من أهم ادوار القادة والمديرون الاداريون التطوير والابداع والابتكار في منشآت اعمالهم واجهزتهم التي يعملون بها، وذلك لان طبيعة العمل الاداري هو التطوير والتغيير الى الافضل في الاستراتيجيات والسياسات والانظمة والاجراءات والادوات والتقنيات
ولاشك أن التطوير والابداع يتفاوت بين القادة والمديرين وذلك حسب شخصياتهم وادراكهم ورؤيتهم وقدراتهم ومهاراتهم ودافعيتهم وشجاعتهم الى الابداع والتجديد ،كما ان طبيعة المهام التى يقومون بها والظروف المهيئة لهم والمناخ الوظيفي تساهم في عملية الابداع والتجديد، ولكن يظل القائد او المدير هو المحرك الاول للابداع والتجديد، لان من مهامه الرئيسية التطوير والتغير ولن يتم ذلك الا عن طريق الابداع والتجديد المستمر.
إن الابداع والتجديد الذي نتحدث عنه هنا هو" اجراء تحسين فائق في الاستراتيجيات اوالسياسات او الاجراءات وادوات وتقنيات واساليب العمل او بعض هذه الاشياء ومراجعتها بين وقت وأخر ، وذلك لضمان جودة الاداء ورضاء عملاء المنشأة الداخلين والخارجيين وذلك للتكيف مع العصر الجديد وتقديم شىء مختلف عما قدمه الاخرون مما سبقوه"لان توقعات هؤلاء العملاء متغيرة دائما بتغيير الظروف المحيطة فما يرضى عملاء الامس لا يرضي عملاء اليوم ،وقد تكون توقعات العملاء عاليه او خافية على القائد او المدير نفسه .
أن مايلاحظ للاسف وبشكل عام ان كل قائد او مدير يأتي الى الوظيفة الجديدة يستمر على نفس وتيرة القائد او المدير السابق وكأنه جاء " ليقود السيارة نفسها وبنفس السرعة والمواصفات" أي المحافظة على الحالة السابقة فقط وكأن ذلك قمة هدفه..
ان السؤال هم : لماذا يتم تغيير او أو أستبدال القادة والمديرون عادة ؟
اليس الهدف هو التطوير والابداع والتجديد لتقديم جهود افضل وتحسين الخدمة او المنتج وزيادة فاعلية المنشأة وانتشالها من وضعها السابق الى وضع افضل من قبل؟
ان المنشأت الحكومية والاهلية بدون تطوير وابداع وتجديد مستمر تمرض ثم تضمر وتموت بالتقسيط سواء كانت كبيرة او صغيرة ، وهذا الموت قد ياتي سريعا كما يحدث لبعض الشركات التى تفلس وتختفي ،وقد تموت هذه المنظمات ببطء وهي واقفة مثل بعض النخيل التى تراها موجودة وواقفه ولكنها غير مثمرة ، كما يحصل لبعض الاجهزةالحكومية.
ومن اهم اعراض امراض هذه المنشأت هو انخفاض معدلات الانتاجية او الاداء وعدم رضاء العملاء والمستفيدين من الداخل والخارج و انخفاض الروح المعنوية لدى العاملين وشعورهم بعدم جدوى مايقومون به من اعمال، والبطء في الاداء وانجاز الاعمال وتكدس الموظفين ،وفقدان روح الفريق بين العاملين في المنشأة، وعزلة الادارة العليا واستفرادها بالقرارات والعوائد والفوائد وعدم العدل بين العاملين ، وعدم تقدير انجازات العاملين، وغياب الموضوعية في معايير التقييم وتفشىء المجاملة والمحاباة للبعض وظهور الشليلة والنفاق والمحسوبيات في العلاقات وتقديم المزايا، وغيرها من المؤشرات .
واذا كانت منشآت الاعمال التجارية تمرض ثم تشيخ وتهرم وينعكس ذلك على ارباحها وخسارتها فتختفي عن الوجود، ولكن مابال بعض المنشأت الحكومية التى تصاب بشتى العلل بدون مساءلة او محاسبه؟!
ترى هل ينتظر القائد او المدير ان يخبره الاخرون من خارج المنشأة بأن منشأته يبدو عليها اعراض المرض او الشيخوخة أم ان عليه ان يعرف بنفسه تلك الاعراض أو يتحرى لها باساليب علمية ثم يسارع الى تطوير وعلاج صحتها قبل ان تضمر وتموت؟
إن التحدى الحقيقي الذي يواجهه القادة والمديرون الفعالون -في تقديري - يكمن في القدرة على الابداع والتجديد للتأكد من أن منشأتهم حية ومتجدده وتقوم بادوارها على الوجه المطلوب.
(منقول)