تزوج من إبنة خالته بعد قناعة منها و منه
إنها تحتفظ بقدر مشبع من الجمال
أكثر من جمالها تأتي خصالها مرضية لشريك حياتها
ثلاثة أعوام مضت على زواجهما
و صدفة تتعرض الزوجة إلى مرض في عينيها أفقدها البصر
و لم يفقدها الحب بل زاده إشتعالا و تعلقا بمن تحب

الإنسان بطبيعته أحيانا أو بطبعه يضيق بقسوة أقداره دون وجه حق
لقد خبت شعلة عواطفه نحوها على غير إنتظار
و ذات مساء دار بينهما حوار

قال لها :
لابد وأن نبحث عن علاج يعيد إليك ناظريك
قالت له و كانت تعني ماتقول و قد أحسست بفتور عواطفه نحوها :
أريدك أنت أن تعود قبل أن يعود إلي بصري
فأنت بصري الذي أتطلع من خلاله إلى الدنيا
لا تهمني عودة ناظري بقدر ما يهمني عودة زوجي إلى صفائه و وفائه
لو خيرتني بين الإثنين لأخترتك أنت
لفضلت أن أفتقده و لا أفتقدك .
و لحضتها بكى
لقد أدرك عمق مأساتها و عمق غلطته و تراجع قلبه
ليطبع على جبهتها قبلة حانية لم تألفها منذ شهور
و حينها أجهشت بالبكاء من فرط سعادتها

و قالت له في همس :
إنني أراك بقلبي
و أرى من خلالك كل شيء كل شيء إنني ما عدت عمياء .

و كان القدر بدوره حانيا بها و به
فقد عاد إليها بصرها بعد عملية جراحية
عاد إليها بصرها و لم تفقد بصيرتها
بعد أن أعادت الحب إلى مجاريه
ليغمر وجدانها الفتي