حيا الله الأخت فلة وبأسئلتها التراثية التي عطرت المكان برائحة القريشي و العزان.
ولكن:
معقولة الأخت فلة تسأل عن الفل وهي معرفها فلة هذاالاسم التراثي الذي لم يأتِ من فراغ؟
سبق وأن قلت ومازلت أقول بأن التراث ملك للجميع وليس حكراً على شخص معين فمن حق أي إنسان أن يكتب عن تراثه ومن حق أي إنسان أن يسأل عن تراثه ومن حق أي إنسان أن يدلي بمعلومة عن تراثه فالجميع شركاء في هذاالموروث الذي ورثناه عن أجدادنا وفي نفس الوقت يثبت أصالتنا فمن لاماضي له ليس له حاضر.
أخشى أن الأخت فلة قد تفهم كلامي خطأ عندما قلت:بأن التراث ملك للجميع وليس حكراً على شخص معين بأنني متضايق من سؤالها عندما جاء خصيصالأبي زهير..لاوالله مافي نفسي شيء فأنا أتشرف بأي سؤالي يخصني في قسم التراث من الأعضاء وخاصة ممن أكن لهم التقدير والإحترام في هذاالمنتدىومنهم الأخت فلة.
وإنما حزّ في نفسي المشاهدات التي وصلت على الموضوع حتى الآن مايقارب من 300 مشاهدة ولم يحظَ الموضوع إلا بخمسة ردود كلها على وتيرة واحدة تطالب بحضوري فلو أن سؤال الأخت فلة قد جاء خالياً من الخصصة لوجد من يشارك عليه من الأعضاء لأنني أعرف بأن هناك من هو أفضل بكثيرمن أبي زهير في مجال التراث.
عموما:
أرجو المعذرة من الأخت فلة صاحبة السؤال وبقية الإخوان المنتظرين حضوري للإجابة على سؤال الأخت فلة المتفرع إلى ثلاثة أسئلة ربما قد تصل إجابة السؤال الواحد إلى مايعادل موضوعا كاملا وذلك إذا أنا وجدت الفرصة الكافية ثم الوقت المناسب وأسهبت في الكلام الذي سوف يكون الآن بمثابة رؤوس نظراً لما أعانيه من ظروف قد تمنعني من إطالة الكتابة.
وقبل أن أتطرق لأسئلة الأخت فلة ثم أشرع في الكتابة أريد أن أقدم نبذة موجزة عن الفل القريشي والفل العزاني اللذان يدور حولها سؤال الأخت فلة حتى يعرف القارىء ولوبعض الشيء البسيط عن الفل بنوعيه الفل القريشي والفل العزاني الموجودان الآن في المنطقة وقد أصبح الكثير من أبناء المنطقة يعرفون هذاالفل المنتشر بكثرة وخاصة الفل القريشي الذي أصبح الآن مزروعاًفي المنطقة.
لقد سبق وأن تطرقنا للفل بنوعيه الفل القريشي والفل العزاني وذلك في أكثر من موضوع من مواضيع قسم التراث التي تتناسب مع المقام أذكر منهاعلى سبيل المثال موضوع"العظية"الذي تمت كتابته بتأريخ 29-07-2005م وموضوع "روائح تراثيةعطرية"والذي قد تمت كتابته بتأريخ 27-07- 2006م وقد حظي كلاالموضوعين بإعجاب القراء فنالا شهرة حتى أن هناك أكثر من عشرين منتدى من منتديات المنطقة وغيرها قد تناقلتهما البعض قد إلتزم بأمانة النقل والبعض الآخر لم يلتزم .
وكلنا نعرف بأن العظية من مكملات الزينة عند المرأة أيام زمان وتتكون العظية من روائح عطرية جذابة البعض منها مصنعة أي تقوم المرأة بصنعها والبعض الآخر طبيعية وتشمل النباتات العطرية المتمثلة في "الخطور"البياضي-الطُرق-الشيح-بنات الجبل-البردقوش-النعفاء-الزعتر-الوالة-الغيبران-الكاذي-"والتي تأتينا عن طريق اليمن إضافة إلى الفل بنوعيه اللذان يعدان من مكملات الزينة عند المرأة ويشاركان في مكونات العظية الطبيعية المتمثلة في النباتات العطرية المعروفة عند الأجداد على أنها تأتي عن طريق اليمن ومازالت إلى يومنا هذا ومعها الفل بنوعيه الفل القريشي والفل العزاني اللذان أشرنا إليهمافي موضوع العظية ثم في موضوع روائح تراثية عطرية حيث قلنا:
-الفل القريشي :وهو زهر شجر الردايم أبيض اللون ذات رائحة جميلة وهو من مكملات الزينة عند المرأة .
-الفل العزاني :وهو زهر أصفر اللون أشبه ما يكون بفشك المسدس وهو ينظم كهيئة المقصب ويوضع على الرأس لكل من الرجال والنساء عند المناسبات ورائحته جميلة تدوم بعض الوقت .
ولو أن الفل القريشي لايعد من النباتات العطرية المستوردة عن طريق اليمن أيام زمان وإنما ذكرنا الفل القريشي باعتبار ماسيكون وهاهو الآن يأتي إلينا مستوردا عن طريق اليمن.
وعندما قلنا بأن النباتات العطرية كانت مستودة عن طريق اليمن فإن ذلك لاينفي من وجود بعض النباتات العطرية في المنطقة فقد عرف الأجداد بعضاً من النباتات العطرية التي تنبت في أراضيهم الزراعية وفي بطون الأودية إثر مياه السيول دون أن تلقى عناية أواهتماما بزراعتها من قبل الأجداد سوى البعض منها مثل:"الريحان" ومن هذه النباتات:"الريحان-الدوش-الوزاب-الصيمران-الشار-الفاغي"وجميع هذه النباتات لها روائح زكية إلا أنها لاتدخل في مكونات العظية التي تعدّ من مكملات الزينة عند المرأة.
والآن:
دعونا نلقي نظرة حول الفل بنوعيه الفل القريشي والفل العزاني من حيث وجودهما في المنطقة ثم طريقة الإستخدام على أنهما من مكملات الزينة عند المرأة والرجل أحياناً:
*الفل القريشي بين الأمس واليوم :
=================
أ-نشأة الفل :
=======
تشير العديد من الدلائل إلا أن نبتة الفل قديمة النشأة في جزيرة العرب ولعل الهجرات إلى بلاد شرق آسيا قد جلبت شتلة هذا النوع من الفل إلى الجزيرة العربية فكان أول ظهور للفل بلاد اليمن التي يروى بأن الأمير أحمد فضل القمندان أتى بها من الهند وتم غرسها في بستان الحسيني في محافظة لحج ومن هذا المنطلق نستطيع القول بأن الفضل في زراعة الفل في اليمن يعود إلى الشاعر الأمير أحمد فضل القمندان الذي أتى به من الهند وتم غرسه في بستان الحسيني الذي يعد من أجمل المتنزهات في محافظة لحج حيث يتوافد الزوارعلى هذا البستان من كل مكان لقضاء أجمل الأوقات والاستمتاع بطبيعته الخلابة الساحرة التي تأسر الناظرين لما يحتويه هذاالبستان من أشجار متعددة ومختلفة ذات الروائح العطرة والتي من أهمها شجرة الفل التي أصبحت مصدر بهجة للنفس وعامل إلهام فقد تغنى بالفل كثير من الشعراء.
وبهذا فلا يختلف اثنان على أن بداية زراعة شجرة الفل في الجزيرة العربية كانت في بلاد اليمن عن طريق شتلة قد جلبت من الهند وتم زراعتها في بستان الحسيني في محافظة لج ومنها انتشرت الى مناطق اخرى حتى أصبحت بلاد اليمن تشتهر بزراعة الفل على أنه من النباتات العطرية ذات الرائحة الزكية مثله مثل غيره من النباتات العطرية التي ارتبطت بالعادات والتقاليد وفي نفس الوقت تكون مصدراً للرزق وبهذه الصفة للفل فقد اكتسب مكانة عالية فاهتموا بزراعته التي اشتهرت بها بلاد اليمن حتى أصبحت شجرة الفل تصنف من ضمن النباتات العطرية ذات النكهة التراثية المرتبطة بالعادات والتقاليد كالكاذي والبياضي والطرق وغيرها من النباتات العطرية التي عرفها الأجداد عن طريق اليمن ثم عرفناها من بعد أجدادنا على أن هذه النباتات العطرية كانت تأتي إلينا عن طريق اليمن ومازالت إلى يومنا الحاضر.
لم يعرف الأجداد الفل سابقا علماً بأن شجرة الفل تعتبرشجرة عطرية تراثية وتاريخية تجسد عبق الماضي وقد وجدت شجرة الفل على سطح الأرض منذ قديم الزمان إلا أن المنطقة لم تعرفها حتى تقوم بزراعتها وليس معنى ذلك بأن ننفي زراعة شجرة الفل في منطقتنا فقد زُرعت شجرة الفل في منطقتنا وقد عرف الأجداد الفل فالجميع يعرف مدى التواصل بين الأجداد وبين أهل اليمن قديماً أيام ماكانت تجمعهم أسواقهم الشعبية فيجتمعون هنا وهناك بدون شرط أوقيد تُفرض على الداخل والخارج عند الدخول وعند الخروج ومن هنا فقد تعرف الأجداد على شجرة الفل في اليمن وخاصة في القرى اليمنية القريبة من الحدود والتي تشتهر بزراعة الفل فبدأت زراعة شجرة الفل عند الأجداد في المنازل لاتتعدى شجرة واحدة في كل بيت وليس في كل البيوت بحيث يُهىء للشجرة مكاناً مناسباً إما في قبل العشة أوفي عقابها مع الرعاية التامة وخاصة من قبل النساء.
وعندما قلت:بأن زراعة شجرة الفل ليس في كل البيوت يُفهم من ذلك بأن شجرة الفل عند الأجداد لاتوجد إلا في بيوت معينة لأن الهدف من زراعة شجرة الفل عند الأجداد كان لأجل التلذذ بعبير أزهار الفل الزكية ومنظره الجذاب وذلك عند فئة معينة حسب العادات والتقاليد التي عُرفت عن الأجداد ..وعندما قلت:بأن زراعة شجرة الفل يحتاج إلى رعاية تامة وخاصة من قبل النساء يُفهم من ذلك أن المرأة هي الوحيدة التي تهتم برعاية شجرة الفل وتتعهدها في كل وقت قصراً عن الرجل بحيث تقوم بسقيها وقطف أوراقها قبل موسم طلوع زهر الفل ثم قطف الفل عندما يحين وقت قطفه وكأن الرجل لايعنيه من الأمر شيئاً غيرأنه يقوم ببناء الأعواد حول شجرة الفل من أجل أن تتسلق فروع شجرة الفل أثناء النمو وماعدا ذلك تقوم به المرأة تمشياً مع العادات والتقاليد التي عُرفت عن الأجداد بأن بعض الأعمال تختص بالمرأة وهناك أعمال من اختصاص الرجل ومن شارك أحدهما للآخر في أعماله سُمي الرجل"متنسوي"والمرأة"مسترجلة".
وقد كان الأجداد يطلقون على شجرة الفل اسم"الرديمة"وعلى زهرة الفل وخاصة قبل تفتحها اسم"الجعب"وكل من الرديمة والفل والجعب مسميات لهجية لاتعترف بها الفصحى غير اسم الياسمين ..بهذا أكون قد وصلت إلى نهاية توضيحي الموجز عن الفل أيام زمان أمااليوم فقد أصبحت زراعة الفل في المنطقة على نطاق واسع فخصصت له مزارع خاصة يتولى زراعته الرجال دون النساء بحيث يقومون بغرس الأشجار وسقيها بواسطة المواطير وإذا حان وقت زهر الفل قاموا بقطفه ومن ثم بيعه في الأسواق وكأن انتشار زراعة الفل في المنطقة بهذه الكثرة التي هو عليها الآن ليس إحياءً لعادة تراثية كانت معروفة عند الأجداد وإنما بحثاً عن مصدر رزق وتوفير لقمة العيش وذلك عن طريق بيع الفل في الأسواق مستغلين أوقات المناسبات وخاصة الأعراس التي أصبحت الآن تغالي في شراء الفل فيستخدمه الرجال والنساء على حد سواء على أنه مكمل للزينة وماأظن بأن الرجل بحاجة إلى استخدام الفل في الأعراس أماالمرأة فربماتحتاج إلى الفل في الأعراس كزينة إما أن يكون لبس الفل الآن في الأعراس إحياء لعادة تراثية كانت متبعة في الأعراس أيام زمان فماأظن ذلك.
أيضاً:
وللفل نصيب في أناشيدنا الشعبية:
فل امقريشي ومن عزان
ومجعب يسوى ثمانية
يافاطمة نمشة السلطان
وإلاقناعزلقن نية
مثل امذهب طلعوه ميزان
تواصلوبه امصبانية
ب-استخدام الفل:
========
سبق وأن قلت بأن الهدف من زراعة شجرة الفل عند الأجداد كان لأجل التلذذ بعبير أزهار الفل الزكية ومنظره الجذاب وذلك عند فئة معينة حسب العادات والتقاليد التي عُرفت عن الأجداد ..فياترى ماهذه الفئة المعينة التي جاز أن تستخدم الفل في زمن الأجداد؟
لقد جرت العادات والتقاليد عند الأجداد بأن استخدام فل شجرة الرديمة قد خصص على فئة معينة من النساء وخاصة المرأة المتزوجة أماالمرأة الكبيرة في السن سواء أكانت على ذمة زوجها أومرملة فإنها ترى لاداعي للبس الفل سواء للزينة أو لهدف آخر فالمرأة في هذه السن وفي هذه الحالة لاتحتاج إلى زينة تدعو للرغبة حتى تستخدم حبيبات الفل وهي في هذه السن وأي امرأة تستخدم حبيبات الفل وهي في هذه السن فإن الأنظار تلتف إليها وقد يلحقهابعض الكلام من الناس ومن ثم قدتصغر في نظرهم فلاتشعر بقيمتها عندهم ..أيضاً البنت الشابة التي في سن الزواج ولم تتزوج فإنه يمنع عليهااستخدام الفل حتى تتزوج فهناك بعض الأسرتمنع فتياتهن غير المتزوجات من وضع الفل قبل الزواج.
وبهذا فإن استخدام فل شجرة الرديمة عند الأجداد لايعد عادة موروثة عن أجدادنا يجب المحافظة عليها حتى أن المرأة التي سُمح لها باستخدام الفل في زمن الأجداد لاترى ذلك عادة موروثة بدليل استخدام حبيبات الفل في أي وقت كلما دعت الحاجة إلى ذلك دون الارتباط بأي مناسبة تذكر وقد ذُكر وشوهد أن استخدام المرأة للفل أيام زمان لايتعدى بعض الحبيبات المعدودة بحيث تضع المرأة المتزوجة حبيبات الفل في الشيلات أو العلاج سواء كانت المرأة عاظية أو غير عاظية وليس شرطاً أن يكون فل الرديمة من مكملات العظية عند المرأة أيام زمان أو حتى الزينة غير أن الهدف من استخدام فل شجرة الرديمة هو التلذذ برائحته الزكية التي تبعث في النفس البهجة والسروروالرغبة عند الزوجين .
أمابالنسبة للرجال أيام زمان فإن من طبعهم الرجولة والخشونة ولهذا فإن الرجال أيام زمان يبتعدون كل البعد عن كل شيء يدعو للميوعة التي تقلل من شأن الرجل ومنها على سبيل المثال استخدام فل شجرة الرديمة سواء أكان في المناسبات أوغيرهالأن زهرة الفل برائحتها الزكية الجذابة ولونهاالناصع البياض لاتتناسب مع الرجل الذي من طبعه الخشونة ولذلك فإن الرجال أيام زمان يعزفون عزوفا كلياعن استخدام فل شجرة الرديمة حتى وإن أُستخدم الفل عند الرجال أيام زمان فإن استخدامه يكون خاصاً بفئة معينة وهم كبار السن بحيث لاتتعدى حبيبات الفل المستخدمة عن خمس حبات متفنحة توضع تحت الطاقية لفترة محدودة تنتهي عند تغيرلون الزهرة و ذبلوهاالذي يدل على ذهاب رائحتها الزكية.
وقد يختلف الوضع تمامابالنسبة لاستخدام الفل أيام زمان واستخدامه في وقتنا الحاضر فلو أنناعملنا مقارنة بسيطة عن استخدام الفل بين الأمس واليوم لوجدنا اختلافا كبيرا وفرقاً شاسعاإذا نحن تمسكنا بعاداتنا وتقاليدناالتي عرفناها عن أجدادناوقد وضحنا الفئة المعينة التي كانت تستخدم الفل أيام زمان والمحصورة على النساء المتزوجات فقط أمااليوم فقد أصبح استخدام الفل مباح لكل ماهبّ ودب ذكوراً وإناثاً صغيرا وكبيرا في مناسبات وغيرهاوأكثر مايكون في مناسبات الزواج حيث يشترك العريس والعروس وغيرهمافي لبس الفل فيكتفي العريس بلبس كمية من الفل قد نظمت في خيط على شكل دائرة مغلقة ثم توضع على رقبة العريس ممتدة إلى الصدر قد تصل إلى السرة يلبسها في ليلة عرسه
أماالعروسة فقد تكون أوفر حظ من العريس في لبس الفل ليلة عرسهاولم يقتصر لبس الفل على العروسة فحسب بل هناك من النساء يلبسن الفل على أنه مكمل للزينة عند المرأة حتى البنات الصغيرات يشاركن في لبس الفل سواء في الأفراح أوغير الأفراح بحيث تنظم حبيبات الفل على هيئة أشكال مختلفة قد اتفقت النساء على تسميتها بمسميات لم تكن معروفة عند الأجداد من ذي قبل ومن هذه المسميات التي ااعلق بالفل:
-سبسوب.
-المنتخب.
-رصاص.
-الشلال.
-المصر.
-الكبش.
-مسابح.
-فعوة.
هذا مااستعطت معرفته عن التسريحات الحديثة التي تختص بالفل في وقتنا الحاضر ومن لديه إضافة لايبخل علينا.








*الفل العزاني بين الأمس واليوم :
===============
لقد عرف الأجداد الفل العزاني منذ قديم الزمان عندما عرفوا النباتات العطرية التي تأتي إلينا عن طريق اليمن وقد كان الفل العزاني مصاحباً لهذه النباتات العطرية على شكل عصائب منذ زمن الأجداد حتى يومنا هذا
وكلنا نعرف النباتات العطرية المستوردة عن طريق اليمن "البياضي-الطرق-الوالة-الشيح-النعفاء-الغيبران-البنات أوبنات الجبل-الكاذي-الفل العزاني"وجميع هذه النباتات العطرية تُشكل مع بعضها مايُسمى بالعظية.
وقد عرفنا العظية بأنها من الأشياء المرغوبة لأنها من كماليات الزينة عندالمرأة برائحتها العطرية الجذابة وشكلها الذي يبعث في النفس بهجة وسرورا وقد قيل بأن العظية تعتبر شعار المرأة العربية الأصيلة لأنها تمثل أصالتها ومن ثم تراثها .
ومادامت العظية تمثل مجموعة من النباتات العطرية التي أشرنا إليها سابقا ومنها الفل العزاني فإن أولى الناس باستخدام الفل العزاني هي بالمرأة حيث كانت تستخدم الفل العزاني على العظية بطريقة عرضية على العلقة فيبقى يوم أويومين محتفظاً بشكله ورائحته الزكية وهذا مايميز الفل العزاني عن الفل القريشي الذي لايستمر وقتاً طويلابعد تفتحه.
أمااليوم فقد أصبح الفل العزاني صفراً على اليسار نظراً لعدم الإهتمام بالعظية على أصولها حتى وإن عظت المرأة اليوم فإن عظيتها لاتمثل عظية جدتهاونادراً ماتستخدم الفل العزاني في عظيتها وقد استغنت عنه بالفل القريشي وهو في الحقيقة لايتناسب مع العظية المعروفة عند أهل زمان.
ومن أراد أن يتعرف على رائحة قريبة من رائحة الفل العزاني فعليه بهذا العطر..يبدو أنا عملنا دعاية لهذاالعطر ..يستاهل لأنه يمثل التراث.

يُتبع: