حبيبنا أبا فييه :
يحق لنا أن نحزن عند فراق عام من عمرنا
ويحق لنا أن نفرح بولادة عام جديد لعمرنا
وصديق الدراسة وعزيز القلب : يجب علينا
أن نحاسب أنفسنا في ما مضى من العمر
لكي نصلح ما بقي من أعمارنا
في أمان الله يالغالي .
حبيبنا أبا فييه :
يحق لنا أن نحزن عند فراق عام من عمرنا
ويحق لنا أن نفرح بولادة عام جديد لعمرنا
وصديق الدراسة وعزيز القلب : يجب علينا
أن نحاسب أنفسنا في ما مضى من العمر
لكي نصلح ما بقي من أعمارنا
في أمان الله يالغالي .
(18) حتى آخر خفقة قلب صــ 41 ـــ
كنت دائما ً أقع في شرك معرفتي .
ورغم توقعاتي ، ورغم رؤيتي لكل لحظة آتية ،
وتأهبي لمواجهتها ، أسقط في هوة حاستي الأنثوية
ولا أستطيع التراجع .
رغم كل ما عرفته عنك ، وما توقعت حدوثه أن التقينا ،
سرت اليك كالمسحورة .
تركتك تقودني إلى تحقيق كل ما عرفته آتيا ً ،
وذابت كل مقاومتي تحت سحر كلمة " أحبك " .
أحيانا ً أثور على نفسي ، أكرهها ، أعاقبها ، أخاصمها ،
وأرفض مناقشة منطقي وتبريراتي الكثيرة .
وأرفض الغفران لعواطفي واستسلامي لها ،
لكنني لا أندم ، ولا أتراجع ،
بل أمضي في طريق الحب حتى آخر خطوة ،
حتى آخر خفقة قلب ، حتى الفجيعة .
ماذا انتظرت منك ؟ لا أدري .
بل أظن مجرد قصة حب حنونة نسيت أنت كيف تعيشها ،
أضعت أنت كل مواصفاتها
منذ تحول الحب في حياتك إلى حاجة عابرة تملأ لحظات الملل .
ماذا انتظر منك ؟
لاشيء سوى لحظات حنونة تنسيني فيها كل خيبات أملي ،
وقوة اتكئ عليها لتؤكد لي أني لم أخطئ الاختيار .
لا انتظر منك أن تكون العاشق المثالي الذي طالما حلمت به
لأني أعرف أنك تخطيت مرحلة الحب المجنون ،
وأعرف أنك ستحبني بطريقتك التي يحكمها العقل ،
بينما أسبح أنا في بحرعواطف لا تعترف بالحدود والتيارات .
لا أنتظر منك أن تختصر عالمك وتحدده بوجودي ،
ولا أن تتفرغ لحبي وتعتزل الدنيا ،
فهذه مواصفات حبيب كنت أحلم به وأعرف أن لا وجود له.
ولكن رغم كل ما أعرفه عنك وما لا أعرفه ،
رغم فشلي في مقاومة حبك ،
ورغم خضوعي لمفهومك للحب ،
قبلت بالوقوف في ظل طموحاتك ،
متعامية عن لامبالاتك ،
عن ذاكرتك الضعيفة ،
عن حاجتك الى الحب في اللحظة التي تناسبك ،
وأحببتك،
آملة أن أنتشلك ذات يوم من مستنقع الاكتفاء الذاتي ،
متمنية أن أستطيع إقناعك بالحب الذي أعرفه أنا ،
والذي نسيته أنت .
زينات نصار
الباب الثاني /العواصف الأولى
النص(19) صــ 43 ـــ
القادرة العاجزة
لأول مرة أشعر أني أصبحت مستعبدة من ردات فعلي ،
مستعبدة من حبي الكبير لك ، من خوفي عليك ، وأندفاعي لتملكك .
ولأول مرة أشعر بضعفي أنا التي اختبئ خلف قوة وصمود
يثيران اعجاب الآخرين ، ويجعلانني قدوة لبقية النساء .
وأعرف في أعماقي ، أني اقف على حافة هاوية قد أنزلق اليها في أية لحظة .
لأول مرة أشعر بالخوف ،
الخوف من اللحظةالآتية ، من تشويه صورتي أمام الآخرين ،
من وهني أمام ضبط النفس ، واستعمال العقل حين تصبح العاطفة ضعفا ً .
أخاف أن يصبح ثمن حبي لك انهيارا ً للصمود الكبير ، واستجداء لكلمات حب تزرع الثقة في نفسي .
الخوف يحمل القلق ، يفقدني الاتزان ، يضيعني في متاهات رعب لا حدود له ،
رعب من الخطأ ، ومن فقدانك وانتهاء حبنا .
لأول مرة أشعر أني أدفعك للهرب مني ومن حبي .
وأشعر أني تحولت إلى كابوس يقلق أيامك ، وأني أنبش حقيقة توقظ الحلم الذي تعودنا العيش فيه .
بدأت أحول التفاصيل الى قضايا ، وأحمل الكلمات ألف معنى .
أشعر اني ادفعك للحذر من حبي ، للحذر من هواجسي وجنوني .
وأنك بدأت تتعامل معي برفق مصطنع .. بتفهم لأعراض مرضي
الجديد في محاولة للحد من ردات فعلي اللاواعية .
وفي الوقت نفسه تتمسك بحريتك التي أخنقها بمحاولتي لتملكك .
أشعر بالضعف والخوف واليأس ، وأقف عاجزة عن انقاذ نفسي ،
عاجزة عن الابتعاد عن هاوية النهاية ،وأحس بالأسى لنهاية لم أخطط لها ،
ولم أتوقعها ، لكنها تدفعني للابتعاد عنك ليس من أجلك فقط ،
بل من أجل نفسي ، ورحمة ببقية حب وكرامة وثقة
أود الا أفقدها معك .
زينات نصار