لستُ أنا ولكنَّه الشعر من نادى عليكم أن تعودوا
إلى عالمه الذي أجدب بعدكم ............
يسودُّ ليلٌ إذا ماغادر البدرُ
وأيُّ أرضٍ بلا ماءٍ هيَ القفرُ
وهل يطيبُ صباحٌ شمسه أفلت
ودون ريشٍ أيعلو للسما الطيرُ ؟؟
كذالك الشعرُ قد جفَّت حدائقهُ
وبات فوق دروب القحطِ ينجرُّ
لمَّا تنائى ملوك الحرف مااكتحلت
عيناهُ يوماً ولم يضحك له ثغرُ
وزاده الحزنُ طيراً كان يسكبه
على الغصون أغاريداً هيَ السِّحرُ
وابن الزلالة لمَّا فاض من ألمٍ
تيقَّنَ الشعرُ حقًّا أنَّهُ الشعرُ
وللصباحاتِ إشراقٌ بكوكبهِ
فأينَ أحمدَ إنَّ الصبحَ يحمرُّ
وشاعر الحبِّ حسَّانٌ يُغازلهُ
مع العذارى وفي أعماقهِ جمرُ
والبوكرُ العذبُ كم أهداهُ رائعةً
كأنَّها الكأسُ والسمَّارُ والخمرُ
إنِّي أنادي وهذا الكون يسمعني
عودوا إلى الشعرِ قد أودى به الهجرُ
عودوا إليهِ ففي أنفاسه كربٌ
ودونه الموتُ والأكفانُ والقبرُ
في ذمة الله هذا الشعر إن بقيت
على البعاد خُطاكم وانتهى الأمرُ
فارس الكلمة