صفحات تربوية مشرقة/سجلواهنا.

[أبـو يـحـيـى]

كان مستوى درجات إحدى طالبات المدرسة متدني جداً كانت في الكفاءة المتوسطة و لم يجد معها الارشاد الطلابي أو رائدة الصف شيئاً وكنا في بداية اختبارات الفصل الدراسي الثاني ولو استمرت على نفس المستوى لأكملت في مقرر الفصلين لأكثر من خمس مواد ولحرصي على عدم وجود مكملات بالتعاون مع المرشدة الطلابية فوجئت بها وقد دخلت إدارة المدرسة تقول ربما لن تكون النتيجة هذه السنة 100% كباقي السنوات لكون الطالبة........ (وكانت تحمل إسما جميلاً وفي السابعة عشرة و على مستوى فهم للحياة أكبر من عمرها) محتاجة لدرجات عالية على ورقة الإجابة حتى تتمكن من النجاح ومن المستحيل أن تحصل عليها . وبعد انتهاء لجنة الاختبار أرسلت في طلب تلك الطالبة تحدثت معها بهدوء عن طريقتها في المذاكرة ولماذا هذا التدني في الفصل الأول ولعلمي المسبق بظروف أسرة الطالبة والوضع التعليمي لهم أيضا حيث لم يتجاوز أحد منهم ماقطعته طالبتي في التعليم فاجأتها بسؤال أما تخيلت نفسك يوماً وأنت الدكتورة ........... باسمك الجميل هذا أو الطبيبة .......... أو المعلمة خاصة وأنا المح في عينيك ذكاءً لا أدري لماذا لاينعكس على أدائك بالمدرسة ولست بأقل أبداً من الطالبات الأوائل من دفعتك وتكوني المعلمة الأولى في أسرتك بل في كل الحي وتحققي طموحاتك وتصلي لما تريدين بجهودك وتكوني مصدر النور الذي يضيء كل ظلام يلاحظة بإذن الله .وخرجت وقد وعدت بالاجتهاد أما أنا فقد زُرع لدي أمل أن مواد إكمالها ستتقلص لمادة أواثنتين

وتأتي المفاجأة بحصول تلك الطالبة عل درجات تتراوح من22-29 على الورقة بدلاً من 3و9في الفصل الأول وسط اندهاش معلماتها وانتقلت للمرحلة الثانوية بتقدير جيد جداً

ولاأنسى هذه الطالبة

ابتسامة الوليد

وكأني أرى الضياع يُكشر عن أنيابه ليفترس تلك الطالبة بكل

يسر وسهولة كذئب قادر على فريسته ، لكنّ الله تعالى قيض

لها أماً حنونة انتشلتها من مصير كان ينتظرها .

تلكَ هي أنتِ .. فقد عالجتي الموقف بقلب الأم التي تحب ابنتها

وتحب لها الخير ، وبحكمة المربية التي تهمها مصلحة بناتها

الطالبات .. وفِقتي للخير فأثمر.

موقفك التربوي الرائع هذا لم ولن تنساه الطالبة وسيبقى مشرقاً

في حياتك العملية وتستحقين عليه مناالتقدير والثناء .

شكراً لحضورك التربوي وبانتظار المزيد من مواقفك الرائعة .