شروط يجب مراعاتها عند صيام طفلك
يقلق الآباء كثيرا حول إمكانية صيام أطفالهم ومدى تأثر أجسامهم سلبا أو إيجابا، وإذا ما كانوا قادرين على الصيام فعلا حتى مدفع إفطار الكبار أو الانتظار لمدفع إفطار الصغار, والذي أصبح عرفًا لدى الأطفال وهو وقت الظهيرة. يذكر الخبراء أنه من الطرق الناجحة في تدريب الطفل على الصيام البدء معه في أيام الإجازة؛ إذ إن نشاط الطفل يكون أقل والأهم من ذلك بأنه سيكون تحت مراقبة الأهل بصورة دائمة.يفضل أن يقوم الأهل بتأخير موعد وجبة الإفطار الصباحية التي تقدم للطفل بصورة تدريجية لمدة ساعتين يومياً, حتى تصل إلى منتصف النهار, ومنه إلى وقت أذان المغرب.كما يجب زيادة كمية وجبة الإفطار هذه, وأن تضاف إليها أطعمة تستغرق وقتا أطول في عملية الهضم (كالبروتينات الموجودة في اللحوم بأنواعها، والألياف الموجودة في الخضراوات والفواكه, ويجب الإكثار من تناول السوائل لحماية الجسم من الجفاف).وتبدأ المرحلة الثانية بصيام يوم كامل مع مراقبة الطفل بصورة دائمة وعند ملاحظة أي نوع من التعب أو الدوخة يجب تقديم الطعام له على الفور، وإذا استطاع إكمال يومه الأول دون متاعب أو مضاعفات فتبدأ المرحلة التالية بالصيام المتقطع, أي أن يصوم يوما ويفطر اليوم الذي بعده إلى أن يصبح قادراً على الصيام بصورة طبيعية.وذكر الخبراء أهم الأمور التي يجب مراعاتها وهي: الحرص على أن يكون الطفل تحت الملاحظة بصورة دائمة في أيام صيامه الأولى، إلى جانب الحرص على أن يتناول الطفل وجبة السحور مع تأخيرها قدر المستطاع, ذلك لضمان توفير الطاقة لصيام يوم جديد.ويؤكد الخبراء على أهمية الحرص على أن تحتوي وجبة السحور على أطعمة غنية بالعناصر الغذائية المفيدة, خصوصا التي تطول فترة هضمها كالبروتينات والنخالة لأنها تعطي إحساسا بالشبع لفترة أطول، عند الإفطار يجب الحرص على تنويع الطعام وتوزيعه على فترات متباعدة بعض الشيء لتمهيد المعدة للعمل بعد فترة توقف قد تتجاوز الاثني عشر ساعة، فإعطاء الطفل حبتين من التمر مع كأس من الماء متوسطة البرودة ثم قيامه لأداء للصلاة يهيئ معدته لاستقبال الطعام وامتصاصه بصورة أفضل, كما أنه يعدل ويوازن نسبة السكر في دمه، وعند العودة لمائدة الفطور يفضل البدء بتناول الشوربة الدافئة, ومن ثم باقي الأطباق.ودعا الخبراء لعدم إتخام معدة الطفل بالطعام، وإعطاؤه كمية معقولة على قدر حاجته، وعدم إعطائه كمية كبيرة من الماء عند تناول الفطور, لأن ذلك يؤدي لخفض تركيز الأحماض والأنزيمات في معدته ما يقلل كفاءة عملية الهضم والامتصاص، مع ضرورة أن يطلب من الطفل أن يتناول الطعام ببطء للحفاظ على عمل معدته وعدم إرباكها.ويرى الخبراء أن شهر رمضان يعد فرصة لإبعاد الطفل عن الأطعمة عديمة الفائدة من (شبسي، وشيكولاتة دسمة، ووجبات سريعة..) وذلك لأن معظم وجباته في هذا الشهر يتناولها مع العائلة؛ لذا احرصي على عدم توفير هذه الأطعمة للطفل لا في أيام الصيام ولا بعدها.علمي طفلك التفكير النقدييحتاج الشخص البالغ والطفل على السواء لمهارات التفكير النقدي، وهي مهارات ستساعده على حل الكثير من المشاكل عن طريق التحليل وإعادة تقييم المعلومات المقدمة له أو التي قد يحصل عليها من خلال مراقبة ما حوله أو الخبرة أو التواصل مع الآخرين. يجب أن تعلمي طفلك أن أساس التفكير النقدي هو الاستجابة للمعلومات المختلفة والتعامل معها, وليس فقط قبولها كما هي. واعلمي أن طرح الأسئلة جزء شديد الأهمية من عملية التفكير النقدي, وليس فقط النقدي, ولكن أيضا العلمي والتاريخي والفلسفي.وهناك بعض الطرق المتنوعة التي يمكنكِ من خلالها تعليم طفلكِ كيفية اتباع طريقة التفكير النقدي, مع الوضع في الاعتبار أن المهارات النقدية والابتكارية أمور بالفعل يمكنكِ تعليمها لطفلكِ, مع الوضع في الاعتبار أن الطفل الأصغر سنا قد لا تكون لديه القدرة على التفكير التحليلي مثل الطفل الكبير في العمر بعض الشيء. وبالتأكيد فإن جزءا مهما من قدرة الطفل على التفكير النقدي يعتمد على المعلمين في المدرسة, والأهل في المنزل, وما إذا كانوا يتركون الطفل للتفكير بمفرده أو التعبير عن رأيه. وحتى إذا كنتِ كأم ستطلبين من طفلكِ التصرف بطريقة معينة فمن الأفضل أن يكون الطفل قادرا على التفكير في مختلف الأمور بمفرده.عندما يبدأ الطفل في إبداء ملاحظات مفصلة عن الأمور والمعلومات والمواقف المختلفة فإنه سيكون قادرا على استنتاج النتائج والحكم على المواقف المختلفة، واعلمي أن كل مهارات التفكير تلك ستفيد الطفل في حياته المستقبلية. قومي بمقارنة الأمور والمواقف المختلفة أمام طفلكِ حتى يتمكن الطفل من تحديد أوجه التشابه والاختلاف, مما سيساعده على تحليل المعلومات المختلفة. يمكنكِ مثلا أن تطلبي من طفلكِ أن يقارن ما بين تفاحة وبرتقالة وأن يقوم بشرح كل أوجه التشابه والاختلاف بينهما, وهو الأمر الذي سيساعد على تنمية التفكير النقدي عند الطفل.يمكنكِ أن تطلبي من طفلكِ أن يقص عليكِ مرة أخرى قصة كان قد سمعها من قبل, ولكن تلك المرة عليه أن يرويها بكلماته وطريقته الخاصة, مع الوضع في الاعتبار أن هذا الأمر سيشجعه على اختصار الأفكار الرئيسية للقصة. وتستطيعين أن تقومي بطرح أسئلة على طفلكِ لا تحتاج لإجابات مباشرة, مما سيجعل الطفل يفكر في استنتاجاته الخاصة بناء على ما فهمه أو استوعبه من القصة. يمكنكِ أن تطلبي من طفلكِ أيضا أن يقوم بتحليل الشخصيات والمكان في القصة, مما سيجعله يقارن الموجود في القصة بما هو موجود خارجها في الواقع, أو سيقارن بين أحداث القصة وبين المواقف المختلفة في حياته, والتي قد تكون مشابهة لها.امنحي طفلكِ فرصة اللعب مع الآخرين, لأن هذا الأمر سيسهم كثيرا في تنمية مهارات الطفل النقدية لأنه سيشارك أفكاره مع الآخرين وسيشاركونه أفكارهم، كما أنهم سيتعلمون من بعضهم البعض. اطلبي من طفلكِ أن يقوم بقراءة قصة مع أصدقائه لمشاركة آرائهم مع بعضهم البعض مما سيجعلهم يتناقشون بطريقة صحية, حيث يدافع كل منهم عن رأيه. يمكنكِ أن تطلبي من طفلكِ أيضا أن يقوم بتحديد الدوافع وراء تصرفات بعض الأشخاص في الحياة, ويمكنكِ أن تطلبي منه أن يكوّن رأيا عن موضوع معين. اطلبي من طفلكِ أن يقوم بتجميع معلومات مختلفة وقديمة لتقديم فكرة جديدة أو اقتراح جديد, وهو الأمر الذي سيستلزم من الطفل بعض الابتكار والقدرة على التفكير دون التمسك بأية أحكام مسبقة.شجعي طفلك على طرح الأسئلة باستمرار حتى لو بدت أسئلته بالنسبة لكِ سخيفة وبسيطة, مع الحرص على ألا تفقدي أعصابكِ مع الطفل. كوني متحمسة عند الإجابة عن أسئلة طفلكِ واجعليه يشعر أنكِ تهتمين بأسئلته واهتماماته. يجب على الطفل أن يشعر أنكِ تستمعين إليه باهتمام وتحاولين إرضاء فضوله
|
 |
رد مع اقتباس
