في ظلّ ثوراتنا العربية التي أزاحتْ وأطاحتْ بالرؤساء وُلِدتْ هذه القصيدة التي عنونتها بـــ (ثورة الحب ).
وهي مهداةٌ إلى وطني ...
( ثورة الحب )
أصلُ الحكايةِ أنني أهواكا
ما جاء بي يا موطني إلاّكا
أهواكَ لا كذبٌ وأنتَ كما ترى
قلبي الذي قد هزّه ذكراكا
أقبلتُ نحوكَ والقصيدُ يصدُّني
والحقُّ أنّ الشعرَ ما عاداكا
كم في توجسه يبيتُ بخاطري
مذ جدّ في أيامِنا لقياكا
حيرانُ لا يدري بما هو قائلٌ
حاولته , فأتى إليك فهاكا
يا موطنَ الحرمينِ ألفُ تحيةٍ
منّي إليكَ سكبتُها بمداكا
في يومنا الوطنيِّ أجملُ قصةٍ
للعاشقين تراهمو عيناكا
من شرقنا وجنوبِنا وشَمَالِنا
من غربنا من هاهنا وهناكا
قد لا يكون بوسعنا أن نلتقي
كالعاشقين مليحةً وملاكا
كالباذلين مع النوى حُرُقَ الجوى
كالزائرين تخوّفـًا أشرَاكا
لكنما قد نرتمي في فكرنا
فأقبّلُ البيداءَ والأفلاكا
يا صانعَ المجدِ القديمِ تحيةً
هبني فديتك لحظةً ذكراكا
لا لستُ أنسى فعلَكم يا سيدي
تبّ القصيدُ إذا أنا أنساكا
عبدُالعزيز وهل سواه معفرٌ
كيدَ العدو مذلةً وهلاكا ؟
ناديتَ ما فتئتْ حدودُ جزيرتي
إلا وردّت نحوكم : حيّاكا
عانيتَ فالتقتِ القلوبُ مسرةً
من بعد أن كان اللقاءُ عِراكا
إن كان للتاريخ أمٌّ أو أبٌ
فلأنتَ ابنٌ والورى أسراكا
أو كان للمجد المؤثلِ موعدٌ
فلأنتَ سيفٌ والعِدا قتلاكا
سوّيتَ من أرضِ الجزيرةِ أمةً
أمّ الجميعُ لنحوها وأتاكا
وأتى إليها بعدكمْ أمثالكمْ
حتى كأني لا أرى إلاّكا
ورثوا الأمانةَ كابرًا عن كابرٍ
ما حاد منهم سيّدي ممشاكا
يا موطنَ الحرمينِ حبُّك عامرٌ
أفأستطيع بشعريَ الإدراكا ؟
أنت الذي صُنت المكارمَ كلَّها
وحفظتَ دينَ محمدٍ بعُلاكا
حاشاك أن يلقى العدوّ غنيمةً
حاشاك يا وطنَ الهدى حاشاكا
هل بعد عبدِالله نرجو فارسـًا ؟
لا والذي قد حرّم الإشراكا
أنت الذي ألغى الكرام بجَدّه
حتى علوتَ فما علمتَ بذاكا
قم سائلَ الحُوثيِّ لمّا جاءه
جرّ الثياب هزيمةً وتباكى
ملكٌ إذا عُدّ الملوكُ وجدتَهم
همْ تحته مستنجدين شِرَاكا
يا موطني فاقبل بقايا ثورتي
كم ثورةٍ قد غيّرتْ سفّاكا
بالحب أهديها ومثلكُ طاهرٌ
إنّي الجنوبيُّ الذي يهواكا
أفديكَ نبضي لا تسلني بعده
هو كلُّ ما عندي إليك فداكا
يا ليتني أحظى بمثوًى ليتني
يا ليتني بعد الردى ألقاكا
إبراهيم النجمي
25/ 10/1432