هذه المشاركة أقدمها هدية للمنتدى وقد نشرتها في جريدة عكاظ أيام دراستي في الجامعه وأتمنى أن تنال رضاكم واستحسانكم وأن لاتبخلوا علي في الردود مع عتبي على بعض الأعضاء الذين يزورون صفحتي ولايردون ولا علم لي سبب عدم ردهم مع أنني أرد على الجميع
مقامة الأبرص
________________________________________
حدثنا طيفور راوينا البديع من بحره الوسيع بروائعه التي استمال بها القلوب وهو يحكي لنا عن البطل المحبوب بنسمات عطرة وزهرات نظرة في فلكوت الرواية المفيدة ضمن دائرة القصص الجديدة وقال راوينا كنت مع رجل أبرص ليس بأخرس فأقبل علينا رجل ملثم فقال يا أخي المريض أنت عندنا لست ببغيض وإنما لكل داء دواء وإن شاء الله تجد عندي الشفاء إن عاهدتني بالوفاء وأن تحمد الله وتشكره وفي كل برهة تذكره وأن تداوم على الاستغفار وتدعو في الأسحار فخذ هذا المرهم وقل أمنية ولا تلفظها كأغنيه فقال الأبرص أتمنى أن يكون لي واد من الإبل تأكل الياسمين وطيور بشقشقتها تطرب السامعين فقال الرجل في غرة الشهر القادم لنا لقاء وقال راوينا وبعد فجر يوم مشرق بشمس تلتهب وتحرق ذهبت إلى الأبرص بانطلاقة الخيال فتفاجأت بالأبرص وقد تغيرت عليه الأحوال فكانت فرحتي في قلبي غامرة فتمنيت أن لو كانت عامرة فكان اليوم لنا رقص ومرح وبهجة وفرح وفي أثناء ذلك اقبل علينا رجل ملثم فقال يا صاحب الإبل إني أشكو من الوجى ولي عندك سؤال ورجا فقد عصبت على بطني الحجار وأنا أسير ما بين الجبال والقفار فقال الأبرص أنت أول ضيف في هذا الصيف فقل ولا يأخذنك حرج فبعد كل كربة فرج فاذبحوا الإبل للضيف الكريم فهو في دارنا ثلاثة أيام سيقيم وقال راوينا لقد كان الأبرص رجلاً شهم في الجود له سهم وقال راوينا وبعد ثلاثة غرر جاءت البهر فجاءت أم ومعها طفل فقالت يا صاحب الإبل إني لا أجد شيئا من الحليب لإبني العندليب وقد تفطر قلبي وفاضت الدموع ونواح ابني كان مسموع من شدة الجوع فقال الأبرص لقد جاشت نفسي بالبكاء من منظر فيه اشتكاء فهذه الإبل التي بين ناظريك لك ولقرة عينيك فقال راوينا هذه علامة وإشارة بأنه يسعى إلى أحسن تجارة التي فحواها الربح وليس الخسارة من الله بدون ذكاء ولا مهارة وقال راوينا وفي ليلة البراء أقبل علينا رجل ملثم يقول انه أبرص فقال يا صاحب الإبل لقد أسبغ الله عليك النعم وأنت في قمة المجد ولم ترثها لا عن أب ولا عن جد وأنا مقحم بهذا الداء وكرمك ذاع صيته في البيداء فقال صاحب الإبل خذ هذا المرهم فقال الأبرص الزائر أنت عظيم لست بجائر فقال راوينا لقد انصرف الضيف وذهب وكان كلام الأبرص من ذهب وقال راوينا وفي غرة الشهر جاءنا الرجل الملثم فقال يا صاحب الإبل لقد أحسنت العمل ولم يخب فيك الأمل فكشف عن اللثام فقال يا طيفور أنا سامر والضيف والمرأة والأبرص .