(13) بلا كلام
غريب كيف تختبئ الحكايات الحقيقية في أعماقنا .
غريب كيف تتسلل من قاموس الكلمات ، وتترك بينها وبين حاضرنا فراغا ً لا نستطيع أن نعبر عنه بلغة.
كل مرة أقررأن أتحدث فيها عن قصتنا معا ً تهرب من ذاكرتي في زحمة النهار ، وتهرب من درب كلماتي كأن حبنا يرفض أن يكون له وجه معروف ووسيلة تعبير . وكأنك تخاف الضوء والناس ،بينما تستيقظ في أعماقي كل ليلة وحدة ، وحلم ، وذكرى سعادة .
غريب كيف تفقد الكلمات قدرتها على التعبير حين يكون الحب كبيرا ً ..
وكيف نخاف إن كتبنا ألا نفي حكاية الحب الكبيرة حقها ، فالعواطف الحقيقية تجعل الكلمات تقف عاجزة أمامها ، بل تمحي أمام شموخها كل أحرف الأبجدية .
في الذاكرة تعيش أحلى قصص الحب . في الأعماق تسكن أكبر حكايات العشق .. نحاول نسيانها ،نتجاهلها ، ندعي مرور الزمن ، والايمان بكلمة النهاية ، لكنها تستيقظ دائما ً في لحظات الوحدة وكأنها الرفيقة الأبدية التي نحتاج دائما ً في لحظات السكون .
أود أن أتحدث عنك ، أن أحكي حكايتنا ، أن أكتب عن الحب الذي غيّرني ، عن السعادة التي عرفتها معك ، والعذاب الذي لم أستطع نسيانه بعد .. رغم مرور الزمن ، رغم النهاية ،لكن الكلمات تخونني ، لا لغة تستطيع أن تحكي حقيقة المشاعر التي عرفتها معك ، لالغة تستطيع أن تكون صادقة في وصف حكايتنا.
غريب أننا نستطيع الكتابة عن العواطف العابرة .. عن قصص نظنها حكايات حب ، تخدعنا مظاهرها ،فنكتب عنها حتى تبدو الكلمات أكبر منها وأحلى . أما قصص الحب الكبيرة ، قصتي معك ،فهي تعيش في الأعماق ، خارج حدود الكلمات ، وخارج حدود اللغات .
قد يكون هذا عذري كي لا أكتب عنك وعن حكايتنا ، لكنها حقيقة .
والحقيقة الأخرى ، أني أريدك أن تبقى لي وحدي بكل الذكريات ، وكل السعادة ، وكل العذاب.
زينات نصار(العالم امرأة ورجل ،الحب بكل اللغات)






رد مع اقتباس