اغرورقت عيناه بالدموع وقال : أحبك لا تتركيني.
قلت: أريد السفر الى ما وراء البحر , الى الحياة.
قال : هنا حياتك ومرسى أمنياتك
هنا زرعت ورودك وسقيت عنقودك
هنا سعادتك لا تتركيني...
قلت : سئمت ضجيج الحياة وكرهت غبارها
ورودي لم تعد لي
جرحتني أشواكها
وعنقودي يبست داليته
فتجعدت أوراقها.
لم تعد اللوحة التي رسمتها تفصح عن ألوانها
صارت بلا ألوان
بلا عنوان
أريد الرحيل..
البحر ينتظرني
أصدافه غنت طربا
وأمواجه زحفت الي دأبا
وما وراءه قصة أورقت صفحاتها
وعلت أصواتها
وحروف تنادي أريد الرحيل..
لم تعد وسادتك تستهوي نومي
صارت قبرا لأحلامي
ولم يعد دفء يديك يعنيني
البرودة في يدي تقتلني
صارت نظراتي جامدة
ومرآتي عمياء
وكلماتي بلا أصداء
أريد الرحيل..
أريد الرحيل يا رجلا علمني الحب ونسي تفاصيله
سلمني القلب وأخذ مفاتيحه
وأصبح ربيعه في نفسي عالم شجون واكتئاب
معك حياتي صارت كالسراب
وكأن العمر ذاب في بحر من الضباب
أريد الرحيل..
كنت كل كياني كنت وطني وزهرة الأماني
واليوم أنا في غربة ومنها أعاني.
لا ترمقني بانكار وسخرية
ففؤادي في شقاء
ومشاعري تململت من العناء
ولم تعد رياحي تحمل اليك شوقي
أريد الرحيل..