نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



كان هناك ..

على تلك الأشجار ..

وعلى ذاك الفنن

يغرد وبالحب يشدو ..

يترنم وفرحاً يزهو ..

اتخذ من تلك الشجرة منزلاً له..



نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



كانت صغيرة حينما زارها

وحيدة إلا من بعض أغصانها ..

فرحت به .. ورحبت بمقدمه ..

كان يزهو بين أغصانها مختالاً

ويتنقل بين أوراقها جوالاً

يغرد لها كل صباح

ويهدهدها كل مساء

بذل الغالي والنفيس من اجلها

سقاها بدموعه

ورواها بأشجانه

وأسندها بجهده ووقته وعرقه ...

نمت على يديه وترعرعت

وبسقت وأينع ثمرها ..

وطاب مقامها ..

وارتفع عن الأرض ساقها ..

بذلت له كل شيء ..

وأعطته مفاتيح قلبها ..

وبثت له همها وشجنها ..

فبادلها باللطف ..

ومسح عن أوراقها ما تعلق بها من غبار السنين ..

وقف معها حين تخلى عنها الآخرون ..

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي





لكنها ..

لفظته حين اشتد عودها ..

وتنكرت له حين التف الناس من حولها ..

سحبت منه كل شيء أعطته حين كانت تحتاج إليه ..

وقللت من شأنه بين أقرانه ..

وأخذت تمن عليه بكل ما اعطته

فلا تلتفت له ..

ولا تشاوره امراً عناها كما كانت من قبل

بخلت عليه بظلها ..

ومدت أغصانها لغيره ..

أخذت تحاول سحب البساط من تحت قدميه

فأصبح كالصورة المعلقة على جذع تلك الشجرة

سحبت منه حتى صلاحية التغريد ..

فأصبح مغترب بلا حقيبة ..

وأمسى تغريده بلا عنوان ..

قرر مراراً تركها والهجرة عنها

لكنه كان يكن لها في قلبه كل ود وحنين ..



فهل بعد هذا يلومه لائم إن تركها؟؟ ..

ورحل لغيرها ؟؟..



نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



هناك قريباً منها ..

حيث له المكان ..

وبيده الأمر والبرهان ..

وله التغريد والأمان ..

هناك حيث التقدير والحب

وهناك حيث يسمع تغريده الكل



يالها من شجرة لا تنبت إلا الشوك

وياله من عصفور لا يعرف إلا الوفاء

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي





( من قديم أوراقي )