(رحلة الأحلام)

أخيرًا استطاع فارس بعد أربع سنوات من الجهد والعمل في إحدى الفنادق الراقية أن يجمع المال الذي يحقق به أحلامه ويعود لأب تنام بجانبه عشرات العقاقير ... وأم ضريرة بعيون أحرقها السهد على قرة عينها .........
وفتاة العشرين تقول ماباله لم يعد ؟ أين أراه ؟ وتنتظر على الباب حتى تنام النجوم ........
حزم حقائبه على عجل واستل سيارته المتواضعة وودعه صاحب المطعم بعد أن سلمه شيكًا يكفل له سنين العناء الأربع .

المسافه تبعد عن قرية فارس قرابة 1200كم .... في الطريق كان يحمل في قلبه بستان من الأحلام وقفص من الطيور المهاجره ... أدار المذياع لتشدوا سيدة الشرق ( أغدا ألقاك ياخوف فؤادي من غدي ) كان يعلم أن هناك طريقًا يختصر نصف المسافة وهو أن يشق الصحراء شرقا وكان يعلم أن المخاطر تحدو هذا الطريق وقصص المفقودين فيه تتزايد وفي لحظة شوق جنونيه لفتاة العشرين ؟ أصر على الذهاب منه ..............
تاه فارس في منتصف الطريق وتاهت بوصلتة ولم يعد يعرف الشرق من الغرب وأخذ الخوف يدب في قلبه والعرق يتصبب من جبينه .... وفجأة وجد شخصا ملقى على الأرض يكاد يموت جوعًا وعطشًا نزل فارس وأعطاه كل الماء الموجود في السيارة وبعض الوجبات الخفيفة كانت لديه وأركبه السيارة وأشرف عليه حتى أستعاد عافيته .... قال له الرجل مالذي جاء بك هنا وكيف نجوت هذا الطريق مهجور وأنا أجئ منه لأني أدله تماما .. انحرقت سيارتي من الحرارة ونجوت منها بأعجوبه أنظر إليها أصبحت هشيما تذروه الرياح ... عادت الحياة إلى فارس وقال للرجل أنت رفيقي حتى نخرج من هذه المقبرة ولكن انتظر سأذهب لقضاء حاجتي .... عاد فارس بعد قضاء حاجته وإذا بالرجل قد أدار محرك السيارة حاول أن يستوقفه لكنه ولى هاربا .... صاح فارس بأعلى صوته ( لاتخبر أحدا بفعلتك معي حتى لاتموت المروءة لاتخبر أحدا بفعلتك معي حتى لاتموت المروءة