البارحة لم أستطيع سوى البكاء..
والليلة سؤحاول الكلام أو بعضه..
((هذه قصة حياتي مع أحمد المكنى بهلال الفجر))
عرفته من خلال هذا الملتقى واليوم أودعه في هذا الملتقى..
بالصدفة تعرفت به وبسرعة غير معتادة إلتقيته في الرياض في ليلة شاتية وكان لقاءً عائلياً حميماً خجولاً، تبادلنا فيه أنفسنا وتعرفنا فيه على ذواتنا ورغم برد تلك الليلة إلى أن دفئ مشاعره أنساني بردها..
ذهبت أيام وكانت تجمعنا الإتصالات ولم يردني إتصال منه لم يستهله ((بـ حبيبي يا حمود والله واحشني))
وتبداء الممازحات والتعليقات والنقاشات وتبادل الآراء، وفي ذات يوم عدت إلى صامطة زائراً وكان في أملي لقياه والإجتماع به على شكل أبسط وأرحب، وإتصلت به مفيداً بقدومي ولم يبادرني إلى بفرحته وطلبه الموصي بشدة على لقائنا،، ــ وقفهة: كانت جميع إتصالاتي به تشعرني بالفرح والراحة ودفئ الأخوة.. ــ
فباشرته بأنني سألتقيه في بيته بأبي حجر، وتم اللقاء في ليلة هادئة لم يكن يزينها غير وجهه الطاهر..
دامت معرفتي به لقرابة الثلاثة أعوام لم أرى منه فيها غير:-
الرقي والرقة وجمال الروح وحسن الأدب والبشاشة الدائمة ووجه الشريف السمح الباسم..
بسيطاً واضحاً شفافاً غير متكلف،، محباً للحياة وللجمال،، كله زهو الشباب..
ساعياً للخير كريماً في تقديم الإحسان..
لم يأتي يوم وأحمد فيه لا يضحك أو يكون سبباً في رسم الإبتسامة على شفاهـ من يلاقيه..
دائماً ما كنا نتبادل همومنا والأحلام والرغبات ولطالما شكى إلي وشكوت إليه قسوة الحياة..
مرت أيام وإبتسمت له الحياة كما عودها على إبتسامته في الصراء والضراء، وعمل معلماً، وبدئنا في العمل على العيش في أعشاش الزوجية..
وفي هذه المرحلة كان يحدثني بما يستجد معه وما كان يحلم به ويتمنى وكنت كذلك.. كنا نحادث بعضنا كحديثنا لأرواحنا..
آخر ما حدثني به كانت مساعيه في الحصول على قاعة ليقيم فيها حفل زواجه، حيث أننا تشاورنا على موعد إقامة زواجنا وكدنا أن نجعله في ليلة واحدة ولكن الضروف حالت دون ذلك، فأشرته برأي حيال بحثه عن القاعة وأنهينا المكالمة على تواعدنا باللقاء..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ
هذا ما يحزنني أكثر في حياتي معه..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ
لم ألقه ولم أسمع صوته بعد هذه المكالمة..
مات وأنا مشتاق إليه لدرجة أنه في ليلة وفاته كانت ذكراه تجول بروحي..
وفاجئني خبر وفاته في نهاية نهاراليوم التالي حيث كان يوارى الثرى..
كم أشتاق إليك يا أحمد.. كم أشتاق إليك..
رحمك الله أيها النقي النبيل