يقول ابن الراوندي:
القول الأول : العقل و النبوة
قال المؤيد في الدين:
وقع أحد دعاتنا في تصنيف صنّفه ابن الراوندي على ألسنة البراهمة في ردّ النبوات و إبطال مراتب من أقامهم الله، لتبليغ كلامه، سماه الزمردة و نسبها إلى البراهمة، لكي يمنع إحداد شفار القتل عن نفسه.
قال ابن الراوندي :
إنّ البراهمة يقولون إنه قد ثبت عندنا ، و عند خصومنا أن العقل أعظم نعم الله على خلقه، و أنه هو الذي يُعرف به الرب و نعمه ،و من أجله صحّ الأمر و النهي و الترغيب و الترهيب ؛ و أنّ الرسول يأتي مؤكدا لِما فيه من التحسين و التقبيح و الإيجاب و الحظر ، فساقط عنّا النظر في حجته و إجابة دعوته ، إذ غنيَنا ما في العقل عنه. و إن كان بخلاف ما في العقل من التحسين و التقبيح و الإطلاق و الحظر، فحينئذ يسقط عنّا الإقرار بنبوّته (من تاريخ الإلحاد 80)
القول الثاني : نقده للمناسك و الطقوس
قال ابن الراوندي
إن الرسول عليه السلام أتى بما كان منافرا للعقول مثل الصلاة و غسل الجنابة و رمي الجمار و الطواف حول بيت لا يسمع و لا يبصر، و العدو بين حجرين لا ينفعان و لا يضرّان، و هذا كله مما لا يقتضيه عقل ، فما الفرق بين الصفا و المروة إلا كالفرق بين أبي قبيس و حرى. و ما الطواف على البيت إلا كالطواف على غيره من البيوت. و إن الرسول شهد للعقل برفعته و جلاله فلماذا أتى بما ينافره إن كان صادقا (من تاريخ الإلحاد84)
القول الثالث: نقده لمعجزات الرسول
قال ابن الراوندي:
في شان المعجزات و الدفع في وجوهها. إنّ المخاريق شتى و إن فيها ما يبعد الوصول إلى معرفته و يدق على المعارف لدقته، و إن أورد أخبارها عن شرذمة قليلة يجوز عليها المواطأة و الكذب كقولهم بتسبيح الحصى و كلام الذئب و شاة أم معبد و حديث سراقة ، و كلام ضلع الشاة المسمومة ( من تاريخ الإلحاد 90)، فهذه كلها مما تنكره العقول
القول الرابع : في قول المسيح
قال ابن الراوندي:
وما قاله النبي في دفع أقوال ملّتين عظيمتين متساويتين اتفقتا على صحّة قتل المسيح و صلبه فكذّبهما.و إن كان سائغا أن يبطل خبر ذلك الجمهور العظيم المتكاثر العدد، و ينسبها إلى الإفك و الزور ، كان ردّ الشرذمة القليلة من نقلة أخباره أمكن و أجوز بحجة الوضع و القانون الذي قنّنه في المباهلة(من تاريخ الإلحاد 90)
القول الخامس: نقده لنظم القرآن و إعجازه
قال ابن الراوندي
إنه لا يمتنع أن تكون قبيلة أفصح من القبائل كلها، وتكون عدة من تلك القبيلة أفصح من كل القبيلة ، و يكون واحد من تلك العدة أفصحها جميعا...إلى أن قال : و هب أن باع فصاحته طالت على العرب فما حكمه على العجم الذين لا يعرفون اللسان ، و ما حجّته عليهم (من تاريخ الإلحاد 87)
و يبدو أن مسألة إعجاز القرآن قد بحثها في كتابه ( الدافع للقرآن) أيضا.
قال ابن الجوزي
و زعم ابن الراوندي إنّ في القرآن لحنا..و أننا نجد في كلام أكثم بن صيفي أبلغ من إنّا أعطيناك الكوثر.و قال أبو هشام بن علي الجبّائي:ابتدأ ابن الراوندي في كتاب الفريد،فقال: إنّ المسلمين احتجوا لنبوة نبيهم بالكتاب الذي أتى به و تحدى الفصحاء به فلم يقدروا على معارضته.قال : فيقال لهم غلطتم و غلبت العصبية على قلوبكم، أخبرونا لو ادعى مدّع لمن تقدّم من الفلاسفة،مثل دعواكم في القرآن، و قال: الدليل على صدق بطليموس و إقليدس فيما ادعيا أنّ صاحب إقليدس جاء به فادعى أن الخلق يعجزون عنه لكانت ثبتت نبوته ( المنتظم في التاريخ ج6 ص101)
و قال ابن الجوزي :
تقشعرّ منه الأبدان ، قال عن الله تعالى
من ليس عنده الدواء للداء إلا القتل فعل العدوّ الحنق الغضوب فما حاجته إلى كتاب و رسول؟؟.
و قال:
أهلك ثمودا لأجل ناقة و ما قدر ناقة؟ وجدناه يفتخر بالفتنة التي ألقاها بينهم ، كقوله تعالى < و كذلك فتنا بعضهم ببعض . سورة الأنعام الآية 53 >، و قوله <و لقد فتنا الذين من قبلكم : سورة العنكبوت الآية3> وقال في وصف الجنة < فيها أنهار من لبن لم يتغير طعمه> و هو الحليب و لا يكاد يشتهيه إلا الجائع و ذكر العسل و لا يطيب صرفا،و الزنجبيل و ليس من لذيذ الأشربة و السندس يفرش و لا يلبس، و كذلك الإستبرق ، و هو غليظ من الديباج. و من تخايل أنه في الجنة ، يلبس هذا الغليظ و يشرب الحليب و الزنجبيل صار كعروس الأكراد أو النبط (المنتظم في التاريخ خ6 ص 103)
القول السادس: نقده نصرة الملائكة للرسول
قال ابن الراوندي :
إنّ الملائكة الذين أنزلهم الله تعالى في يوم بدر لنصرة النبي بزعمكم.كانوا مغلولي الشوكة قليلي البطشة على كثرة عددهم و اجتماع أيديهم و أيدي المسلمين، فلم يقدروا أن يقتلوا زيادة على سبعين رجلا. أين كانت الملائكة يوم أحد؟ لما توارى النبي ما بين القتلى فزعا و ما بالهم لم ينصروه في ذلك المقام؟ (من تاريخ الإلحاد 93)
القول السابع : نقده لإخبار الرسول في الإسراء
قال ابن الراوندي :
و أمّا قول الرسول في إخباره عن بيت المقدس ، و إعطائه علامته للناس ، إنه مخرق بذلك لأنه يمكن المسير إليه من مكة و مشاهدته له و العودة ليلته لقرب المسافة بين مكة و بينه ( المصدر السابق 94)
القول الثامن : الإلهام و التوقيف
من المسائل الهامة التي طرحها ابن الراوندي ، مسألة اللغة . فبينما الوحي يقول< و علّم آدم الأسماء كلها ، آل عمران 29> نجد ابن الراوندي يربط اللغة بقدم العالم ، و تبعه في ذلك الرازي مستخدما عبارته:
أخبرونا بأي لغة وقف نبي أو إمام من أئمتكم على اللغات؟ و هل في ذلك بدّ من الرجوع إلى الإلهام؟ على أن إماما لو عرف لغة ثمّ أراد أن يعرفها الناس لما قدر على ذلك، إذا لم تكن عندهم سابقة ، فليس بد من الرجوع إلى الإيهام بتة ( نفس المصدر 126) و أما قوله لمن يقول بالنبوات ، قال ابن الراوندي ،
أخبرونا عن الرسول ، كيف يفهم ما لا تفهمه الأمة ؟
فإن قلتم بإلهام ففهم الأمة أيضا بإلهام ، و إن قلتم بتوقيف فليس في العقل توقيف (نقس المصدر 94)
القول التاسع:قال ابن الراوندي ردّا على من قال: لولا النبي الذي يخبر عن السماء لكان الناس قاصري القدرة على فهم وضع الأرصاد على النجوم :
إنّ الناس هم الذين وضعوا الأرصاد على النجوم حتى عرفوا مطالعها و مغاربها و لا حاجة إلى الأنبياء بهم إلى ذلك
و أورد مثالا على معرفة بطليموس للكواكب أكثر مما عرفه العرب المسلمون مجتمعون.(نفس المصدر 95)
القول العاشر : نقده لخبر الغيلان
قال ابن الراوندي :
ورد في الأخبار أن الغول خلق يغتال الناس و يهلكهم و برمي بهم في الأجراف و الآبار ، و أن كثرة بأسه على الأعزاب و الصبيان. و قالوا: إن سبب ذلك أنها تظهر في صورة المرأة الحسناء ، و تعترض للأعزاب ، فتحركهم الشهوة فيتبعونها فتتنكب بهم عن طريق الجادّة إلى المجاهل حتى ترميهم في البئر أو الجرف. و يؤثر عن النبي إذا تغولت الغيلان فأذّنوا بالصلاة تهتدوا إلى الطريق (من تاريخ الإلحاد96)
القول الحادي عشر : إنّ الله أمر رسوله أن يعلم صوت العيدان.
قال ابن الراوندي على سبيل الاستهزاء:
إنه يلزم من يقول بالنبوة أن ربهم أمر الرسول ، أن يعلمهم صوت العيدان ، و إلا فمن أين يُعرف أن أمعاء الشاة إذا جفّت و عُلقت على خشبة ، فضُربت جاء منها صوت طيب( نفس المصدر97)
القول الثاني عشر : نقده لإخبار الرسول عن الغيب
قال ابن الراوندي :
أما قول الرّسول لعمّار بن ياسر (تقتلك الفئة الباغية يا عمّار) فإنّ المنجّم يقول هذا ، إذا عرف المولد ، و أخذ الطالع ثم قد لا يصيب ( المنتظم في التاريخ ج6 ص 101)
ما رأيكم يا أعضاء ؟