العفو والتسامح من مكارم الأخلاق
فهي صفة من صفات الأنبياء وخصال الاتقياء ومكارم النبلاء
فلقد مدح الله الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس واثنى على صنعهم
ووعدهم بالجزاء الحسن في جنة عرضها السماوات والأرض اعدت للمتقين .
فمهما صفت النفوس وزادت لحظات السعادة فلا بد من أن يتخلل ذلك الصفاء لحظات تكدر ذلك الفرح
من خلال تصرف اهوج او كلمة جارحة فتحدث خللا في العلاقات فيستغل الشيطان الموقف ويزيد الهوة
هنا لا بد من تحكيم العقل والقلب من خلال العفو والتسامح وسمو النفس والقدرة على ضبط النفس
ولنا في رسول لله صلى الله عليه وسلم القدوة الصالحة والأسوة الحسنة وعفوه عن كفار قريش عندما دخل مكة
وقال لهم اذهبوا فأنتم الطلقاء بالرغم ما فعلوه به .
عندما تظل كبيراً رغم تطاول الصغار ، عليك أن تكبر في عيون الناس وترتفع فوق هامات الكل .. لكنك حين تستجيب لا ستفزازتهم تعرض بنفسك
وتتساوى في نظر الكبار والصغار ، مع كل ضيق اضر بك ، أو حاول أن يستدرجك إلى ساحة لم تتصور أن ترى نفسك تهبط إلى دركها .
إن النفوس الكبيرة والممتلئة ثقة وإخلاصاً تظل أكبر بكثير من محاولات الاستدراج إلى ساحات موبوءة وغير كريمة .
إن التجاهل لا يعتبر عجزاً ولا يعكس قصوراً ، ولكن يعبر عن احترام للنفس ، وارتقاء بها فوق كل الصغائر وتجاوز كل ماهوا رديء ودنيء ،
صحيح أن الصمت ممرض للنفوس الكبيرة لأنها لا تحتمل الباطل ولا تقبل لتضليل ، لكن الله سبحانه وتعالى علمنا مدى الأجر للكاظمين الغيظ والصابرين على البلاء
تحياتي وتقديري اخي بائع البخور