مِن بينِ آفاقِ السماءِ تَسابقت
روحي إلى حيثُ الرحابةِ والسَّمَر
نحو الجنوبِ بأرضِ صامطةٍ مضتْ
كلُّ المشاعرِ مثلُ أمواجِ البحَر
لترابِ أرضي و ارتواءِ جوارحي
وسكونِ نبضي وانتثالاتِ الفِكر
لحنوِّ أمي وابتسامةِ ثغرِها
بِوشاحِها اللألاءِ قلبي يزدهِر
أطلقتُ للروحِ العنانَ لتقتفي
آثارَ أحبابي وأطيافَ المطَر
لتجوب أرجاءَ البلادِ بشوقِها
وتُكحِّلُ العينينِ بالدربِ الخَضِر
و وصلتُ للبيتِ العزيزِ بنشوةٍ
وسعادةٍ تطغى على هَمِّ السفر
قبلّتُ رأسَ حبيبتي وجبينَها
و الطيبُ منها فاقَ رائحةَ العطر
محبوبتي أمي مليِكّةُ خافقي
فلكم لبسمتِها على نفسي أثر
هي الأم يا حمد
لن تصل لعنانها أروع الحروف
ولن تكفي في وصفها أحلى الجمل
هي الأم تبني في مشاعرنا الشجن
وتصبُّ في الأرواح أصناف العسل
حقًا سنبقى تحت وطأة رجلها
حتى وإن كتبت لها كل المُقل
***
وحقًا
هي الربيع إذا هلَّتْ بشائره
حلَّ الندى فوق أغصاني وأوزاري
رائـــــعٌ انت يا حمد وأيمُ الله
بالغ الود
![]()