هذه القصة كتبتها في أحد المنتديات لن أذكر اسمه احتراماً لسياسة هذا المنتدى أرجو أن تحوز على رضاكم
والأسماء هي لبعض الإخوة والأخوات في ذلك المنتدى.
أجرى عمدة الحارة(محمد عطية) قرعة بين أعضاء الحارة فكانت من نصيب (يحيى صفحي\ أبو يزن \ رذاذ المطر \سراب \ سكون)
وذلك للقيام برحلة سياحية بحرية إلى مصر .
فرح الجميع خاصة رذاذ التي كان حلم حياتها مشاهدة الأهرام على الطبيعة وقد جاءتها الفرصة على طبق من ذهب.
كان أبو يزن وسراب يتميزان عن الآخرين بإجادتهما للسباحة فأبو يزن منضم لنادي التهامي للسباحة وبطل على مستوى المنطقة
الجنوبية وسراب هذه الجبلية والتي لم تر البحرعلى الطبيعة سوى مرة واحدة قد تعلمت السباحة لوجود سكنها على ضفاف أحد
الأودية القريبة من جبل جحفان إذ تعلمت السباحة في صغرها مع أخيها وأجادتها .
انطلقت الرحلة الجو جميل البحر هادئ جميع ركاب العبارة مستمتعين ومطمئنين فمنذ لحظات قرؤوا دعاء السفر.
بعد ساعة من المتعة والتفكر في جمال البحر وعظمة خالقه صاحت سراب بفزع وطمرت على النساء والأطفال
رذاذ:أيش فيك
سراب: سمكة كبيرة
سكون: في نفسها فضحتنا الخبلة ذي وسيبت ركبي.
سراب: بعد أن أحست بالحرج تصدقون أخاف من امسمكة زي ما أخاف من امذيب
رذاذ: عندها فوبيا السمك
سكون:ههههههههه
قبل الوصول
سراب مستغرقة في تفكير عميق
سكون: شوفي الجبلية
رذاذ:يمكن تبغى تقول قصيدة
سكون: تضع يدها أمام عيني سراب لم تحس بها
رذاذ: تكفين يالخنساء
سكون تشد يد سراب أنت وين رحت اللي ماخذ عقلك يتهنى به
سراب: لا أبداً بس كنت أفكر
سكون: ندري إنك تفكرين بس قولي بسرعة
سراب: اقول ما هوه؟؟
رذاذ مازحة: يعني ما كنت تؤلفين شعر؟!!
سراب: واااو ياذي الفضيحة وهن امحريم يقولون شعر؟
رذاذ: لا حبيبتي نمزح معك بس بصدق في أيش كنت تفكرين
سراب: كنت أفكر لو أن البحر هذا مرقة كم قدر يسعها؟!
رذاذ\سكون هههههههههههه
ثلاثي الرجال كانوا يخططون لكيفية قضاء هذا الأسبوع وما على البنات إلا التقيد بهذه الخطط خاصة أنهن لا يعرفن
شيئاً عن مصر من قبل.
في الليلة الأولى بعد وصولهم أقام الشباب في جناح خاص بهم وكذلك البنات في جناح خاص بهن.
طرقات على الباب....دخلت مسئولة تقديم الطلبات ووضعت العشاء
_عاوزين حاقة تانية
_شكراً
كان الطعام منوع ومن ضمنه الأكلة الشعبية الكشري والتي راقت لرذاذ وسكون ولم تعجب سراب
سراب في ضيق: والله امفحس حق جدتي أحسن من هذا وضحك الجميع .
في اليوم الثاني كان الجميع في الحافلة متجهين إلى الأهرام وكم كان جميلاً وقوفهم أمام هذه الحضارة العظيمة
- تحققت أمنية رذاذ أخيراً - استمتعوا بإبداع لن يتكرر للبشر وهنا الحديث للعيون والمتعة والبهجة للنفس أما اللسان فيعجز
عن وصف هذا الإعجاز البشري.
تحرك الكل عائدين للحافلة ووقفت سراب تنظر إلى أبو الهول مندهشة فسحبتها سكون بشدة يالله الحافلة تبغى تتحرك
_ نكعتي ايدي عمى
_طيب كل الناس راكبين إلا أنت؟!
العمدة وصاحباه يراقبون الموقف ويضحكون وإن كانوا لا يدرون أيهن تلك الفتاة
اليوم الثالث كانت السهرة من اختيار أبو يزن والذي طلب الذهاب إلى السينما كان محمد عطية وأبو يزن يستمتعان
بمتابعة أحدث الأفلام كان فلماً يحبس الأنفاس.
جميع الحاضرين والحاضرات يتابعون بتركيز وتفاعل بينما يحيى يجول بنظره خلسة إلى اللحم الأبيض.
في اليوم الرابع
رذاذ: أيش رايكم نسوي حلا للشباب ونرسله لهم تكون مفاجأة حلوة
سكون: الحلا انا أسويه تروني ما ني سهلة راح يأكلون أصابعهم وراه
سراب: أنا امقهوة عليه أسوي مردوم يخليهم يسهرون يومين
رذاذ:صحيح سراب نحتاج قهوة جازانية علتنا القهوة اللي هنا
سكون: بس المشكلة مين يجيب لنا مكونات الحلا والقهوة
رذاذ: أنا شفت سوبر ماركت قريب من الفندق نروح بكرة إن شاء الله الساعة 9
سراب: يعني ماهو سوبر ماركت
سكون: ربيييي يعني دكان بس كبير
رذاذ: ههههههههه
في الصباح عندما اقتربن من السوبر ماركت وكان الباب يفتح أوتوماتيكيا بالاقتراب منه شدت رذاذ يد سكون للخلف
لتبطئ حركتها فأصبحت سراب في المقدمة وعندما اقتربت من الباب فتح فجأة فشهقت في مشهد لا تحسد عليه
حيث ضحك كل من رآها.
تجولن داخل السوبر ماركت وأخذن كل المتطلبات ولكن تذكرن ثلاجة القهوة فتقدمت سراب للبائع بينما سكون ورذاذ تنظران
لهذه الجبلية وتكادان تضحكان مسبقا
سراب: عندك جَبَنَة (دلة القهوة) قديماً
البائع: آه لحظة
ضحكات مكبوتة من سكون ورذاذ
البائع: تفضلي وأعطاها جُبنة
سراب: ماهو ذا الله يشلك ما أشا جُبْنَة أشا جَبَنَة اللي يحطون فيها امقهوة
وهنا ذهب الحياء وانفجرتا بالضحك ثم شرحت سكون ما تريده سراب وأحضر ما يحتجن اليه
وفي المساء أوصلت العاملة بالفندق الحلا والقهوة للشباب الذين فرحوا بهذه اللفتة الجميلة من أخواتهن وذاقوا
ألذ وأجمل حلا وقهوة ولكن سرعان ما خلدوا للنوم دون أن يتموا سهرتهم المخطط لها؟؟!
في مساء اليوم الخامس اختار محمد عطية الذهاب لأكبر المكتبات وراق هذا للجنسين وهناك استمتعوا بالتنظيم البديع
لمحتويات المكتبة وسعتها وبتنوع الكتب والروايات وكل واحد وجد ما يناسب ميوله وبأسعار معقولة اشترت رذاذ كتاب
سير أعلام النبلاء وأخذت سراب كتاب تاريخ الحضارة المصرية أما سكون فقد اشترت رواية أحببتك أكثر مما ينبغي
وأحببتني اقل مما استحق لأثير عبد الله بينما اقتنى العمدة كتاب رأفت الهجان وأبو يزن أخذ كتاب كليلة ودمنة.
في اليوم السادس
البنات في أرقى الأسواق يشترين الملابس لهن ولقريباتهن وكلهن في غاية السعادة أن تهيأت لهن هذه الرحلة
السعيدة حيث تعرفن على بعض أكثر والآن يتسوقن معاً كل واحدة تأخذ رأي صديقتيها في شكل الموديل واللون المناسب
وأخيراً اشترت كل واحدة ما يناسبها واشترت هدية لقريباتها وعند الخروج قالت سراب:
اشا اشتري هدية لجدتي
سراب للبائعة: عندك مَصَر
البائعة في حدة :نعم ياختي ومال احنا فين؟؟!!
على بالها مصر الدولة وليس ما تلبسه النساء قديماً على الشعر
سراب: لا لا معد اشا شي
سكون لرذاذ: آآآآه أحس إني بانجلط من هذي الجبلية
اليوم الأخير كان من اختيار يحيى وهو الذهاب إلى البحر
ذهب الجميع الجو رائع الشاطئ نظيف كل المرافق الحيوية متوفرة دورات مياه بوفيهات ألعاب للصغار والكبار
ذهبت البنات واخترن لعبة السفينة، سكون ورذاذ ليست المرة الأولى لهما فكثيراً ما ركبتا في السفينة وغيرها
سواءً في جازان أوخارجها ولكن سراب لأول مرة تدخل الملاهي والألعاب وكل ما تعرفه هو المدريهة.
محمد ويحيى وأبو يزن فضلوا رياضة المشي والسوالف فيما يخطر ببالهم في إخوة صادقة خاصة إنه اليوم الأخير الذي يجمعهم
وكان يحيى يردد بين وقت وآخر (القلب أخضر)
رجع الشباب لمكان جلستهم الذي لا يبعد سوى أمتار قليلة عن جلسة البنات وبعد مضي بعض الوقت قال يحيى القلب أخضر
ثم استأذن وقام فقال محمد: طيب يا سبع!!
بعد أن ابتعد قليلاً
- يحيى ينظر إلى مصرية حلوة تلبس فوق الركب
المصرية: بتبص على ايه
يحيى تفاجأ: لالا أختي ما فيه شي
المصرية: طيب ليه اتخضيت
يحيى: في نفسه (عزيزتي المصرية بخصوص اتخضيت شايفاني دبية مثلاً؟؟!!)
_ لا ما تخضيت وليه اتخض
المصرية: في ميوعة ههههههههههه حسبتك
يحيى: أصبح أبو الهول
المصرية: ما صدقت إنه سعودي أعطته الرقم خفية وذهبت
يحيى يرجع لأصحابه يسير بسرحان ظاهر شارد الذهن مر بجانب أبويزن ومحمد باتجاه البنات
سراب: شوفوا أي عبلة زخنه
رذاذ: ما زخنه عبلة ما غير المصريات الوحدة في بياضها مثل طير البحر
بعد إن اقترب يحيى كثيراً
سكون: على وين يا أخينا
انتبه لنفسه واكتسى وجهه بحمرة الخجل وعاد لصاحبيه وروى لهما ما حدث مع المصرية فضحكا بصورة هستيرية
في الفندق تذكر يحيى زوجته الطاهرة وصغيراته اللواتي يدرسن بتحفيظ القرآن فأخذ الرقم وقطعه وحتى لو ما تذكر ما كان
له أن يتبع هوى نفسه.
في صباح الغد كانت رحلة العودة والتي تأخرت إلى الثانية بعد الظهر بدأت الرحلة والجميع يستعيد الأسبوع الجميل الذي قضوه.
على بعد ساعتين تقريباً من الوصول
سراب: في فرح طفولي بنات شوفوا معانا عشية
سكون: نظرت ...تغير وجهها وفي قهر وسخرية ياحليلك فرحانة يعني بهذا الجو؟؟!! لا تكوني فاكرة نفسك في جبل جحفان
سراب: استغربت من لهجة سكون وحدتها ولم تنبس ببنت شفة
رذاذ: الله يستر
العمدة يقف ينادي الطاقم بصوت عالٍ وهنا بدأ الركاب بالفزع فسرعان ما تذكروا حادثة غرق العبارة السلام98 عام 2006 والذي
ذهب ضحيتها أكثر من ألف من الأبرياء بسبب الإهمال .
هنا تقدم يحيى للقبطان ليش ما توزع ستر النجاة
القبطان: هو انت بتعلمني شغلي
يحيى بثقة وغضب: بس توزيعها مسبقاً أمر بديهي وإن يتدربوا على استخدامها من صميم واجباتك.
القبطان: ما فيش ستر وارجع مكانك
بدأت صيحات الركاب تتعالى مطالبين بالستر والقوارب وهنا وصلت العاصفة وهاجت الأمواج وبدأ بكاء الأطفال والنساء
فدخل يحيى عنوة وتبعه البعض وأخذوا الستر ورموها اتجاه الركاب وتولى محمد عطية وآخرون التعليم السريع لكيفية
استخدامها وكان من المفروض أن يتم هذا الأمر قبل انطلاق العبارة .
كانت الكارثة أن عدد ستر النجاة أقل من عدد الركاب وكذلك القوارب عددها أقل من المفترض
أخرج الركاب بقيادة يحيى جميع القوارب عدا اثنين كانت معدة سلفاً للطاقم ولما رأى يحيى أن القوارب التي وزعها
لم تكن كافية دخل بالقوة واستطاع ومن معه أن يظفر بأحدهما ورميه للركاب بينما استمات الطاقم دفاعاً عن القارب الأخير
وإثر هذا التدافع سقط يحيى في البحر كأول الضحايا ولم يحاول أحد انقاذه فالكل أصبح يفكر في نفسه فقد أحاط بهم الموت من
كل مكان.
بعد مضي وقت كبير وكان البعض لم يستطع الحصول على أي وسيلة للنجاة بدأت العبارة بالغرق فمالت على جانبها الأيسر بعض
الشيء وهنا قفز أبو يزن سابحاً وكذلك فعلت سراب والتي ما إن وصلت الماء حتى صرخت صرخة قوية ضاعت في زحام صيحات
الآخرين.
وفي هذه اللحظة ظفر العمدة بآخر قارب وحمل فيه العديد من الرجال والأطفال والنساء بينهن رذاذ وسكون اللتين أصيبتا بحالة
هستيرية على ما فعلته سراب فلو أنها تأخرت ثوان لكانت بينهن الآن ولكنه قدر الله.
كان القارب ممتلئ عن آخره وأي زيادة حتى لو كان طفلاً سيؤدي إلى عدم اتزان القارب وغرق من فيه بدأ القارب بالابتعاد عن
العبارة التي هوت في هذه اللحظة بمن فيها فصاحوا صيحة واحدة سمعها البحر بحيتانه ومخلوقاته ولم تسمعها
ضمائر الفاسدين.
بعد لحظات ظهر معدن العمدة فقد سمع صياح طفل بالقرب يصارع وأمه الموت فقفز وهو لا يعرف السباحة حمل الطفل ولا يعلم
سوى الله أي قوة هذه التي جعلته يحمل الأم للقارب وليغيب بعدها عن الأنظار وسط صيحات المرأة وسكون ورذاذ.
تأخر الإنقاذ لتأخر طلب الاستغاثة ، الذين كانوا في العبارة قضوا نحبهم بعد دقائق معدودة .
مرت ساعات من الرعب لمن حظوا بأيٍ من وسائل النجاة ،الظلام دامس والبرد قارص والخوف من مصير السابقين كان شبحاً
ملازماً لهم .
تولت رذاذ تذكير من معها بالاعتماد على الله أصبح الجميع يقرأ آية الكرسي و (يامن يجيب المضطر إذا دعاه ) أكثروا من الدعاء
والتضرع أن ينجيهم الله.
بعد وقت طويل وقبيل الفجر خرجت روح الطفل الذي أنقذه العمدة إلى بارئها – متأثراً بالبرد – شاكية إلى ربها ظلم الظالمين.
مع شروق الشمس وصلت سفينتين للإنقاذ قاموا بجهود كبيرة لإنقاذ الأحياء الذين شارف بعضهم على الموت وكان من لطائف
الله نجاة ثلاثة أشخاص بأعجوبة من الغرق لم تكن معهم أياً من وسائل النجاة كان من ضمنهم محمد عطية فقد وجد متشبثاً بأحد
الألواح وقد قارب الموت برداً وخوفاً.
في ذات الوقت أجرى أحد الموجودين على الشاطئ اتصالاً بوجود غريق وعندما وصلت فرقة الإنقاذ وجدوه في حالة غيبوبة
تم نقله على جناح السرعة للمستشفى حيث تعافى لاحقاً ولم يكن سوى أبو يزن فقد نفعته إجادته للسباحة بعد توفيق الله .
بعد شهر صدر تصريح مقتضب من وزارة الصحة تناقلته وسائل الإعلام جاء فيه:
(بلغ عدد ضحايا العبارة137شخصاً ماتوا جميعاً غرقاً عدا فتاة تدعى سراب ماتت بالسكتة قبل أن يدركها الغرق)
سكون: سكتة يعني لو ما ماتت بالسكتة لكانت وصلت للشاطئ مثل أبو يزن؟؟!!
حاولت رذاذ أن تفكر فيما يمكن أن يصيبها بالسكتة فتذكرت صيحتها عندما سقطت في البحر فقد صاحت:
سمكاااااااااااااااااااااااااااة
|
 |
رد مع اقتباس
ملهاوية 
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد معافا
