الصغير وقد تعابثه السأم
***

والآن تصرخ بالقطيع مع الأصيل المضطرم
(يا شاة عودي لا تشذي) ، (يا صغيري لا تنم)
(حان الرواح لبيتنا) .. وتكفّ .. أخرسها الألم
لا بيت يمنحها الهدوء .. ولا معاملة الخدم
بل قسوة في قسوة جبلت قلوباً من صمم
***


وتعود من ذاك العذاب بقوت يومٍ لا يتم
لتنام خلف دموعها والطفل يأكل في الحلم
***

هذي ملامح ليلةٍ من عمر راعية الغنم

*****************
*****************
[/
color]


9/3/1418هـ[/SIZE]