حَلَبُوا لَبَانَكَ
حَيَّيْتَهُـمْ فَاسْتَبْشَـرُوا النَّعْـمَـآءَوَاسْتَوْدَعَـتْ أَحْلاَمُهُـم ظَلْمَـاءَ

أَنْشَدْتَـهُـمْ فَتَهَافَـتُـوا إِطْــرَآءَوَوَهَبْتَهُـمْ بِحَنَـانِـكَ الْعَنْـقَـاءَ

وَزَرَعْتَ حُبَّ الْعِشْقِ في أَعْطَافِهِمْ غُنْمَاً وَكُنْـتَ الْغُـرْمَ وَالْغُرَمَـاءَ

وَمَلأْتَ مِنْ بَحْرِ الْوِدَادِ شِبَاكَهُـمْ صَيْدَاً وَكُنْتَ الطُّعْـمَ وَالأَشْـلاَءَ

وَشَوَيْتَ في وَقْتِ الْغَدَاءِ طَعَامَهُمْ كَرَمَاً أَكَلْـتَ الْعَظْـمَ وَالأَمْعَـاءَ

أَعْطَيْتَهُـمْ مُهَـجَ الحْيَاَةِ،مَنَحْتَهُـمْ سَلْـوَى الْقُلُوْبِ،رَفَعْتَهُـمْ أَكْفَـاءَ

آثَرْتَهُـمْ مَالاً،غَـدَيْـتَ بِبَـذْلِـهِ صِفْـرَ الْيَدَيْنِ،تُشَاطِـرُ الْفُقَـرَاءَ

أَلْهَمْتَهُـمْ جَـوَّ الرَّبِيْـعِ جَعَلْتَهُـمْ يَتَسَامَرُوْنَ،مَنَعْتَهُـمْ ضَـوْضَـاءَ

الْفَـنُّ أَنْـتَ الْفَـنُّ دُوْنَ حُثَالَـةٍشَطَحَتْ عُقُوْلٌ شَطْحَـةً خَرْقَـاءَ

وَغَدَتْ مَطَالِبُهُمْ تُجَـابُ عُجَالَـةًوَتَبَسَّمُـوا وَتَوَسَّمُـوا الإِثْــرَاءَ

لمَ ْتَعْرِفِ الْأَقْرَانُ غَيْـرَكَ سَيِّـدَاًكَلاَّ وَلاَ عَرَفَـتْ عَلَيْـكَ خَـوَاءَ

لَكِنَّهُـمْ رَغْـمَ الْعَطَـاءِ تَنَكَّـرُواوَتَكَبَّـرُوا وَتَحَـوَّلُـوا أَعْــدَاءَ

أَخَذُوا رُفَاتَـكَ مَزَّقُـوهُ بِمَكْرِهِـمْ قَطَعُـوْا لِسَانَـكَ دُمْيَـةً خَرْسَـاءَ

هُمْ بَادَرُوْكَ الْغَـدْرَ دُوْنَ هَـوَادَةٍهُـمْ ذوَّقُـوْكَ الْقَهْـرَ وَالْغَلْـوَاءَ

رَحَلَ الْوَفَاءُ عَنِ الرِّفَاقِ تَسَلَّقُـوابَـابَ النَّذَالَـةِ ظَاهَـرُوا خُيَـلاَءَ

رَفَعُوْا الْمَصَالِحَ في الحَيَاةِ تَقَرُّبَـاًبَـرَزُوا جِهَـارَاً خِسَّـةً حَمْقَـاءَ

الْمُعْدَمُوْنَ عَلى الطَّرِيقِ تَكَبَّـدُوامِـنْ خُبْثِهِمْ،مِـنْ بُخْلِهِـمْ، لأَوَاءَ

الْكَائِنُونَ عَلى النِّفَـاقِ تَشَرَّبُـوامِنْ مَصْلِهِمْ،مِْـن سُمِّهِـمْ، أَدْوَاءَ

وَتَأنَّثَتْ عِنْـدَ الشَّبِيْـهِ طِبَاعُهُـمْ وَتَكَـوَّرَتْ أَجْسَـادُهُـمْ أَثْــدَاءَ

وَتَمَكْيَجَتْ عِنْدَ الْوَضِيْعِ خُدُودُهُـمْ وَتَلَوَّنَـتْ أَقْرَاطُـهُـمْ حَـمْـرَاءَ

يَامُبْدِيَ الْعَزَمَاتِ حَسْبُـكَ فَزْعَـةًكَشَفَـتْ يَـدَاكَ بَرَاقعَـاً وَغِطَـاءَ

اِضْـرِبْ فَقَـدْ مَسَحُـوا إِبَـاءَكَعِنْدَمَا حَلَبُوا لَبَانَك،أَطْعَمُوكَ الدَّاءَ

اِقْلِبْ لَهُمْ ظَهْـرَ الْمِجَـنِّ تَغَيُّظَـاًاِفْرِشْ لَهُمْ شَـوْكَ الْقَتَـادِ خِبَـاءَ

لاتَكْـتَـرِثْ إِنَّ الجَـبَـانَ دَوَاؤُهُ جَلْـدٌ وَلَطْـمٌ بِالْكُفُـوفِ جَـزَاءَ

لا تَسْمَعِ الْعُـذَّالَ قَلْبُـكَ حَـارِقٌ مِـنْ فِعْلِهِـمْ يَسْتَاهِلُـونَ حِـذَاءَ

شعر / بلبل تهامة الأحد 11/11/1432 هـ