كم هي الليالي طويلة

و كم هي الأيام رتيبة بعدك أماه

كم يزداد شوقي إليك...

و ها أنا كل يوم أتأكد أن خيالك.. أمي ما زال يلاحقـني

مازال يقـتـفي أثري

ما زال يسكن جوارحي

ما زال يزور مخدعي و يتكأ على كتفي

ما زال يصنع حزني و فرحي

و صورتك لم تبرح أبدا تلك الأمكنة التي ضمني فيها صدرك

و أرضعني فيها ثديك و ربتت فيها يدك و دمعت فيها عينك

لا تزال مرسومة على جدران غرفتك تحف المكان و تملأ الزمان

لكن أماه...عندما أعود إلى البيت أجد الظلام سائدا

لأن عينيك الجميلتين اللتين كانتا تضيئانه قد انطفأتا

و لأن قلبك الذي كان يخفق بحبي حاضرا وغائبا قد كف عن الخفقان

و لأن ابتسامتك التي كانت تبعث الأمل في حاضري و مستقبلي قد تلاشت

و لأن حضنك الذي إحتوى جسدي حينا من الدهر..سئم جوارنا و آثر جوار الله

إنها الأيام يتيمة بدونك...أماه

عبوسة بغيابك..

بلا عاطفة و لا حنان

سأمضي لوحدي أحمل حقيبة أشواقك

أرسو على شواطئ بحر عطفك كلما قست علي الحياة

أتذكر تمتماتك

أتبرك بدعواتك ....

أختلي المرة تلو المرة بصندوق جواهرك و هداياك فأستحضر روحك

فتسيل العبرات حرقة على ذكراك

و شجرة الرمان التي غرستها يوما لا زالت صامدة تزهر و تثمر

سأعيش على ذكراك

و سأرسمك بين ثنايا دفاتري

أنحت كلماتي تمثالا لك

أزرع أحرفي ورودا على الطرقات

وفاءا لك و لتلك الأمنيات

أنسج لك من أخيلتي أنشودة الحياة

ألحنها بأوتار حبي لك

أغرودة شوق و ثبات

إلى أن ألتقي بك في جنة الخلد إنشاء الله