نشأ يتيما ليس له من يرعاه سوى أمه التي تتلقى المساعدات البسيطة من أهل الخير فتحاول جاهدة
أن توزع ما تحصل عليه من نقود زهيدة على مدار الشهر أيضا هناك بعض من الدقيق والأرز
تقريبا هذا قوتهم الأساسي . وترجو من الله أن يوفق إبنها الوحيد في دراسته لعله حين يكبر ويحصل
على مؤهل علمي حتى لو شهادة الثانوية ليجد عملا يقتات منه هو وأمه التي تنوء بحمل ثقيل ولا معين
لها غير تلك الهبات القليلة التي بالكاد تفي بإحتياجاتهم اليومية .
ومضت الأيام والإبن يواصل مراحل التعليم حتى أتم الجامعة بفضل الله وبجهود تلك الأم المسكينة
وكم كانت فرحتها وهي ترى إبنها وقد أكمل تعليمه وانهمرت دموع الفرح من عيونها أيضا تحققت أمنيتها
وتوظف إبنها .
وتبدلت الحال إلى الأفضل عندما إشترى قطعة من الأرض واستطاع إعمارها .
وكانت أمه تلح عليه بأن يبحث عن بنت الحلال ويتزوج وكما هي عادة الأمهات تقول للإبن أريد أن أرى
اولادك قبل أن اموت فرضخ الإبن لطلب أمه الحنون ووقع الإختيار على إحدى بنات الجيران وتم الزواج
فجميع الظروف مهيأة . من بيت ووظيفة وسيارة وفرحت الام بزواج إبنها.
وكم كان إعجاب الناس بهذه الأم وصبرها وجلدها وكفاحها حتى أوصلت إبنها إلى أعلى مراتب التعليم
غير أن الأقدار كانت تخفي أمورا ليست بالحسبان .
وخاصة الأم المسكينة فبعد مضي سنة من الزواج بدأت زوجة إبنها تضايقها وكذلك بد أت تثقل زوجها
بالطلبات وإذا ما أراد أن يناقشها تقول له أنظر صديقاتي أزواجهن يلبون طلباتهن ولا يعصون لهن أمرا
ولأنه يحب زوجته فلا يرفض لها أي طلب ولكن الامور تسوء أكثر لأن الزوجة تمادت كثيرا بإقامة
الحفلات في البيت لصديقا تها وبتكا ليف باهظة وراتبه لا يفي بتلك الطلبات والأم تراقب تلك التغيرات
ولكنها لا تريد أن تثير المشاكل مع إبنها وزوجته .
والزوجة كانت تعمل بمشورة رفيقاتها وتنفذ كل ما تسمعه منهن وشجعها على ذلك حب زوجها لها
ولأنه لا يرد لها أي طلب وأصبح كل همها الفلوس هو يزداد طيبة وهي تزداد تعنتا وجبروت
ولقد وصل بها الظلم أن اسكنت الام المغلوب على امرها في الملحق المكون من غرفة صغيرة ودورة مياه
والإبن لم يحرك ساكنا
واضطر إلى الديون من البنوك ومن الأصدقاء ليلبي طلبات زوجته ورفيقاتها اللتي لا يجرؤن أن يتفوهن
ولو بكلمة مما يملينه على رفيقتهم .
وبعد سنوات من معاناة الزوج وكثرة الديون مما إضطره إلى بيع البيت لتسديد ما عليه من الديون
وعندما علمت زوجته هاجت وثارت وقالت له إذا لم تشتري منزلا آخر فطلقني
فلم يتردد وطلقها من حينه وراح يجهش بالبكاء في أحضان امه ويقول لها سامحيني يا أمي
لقد ظلمتك كثيرا فقالت له سامحتك يا ولدي
ومع مرور الوقت تخلص من الديون ورزقه الله بوجة طيبة عاملته بإخلاص ورعت أمه وعاشوا إلى ما شاء
الله من السنين .
أم الزوجة التي طلقها فلقد تزوجها رجل ظالم نكل بها وأذاقها أصنافا من العذاب

بقلم البحار