قبل عدَّة أسابيع , خرجت بعضُ الكلاب من جُحورها خرجت تلتفتُ يمنةً ويسرة , خرجتَ ترتعدُ فرائِصها لأنها اعتادت على الجحورٍ مأوًا ومرتعًا لها,
وبدأت بالنُباح في الفضائيات و مواقع التواصل على الإنترنت لعقد مؤتمرٍ عاجل.
وقاموا بتدبير المكائد,و تأليب من يشبههم بأخلاقهِم و أطباعهم ليشنُّوا هجمتهم الساحقة كما ظنُّوا ,
وقد حددوا يوم الله الجُمعة أفضل الأيام كي ينشروُا سمومهم , و كي يُحققوا أحلامهم الوردية.
ثمَّ حفروا لهم جُحرًا في مواقع التواصل يتداورون فيه , ويجتمعون ويُخرجون ما خبَّأتهُ أنفوسهم منذُ زمن.
كانوا واثقيين بأن هذه المرة ستكون ضربتهم قاضية, وكانوا أكثرَ قذارةً عن ذي قبل.
وكانوا سائرين على قول المثل العربي أو بالأصح الخليجيِّ "مع الخيل يا شقرا"
لكنَّهم لم يعرفوا حتى ما هي الخيل ومن هي شقراء.
الخيل يا أيها المدحُورين بإذن الله, الخيلُ لا يعرِفُها إلا أهلُها , لا المندَّسين خلف شاشاتٍ أمكنَ للساذجِ فتحَ عشراتٍ منها في يومٍ وليلة.
و الخيل التي انطلقت في تونس و مصر كانت على حق وسارت بكل إيمانٍ وعزيمة..
انطلقت كي تُحرر الشعب من قيد العُبودية و تُعيد الحجاب لأهله بعد أن حرَّموه عليهم.
انطلقت كي ترفع الأذآن الذي ظلَّ أكثر من عقود صامتًا لا يُسمعُ في أصقاعها.
انطلقت كي يذهب الناس للمساجد بدون إذنٍ من أحد وبدون بطاقات مراقبة للتتبُّع.
انطلقت لتُقيم حدود الله التي سُلبت منها لعقودٍ من الزمن.
انطلقت لتفك أسر المظلومين , القابعين خلف أسوار الظلام بلا إثم.
انطلت لتُعيد كتاب الله وسنة نبيه إلى جميع مركز تعليم الدولة بعد أن نجَّسوها بأفكارِهم ومنعوها عنهم.
انطلقت ليُعفي المتقون لِحاهم التي أُزيلت رُغمًا عنهم .
انطلقت لتُعيد ما نُهب من مال المُسلمين .
انطلقت لأن مستوى الفقر أصبح ينمو بدرجات خيالية وبنسبةٍ تجاوزت حاجز الـ 40 %
- و لا أود أن أُسهب بالحديثِ في هذا الجانب ,ومن أراد أن يبحث سيجد الكثير والكثير والكثير-
فانطلقتتلك الخيول وانطلقت وانطلقت حتى أذن الله لها بالنصر.
ولكن أولئك الحاقدون, على أي أساسٍ اطلقوا ماظنُّوا بأنها خيول..
من يعيشُ في هذه الأرض الطاهرة , سيرى ويعرف بأنهم على باطل, وأن ما يبحثون عنه هو أبعدُ من أن ينالوه ولو بأحلامهم.
و ذهبوا مع الخيل يُرددون ما كتبه أبو القاسم بن محمد بن أبي القاسم الشابي الشاعر التونسي حين قال:
"إِذا الشَّعْبُ يوماً أرادَ الحياةَ
فلا بُدَّ أنْ يَسْتَجيبَ القدرْ
ولا بُدَّ للَّيْلِ أنْ ينجلي
ولا بُدَّ للقيدِ أن يَنْكَسِرْ"
نعم , نعم , لقد انجلى الليل , ولكن على رؤوسكم أيها الغوغاء, وظهر جليًّا أمام العالم أجمع , ذلك العالمُ الذي انتظر أن تهتز أرض الحرمين , وأن تعم الفوضى أرجائها ذلك العالمُ الذي ترصَّد بصمتٍ و انتظر بشغفٍ لموعدهم المزعوم ,ذلك العالم الذي نسِيَ أنها بلادُ الحرمينْ, وأنها آمنةٌ مطمئِنةٌ بإذن ربها.
ففي ظل كلِّ تلك الزوبعات ظهر الولاء , والوفاء , واللحمة, و الطاعة , ظهر الشعبُ بأبهى صورةٍ جسَّدها الأمنُ والأمانُ والحكمة, ظهر حبُّ الوطن , والموتٍ من دونه.
حقًا بلادي سأرويك :
"بلادي بلادي اسلمي وانعمي
سأرويك حين الظما من دمي
وربُّ العقيدةِ لن تُهزمي
ومن أكمل الدين للمسلمين"
فصُدِمَ العالم بأسره, وظنُّوا أنهم يحلمون ولم يُصدِّقوا أن بلادنا وقفت شامخةً في وجهِ الوُضَعاء , وعاد أُولئك الحاقدون إلى جُحورهم خاسئِين, وارتفعت كلمةُ الحق.
فلا نامت أعينُ الجبناء
فلا نامت أعينُ الجبناء
فلا نامت أعينُ الجبناء
وإن كنتم ترددون تلك الأبيات , فاسمعوا ماذا يقول شعب المملكة العظيم :
وَمَا خَطْبُ شَعْبٍ أَحَبَّ الإِمَام
أَحَبَّ النِظَامَ أَحَبَّ القَدَر
سَيَحْيَا عَظِيْمًا و يَحْيَا النِظَام
وَرُغْمَ سُمُوُمِ الحَقُودِ القَذِر
اجتياح
14-03-2011