أن تموت ميتة طبيعية فلست الأول ولن تكون الأخير ، فكل من على الأرض فان ، ولا يبقى إلا ذو الجلال ولإكرام ، وأن تمت على فراشك فاقل ما يقال عليها كما قال خالد بن الوليد إنها موته الجبناء ، أما أن تقتل وأنت تدافع عن حياض وطنك وإعلاء لدينك وحفاظاً على شرفك ، ورفعة لعزك وكرامتك ، فتلك هي ( موتة الشرفاء العظماء ) كيف لا وهم ( الشهداء ) الذين جعل الله مكانهم في الجنة بين الصديقين والأنبياء ، وغفر الله لمن أذنب منهم وأساء ،
أكتب هذا الكلام وأنا أرى جثث رجال الأمن السعودي وهي تتوارى بين الثرى بعد أن استشهدوا في سبيل الله رفعة لدينهم ، وحماية لوطنهم ،
آلا ليتهم يسمعون ما أقول فأقول لهم ( ما أسعدكم وأنتم تموتون هذه الموتة الشريفة ، ما أسعدكم عندما تبعثون يوم القيامة والدم يقطر من أجسامكم اللون لون الدم والرائحة رائحة المسك ، ما أسعدكم عندما تدخلون جنات ربكم من غير حساب ولا جزاء )
يا آباء الشهداء لكم الحق أن تفخروا على غيركم من الآباء .. كيف لا ؟؟
وأنتم قد أنجبتم مثل هؤلاء الشهداء الفضلاء ، ارفعوا رؤوسكم فأي فضل وفخر وعز وشرف من أن يقال إن أبنه أحد الشهداء ؟؟
أما أنتم يا أبناء الشهداء فسيأتي لكم زمن تفتخرون وترفعون رؤوسكم على رؤوس أبنائنا وتذكرونهم إن ما هم فيه من فضل وسعادة ورغد عيش وأمن ورزق وتطور إنما جاء بفضل الله أولاً ثم بفضل تضحيات آبائكم الشهداء ، الذين دافعوا عن دينهم ووطنهم وحافظوا على وحدة أراضيه وعزته وكرامة أهله وصيانة شرفه ..
قال تعالى ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أموات بل أحياء عند ربهم يرزقون
فرحين بما آتاهم الله من فضله ... )