ذكرتني بزمان زانه الأدبُ
قد كنت فيه لبيت الشعر أنتسبُ
ذكرتني و خيول الشوق واجمة
فإذ بها و قد استنفرتها تثبُ
كأنما أنت قد أشعلت من ولع
روح القصيد فهبت و المدى لهبُ
يا باعث الكلم الموزون من سِنة
و ملهمي _ حين أنسى _ قول ما يجبُ
قد عدت فوق بساط الشعر يسبقني
حلم الوصول إلى المعنى فأقتربُ
حاشا وربك ما ودعت قافيتي
و لا صرمت هواها و الهوى سببُ
لكنه زمني المشؤوم أوثقني
إلى الهموم فلا شعر و لا طربُ
أبيت أطمع أن تحلو مرارتها
لكن دنياي من أخلاقها الكذبُ
و أستفيق على المأساة تطحنني
رحى المواجع حتى يتعب التعب!!
فهل لمثليَ أن تشدو بلابله
و فاقد الشيء لا يعطي و لا يهبُ؟!
ويلي فقد ثملت بالحزن أغنيتي
و جف في شفتيها الحب و الحببُ
و صوح الزهر في واحاتها و ذوى
ذاك الجمال فما للحسن منقلبُ
و عدت لكن بلا وجه و لا لغة
كأنني في ربوع الشعر مغتربُ!
كأنني لست من غنى لغادته
نخب الهوى و أغاني الحب تنتخبُ
كأنني لم أكن _ و الحرف يكتبني _
مجنون قافية كالعيد ترتقبُ
كأنني بعد هذا الفيض قد يبست
فيّ العروق و ما جادت لها السحبُ
فلا تقل ذات يوم حين تقرأني :
أين الرُضاب و أين الكحل و الشنبُ؟
ما عاد للحسن في إحساس مكتئب
لحن يروق ، و هل يشجيك مكتئبُ؟
يا ملهمي ؛ قدمي في الهم راسخة
فاقنع بقافية "خنساء" تنتحب
شعر : عميد القوافي ( عبدالمطلب النجمي* )