قد يتعرض الإنسان من فترة لأخرى فترات عصيبة تثير في نفسه ألماً وحزناً لما يشاهده من الخدمات ، وتولد في قلبه وجعا ً ، وقد تكون هنالك بعض المسببات فيتمنى لو أن بيده الخروج منها ، وعندما يعيش هذا الواقع فإنه لا يرى سوى ما هو فيه فتعمى عيناه عن رؤية أي جانب آخر ، فمثلاً عندما نركز في واقعنا على الجوانب السلبية يوماً بعد يوم الغرض منها هو الارتقاء بها إلى الأفضل ، ولكن لا نغفل عن الجانب الإيجابي لكل ما تحقق ، وبعض الأخطاء قد تجعل لدى الإنسان همة تدفعه إلى اكتشاف الحلول المناسبة لعلاجها ، فالمسؤول عندما يُـنتقد في أي جانب من المهام الموكلة إليه ، قد تكون سبباً في تقديم الأفضل في الفرص الأخرى القادمة ، لكن عندما تقف عجلة التنمية وتدار بين شد وجذب دون تحقيق أي عمل يذكر ، يجب علينا أن نتوقف لنعيد الأمل ونتطلع إلى غد مشرق وإلى هدف أسمى ، فأنا وأنت قد لا نعرف أو نشعر بما يُخطط له عبر خطط مستقبلية بعيدة المدى وميزانيات مخصصة ومحددة ، وقد تظهر نتائجها بصورة جلية واضحة في معالم بارزة ومجسمات حقيقية ظاهرة للعيان على أرض الواقع ، لتبعث في نفوسنا السعادة والاطمئنان ، وهذه لانجازات يكون وقعها على النفس كالنسمات التي تعبق الحياة فرحاً وسعادة ، وتزيد لدينا الهمة العالية والمقصد النبيل الذي نحققه اتجاه أنفسنا قبل مجتمعنا .