ماكنت أتصور في يوم من الأيام أن أكتب موضوعا تراثيا من بنات أفكاري وأشارك به في قسم التراث نظرا لثقافتي التراثية الضحلة وأنا أعترف بذلك ورحم الله امرءا عرف قدر نفسه ولكن مع مرور الزمن حاولت أن أطلع على بعض المواضيع التراثية التي كتبت هنافي قسم التراث أوهناك فاستفدت منها فائدة عظيمة فبدأت ثقافتي التراثية تزداد شيئا فشيئا ممادعاني الفضول للكتابة عن التراث فشاركت بأكثر من موضوع والحمد لله فقد نالت إعجاب البعض من التراثيين وغير التراثيين وذلك من خلال الردود ممادعاني ذلك إلى التشجيع والاستمرار إلا أنني كنت مترددا في مواصلة الكتابة نظرا لثقافتي التراثية الضحلة التي لاتؤهلني لكتابة أي موضوع تراثي وأنا أعترف بذلك ولكن الإصرار والعزيمة كانتا دافا لي على مواصلة الكتابة والمشاركة في قسم التراث
وقد حذرني بعض الكتاب التراثيين عندما أريد أن أكتب عن التراث لابد أن أكون صادقا مع نفسي ثم مع ما أكتبه عن أي موضوع تراثي لابد أن يكون من بنات أفكاري بعيدا عن النسخ واللصق لأن ذلك فيه اعتداء على حقوق الآخرين وكلنا نعرف أن تراثنا مازال مجهولا طالما وأنه لم توجد هناك مصادر معتمدة توثقه نرجع إليها عند الحاجةغير ماسطرعن التراث من بعض الكتاب التراثيين وذلك من واقع خبرتهم التراثية المستمدة من مجالسة كبار السن والحديث معهم ثم السماع عنهم وسؤالهم عما يستغلق علينافهمه من تراثنا الذي يعد موروثا لنا قدورثناه عن أجدادنا..ثم أردف ذلك الكاتب التراثي حديثه قائلا إياك ثم إياك أن تأخذ أفكار غيرك التراثية ثم تعتمد عليها في كتابة أي موضوع تراثي حتى وإن اختلف أسلوب الكتابة إلا أن الفكرة واحدة ولن يرضى أي كاتب أن تؤخذ منه فكرته التي توصل إليها بتفكيرة الناتج عن مدى ثقافته التي تبرز معالم شخصيته الثقافية من خلال مايكتبه ويعرضه للقراء ..فاجعل لنفسك شخصية منفردة في كتابتك إذا أردت أن تكون كاتبا متميزا.
شكرا لك أيها الكاتب التراتي على التحذير والإغراء في آن واحد .
وهاأنذا سوف أقوم بمحاولةكتابة موضوع تحت عنوان "جردي والضفدع"معتمدا على نفسي ثم على ثقافتي التراثية المحدودة فإن أصبت فمن الله وإن كانت الأخرى فمن نفسي والشيطان.
بسم الله أبدأ..
لقد عرف الأجداد الضفدع بهذا الاسم "الضفدع" الذي عرف عند أهل الفصحى أيضا بهذا المسمى وبهذا تكون اللهجة قد اتفقت مع الفصحى في التسمية ((فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ ...))وإن كان هناك فئة دخيلةقد تطلق على الضفدع اسم"شفندغة"إلا أن هذا المسمى لم يعترف به قاموس أجدادنا اللهجي الذي حفظ لنا بعض مصطلحات لهجتنا المحلية التي عرفناها عن أجدادنا اسما ومعنى ونطقنا بها كنطقهم أثناء تعاملهم فيما بينهم دون تحريف
لقد اعتقد الأجداد بأن حيوان الضفدع يعتبر من ضمن المخلوقات التي لايرجى منها أي فائدة وذلك حسب إدراك مفهومهم ونظرتهم القاصرة عن هذا الحيوان وكغيره من بعض المخلوقات من الحيوانات والطيور والحشرات متناسين من واقع جهلهم أن الله لم يخلق شيئا عبثا..فهل فكر الأجداد في منفعة هذا الحيوان"الضفدع" الذي وجد في بيئتهم منذ نعومة أظفارهم وعرفوه تمام المعرفة؟ وهل فكر أحد منااليوم في أصحاب المختبرات وعلماء البحوثات العلمية لماذا اختاروا الضفدع وتشريحها للتوصل إلى حقيقة علمية من خلال تجاربهم الناجحةالتي طبقوها على حيوان الضفدع ؟
أظن لوأن الأجداد فكروا بعقلانية ونحن أيضا من بعدهم لتوصلنا إلى أن حيوان الضفدع ليس مؤذيا كما زعم أهل زمان بأن حيوان الضفدع يجلب بعض الأمراض الخطيرة للإنسان على حد قولهم دون الإعتماد على نظرية صحيحة تثبت صحة قولهم بأن حيوان الضفدع يسبب بعض الأمراض للإنسان ومنها مرض "الجذم" أو الجذام الذي يصيب أطراف الأيدي والأرجل "الأصابع"بالنسبة للإنسان وقد عرف هذا المرض منذ قديم الزمان عند أهل زمان بأنه مرض خطير ومعدي ولكن الأجداد لم يعرفوا أسباب مرض الجذم وعلاجه غير ماتوصلوا إليه ماكان الذي يدور في أذهانهم من تجارب كانت ناتجة عن اختراعات حسب تفكيرهم المحدود لمستوى عقولهم الفكرية.
هناك من زعم من الأجداد بأن حيوان الضفدع ينقل مرض الجذم للإنسان عن طريق بولها ولذلك كان الأجداد يحذورننا من الإقتراب من الضفدع ولمسها ومسكها إعتقادا منهم بأن بول الضفدع يسبب مرض الجذم لأن عندما نمسك الضفدع على طول تبول في أصابع أيدينا وهذا البول الذي حصل من الضفدع وقد لوث أصابع أيدينا يقال بأنه هو السبب في ظهور مرض الجذم هكذا سمع عن الأجداد وأذكر موقفا حصل لي وأنا صغير مسكت ضفدعة بيدي ثم بالت الضفدعة على أصابع يدي فرميتها على الأرض ولكن مازال بول الضفدعة عالقابيدي فقال لي أحد الرجال من كبار السن أذهب ثم أغسل يدك حتى لايصيبك مرض الجذم فوالله إني خفت من كلام الرجال فذهبت وغسلت يدي بمفحوق الحطم المخلوط بالماء ثم نظفت يدي بالماء الصافي ثم انتظرت ثلاثة أيام متى يظهر مرض الجذم في يدي من أثار بول الضفدعة ومضى أسبوع وشهر وسنة ولم أصاب بمرض الجذم عند ذلك تأكدت من سلامتي من الإصابة بمرض الجذم ثم قلت في نفسي آن ذاك لعل عدم إصابتي بمرض الجذم قد يعود إلى غسل يدي جيدا بالحطم والماء لأن الحطم يشتمل على مادة مطهرة تقضي على الميكروبات بسرعة ولهذا كان الأجداد يستخدمون الحطم في غسيل الملابس ثم قلت في نفسي الآن لوأنني لم أغسل يدي بالحطم والماء زمان عندما بالت الضفدعة في يدي هل سوف يصيبني مرض الجذم وتتحقق نظرية الأجداد بأن بول الضفدعة يسبب مرض الجذم ؟
أما بالنسبة لعلاج الجذم عند الأجداد فأظن بأن الحديث سوف يطول في هذا البحث وبهذا فقد نخرج عن مجال بحثنا الذي هو عن الضفدعة..إييييييييييييييييييييييييييه أيتها الضفدعة سامحي أجدادنا حتى وإن حصل من بعضهم جفوة لك فإن هناك من الأجداد من يستمتع بصوتك الشجي في آخر الليل عندما يقبل ماء السيل وهناك من يتفائل بصوتك في وسط النهار على نزول الأمطار ليتك تعودين إلينا الآن..أكتفي بهذاالقدر عن الضفدعة.
والآن:
هناك سؤال تراثي وعليه جائزة لمن يجيب عليه إجابة صحيحة.
ماهي العبارة المعروفة عند الأجداد التي كانوا يقولونها عندما يسمعون صوت الضفدعة وخاصة في أيام الجحر تفائلا بنزول المطر؟
شكرا على المتابعة

