البعض ينظر سلباً إلى هذا الموضوع ويهتم بجانب واحد فقط ويجعله سبباً رئيساً في التربية ويغفل عن جوانب أخرى ، ومن المفترض أن الأدوار في التربية ينظر لها من عدة جوانب تتوزع وتتنوع ويأتي في مقدمتها الأسرة ، وقد تجد هنالك بعض الأمور التي تشترك مع الأسرة وتأثر سلباً أو إيجاباً على التربية كالسائق والخادمة ، وقد يرى البعض أن الأب هو المسؤول الأول عن التربية ، والبعض الآخر يرى أن الأم هي المسؤولة ، ولا يغفل آخرون عن دور البيئة المحيطة بالمجتمع الذي يعيش فيه الفرد وإضافة جزء من ثقافته ، كما أن البعض جعل المدرسة شريكاً في التربية لما لها الدور الكبير بعد الأسرة في التربية ، فيا ترى كيف يمكننا تقسيم تلك الأدوار حسب أولوية كل دور منها ، وذلك نظراً لأهمية الموضوع وما نراه يحدث من تصرفات بعض الأطفال وخاصة في وقتنا الحاضر من الأفعال العدائية وقد يصل إلى مرحلة العنف ، هذه الظاهرة لم تكن موجودة بين أطفالنا من قبل وإن وجدت فنسبة ضئيلة جداً ، ويعزي علماء النفس انتشارها بين الأطفال في وقتنا الحاضر ، نظراً لما يشاهد عبر وسائل التقنية الحديثة من أفلام عنف والعاب قد تحوي تلك السلوكيات الخاطئة والتي ينشأ الطفل عليها ، ومن هنا يأتي دور الآباء الرقابي على الأبناء خاصة في سن الطفولة المبكر والذي يجب أن يحرص الآباء على الأبناء غاية الحرص ،وهذه السن ما بين الثانية إلى الخامسة التي تسبق سن المرحلة الدراسية ، وفي هذه المرحلة الدور الأكبر في التربية على الآباء والأمهات وقد تستمر معه تلك السلوكيات إلى بداية المرحلة الدراسية ، وبهذه المرحلة يدخل الشريك الثاني في التربية وهي المدرسة فيبدأ الطفل يندمج مع أقرانه في جو دراسي تتنوع فيه المناهج الدراسية ويكتسب الطفل خلالها الخبرات العلمية المهارية منها والمعرفية ويبدأ بالذهاب والعودة من البيت إلى المدرسة والعكس ومن هنا يأتي دور "الأسرة والمدرسة " جنباً إلى جنب في التربية فيجب أن يدعم كل منهما الآخر حتى ينشأ الطفل تنشأة سليمة ، العنصر الثالث في التربية بعد البيت والمدرسة يعتبر الحلقة المفقودة بين الاثنين ألا وهي البيئة " المجتمع " فقد يقوم البيت بدوره في التربية وكذلك المدرسة ولكن قد يشاهد الطفل سلوكيات من المجتمع قد تختلف عما تربى عليه ، فقد يتقمص ولو جزء بسيط منها
فنسأل الله تعالى لأبنائنا وبناتنا الصلاح والتقى والعفاف والغنى .