
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زمهرير الصيف
حسن:
لو أردنا تعريف الثقافة على ضوء هذا المقال، فلا شكّ هي الفكر الموجّه، والسلوك ناتج عن هذا الفكر.
وقد تتداخل الثقافة مع السلوك فيؤثر كل على الآخر، ولكن في نظري تبقى الغلبة للفكر، فهو المؤهل لقيادة سلوك البشر، أمّا ان يصبح السلوك يسيّر الفكر، فهنا ربما تكمن الخطورة.
خذ مثالا الرسول صلى الله عليه وسلّم حين بدأ مشروعه الإسلامي، فهو كرّس جهده وعمله في المراحل الأولى لدعوته حول تثبيت موضوع العقيدة والتي تعتبر فكرا يقوم على توحيد الله ونفي الشريك، فهو كان يخاطب العقل، وينقي الفكر،
ثم بعدها جاءت السلوكيات بعد أن استقر الفكر، فكان من السهل مثلا تغيير نمط السلوك لدى الصحابة في قضية (الخمر).
ويبقى الموضوع متداخلا...
.
عزيزي زمهرير تحية مخلصة
إذا جعلنا الثقافة شيئا مهما في حياة كل فرد تعمل على تهذيب فكره وسلوكه
أي إذا لم نختلف حول مصطلح الثقافة
فإننا سنصطدم لا محالة بأطياف فكرية مختلفة اختلافا جذريا فليس الناس على عقل رجل واحد و أمله و إرادته ( ولذلك خلقهم )
ولكل طيف لسانه ومنطقه وحجته ( و مصادر ثقافته )
وكل يغني على ليلاه ويحدد مشكلة المجتمع في زاوية هو من يحددها حسب معارفه ونواياه ( مهما كانت)
وكل يمسك بطرف من الحقيقة يلوح بها في وجه من يناظره
فيرتد الفتى منا حسيرا تائها في صحراء ما يسمى بالثقافة والمدنية والحضارة والمصلحة
وعليه فالثقافة متعددة
بتعدد أفكار معتنقيها ظاهرا أو باطنا
وهي متعددة بتعدد مصادرها ( من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار)
وهي متعددة بتعدد مطالب أهلها( من المصلحة الشخصية الخاصة إلى المطلق الذي قد لا يستطيعه الواقع )
وبما أن كلا يغني على ليلاه والليالي مختلفات
والنوايا لا يعلمها إلا ربها
فسيصبح الانبعاج الثقافي ضرورة ووسيلة تسويق ( للثقافة) لا يعدله شيء
هذه واحدة