رثاء الحي في قبر أطابا
 = وفاء جاء يجمعه سحابا

ليحمله العليل بكل رق
 = بساطا طائرا نفث الرضابا

بذكر الطيبين تفوح عطرا
 = تنفس في نسائمها العبابا
تسامى بالثرى قصر الثريا
 = فليس الميت من وري الترابا

بموت القلب ذاك الميت حقا
 = اصم الاذن واستغشى الثيابا

ويحيى الواصلي صفي روح
 = بياض القلب في ثقة اثابا

توشح بالتسامح والتصافي
 = فأسقط في تواضعه العتابا

هو الطائي حاتمنا بعصر
 = كعادات تولته غلابا

فيعزفها الى ماض كريم
 = على وتر فغناها ربابا

ومعرفة اذا ما جئت قصدا
 = تقبلني وانزلني الحبابا

ليرقى من به يرقى لعلم
 = فيحملني الوفاء اليه بابا

تخافت في سنا بدر تجلى
 = سماء قذها القاب شهابا

نداءي غاب في اصداء قبر
 = برجع عاد يسألني الجوابا

اميت من تنادي الحي فيه
 = انا من جئت تسأله الغيابا

فسل احياء قومي عل فيهم
 = محب لي كحبك فاستجابا

فأني فيكم حي بذكري
 = كنبض الصادق الاوفى نصابا

وسل عني الاماكن ذكريات
 = اقمنا الود انسابا حسابا

وسل عني الزبارة اهل رشد
 = وسل عن جربتي الاذكى رحابا

فأني الحي والاحباب فيها
 = ومهد طفولة كانت عذابا
وذكري ان يشاء الله باق
 = وشعري ليس يحتمل الصوابا

فأن الله غفار رحيم
 = فأكثر من دعائك والصحابا

فلم اعهد لمن خلفي ولكن
 = سألت الله ان يهدي الشبابا

جرى البردي بالوادي خضير
 = بايعاز عشاياها مقابا

لموتك انزوت روحي فكانت
 = معاناة فما اقسى المصابا

فأبكيت الفواتك من ورائي
 = وابكيت الجوارح والغرابا

سمعنا كوكبا للشرق غنت
 = على الاطلال موجت الرقابا

تحركها مقامات قناص
 = لسيدة الغناء شدا تصابا

وكنت اذا سألت اصغت اذنا
 = إلي لترسل الاخرى انجذابا

فلم ادرك صدى الاطلال حتى
 = وقفت طلول ذكراك احتسابا

ولم ابك على الاطلال لكن
 = هي الاطلال من تبكي فتأبى !!

تبدى موقفي الانكى كليمي
 = مدامع وجهة ابكت ضبابا

بوجه كان مرآة لوجهي
 = اري فيك الحقيقة والخبابا

الى شفق المغيب رحيل عم
 = ملامح فترة امست سرابا
لأن جفت زيوتك من وقود
 = فهل جفت خزائنها الذهابا

لتأخذني كما السيار بعدا
 = الى الحب الذي تبع السبابا

هنئيا ايها القبر احتضانا
 = وفي جنبيك اغلقت الكتابا

ونسخته هنا بالقلب فصل
 = على مكث فالقيت الخطابا

فطب ميتا كما قد طبت حيا
 = بذكر طاب واستعصى الايابا

شعر/موسى غلفان واصلي =