حين نفتقد معيار الإعتدال في سردنا لبعض واقعنا المعاش
فإننا نجنح إلى المبالغة و الإبهار
لنحول تارة الليل إلى نهار
إن نقلتنا السريعة بين متضادين
وفي زمن لا تكاد تفصله ساعات أو دقائق
تكشف إلى أي مدى من الإندفاع العاطفي نجنح إليه
دون أن نتحكم في تصرفاتنا و في كلماتنا
بموازين ثابته لا دخل فيها لصرعة السرعة و كدماتها
كثيرة تلك المواقف التي تجتذب الإنسان
بين ما يسوؤه و ما يسره
بين ما يمتدحه و ما يتبرم منه
و لكن تظل النقله دائما
بين هذا أو ذاك من خلال حركة مرحلية
و إجتياز لحائط يفصل بين متضادين
حتى لو كانا متجاورين
إلا أن الموقف الذي تداعى أمام فهمي
و ظل عاجزا عن استيعابه و هضمه ..
سألته بعد زواجه بأسبوع
أو يزيد قليلا
كيف الحال ؟
و كان رده :
من فرط سعادتي نسيت كل شيء
نسيت أهلي
نسيت نفسي
لم يعد في خيالي و لا في ذاكرتي
إلا صورتها هي
إنها بإختصار " حياتي "
و مضى على سؤالي له ما يقارب الشهر
و قابلته ثانية
كان شارد التفكير
حزين الملامح
سألته عن السبب
فرد علي :
هل تذكر ما قلته لك منذ قرابة الشهر ؟
لا أدري فقد إنقلبت الموازين
و اهتزت الصورة التي كانت تسيطر على خيالي
لقد عاودتني الذاكرة من جديد
تذكرت أهلي و تذكرت نفسي
أما هي فقد طوى النسيان صورتها من قلبي دون سبب ظاهر .
العاطفة حين تولد جارفة و مجازفة
فإنها تكتسح جدران القلب
فتتجمد نبضاته
لذلك :
العاطفة غير الحب