في تلك المستشفى رأيت بشرا غير البشر الذين أعرفهم واعتادت عيناي على رؤاهم
رأيت بشرا كلهم لا يستطيعون الحراك من أماكنهم .
رأيت بشرا من منهم أصيب بشلل نصفي ومن منهم من أصيب بشلل كامل ومن منهم من يشكو من ألم في عموده الفقري أو في فقراته ومن منهم من يشكو ألم في قدمه أوساقه سببت له يوما عرج أعاقه عن الحركة الطبيعية .
فهم يمشون بطريقة مختلفة تناسبهم دونا عن البشر
ولكن بعربة متحركة ..أو بعكاز يتوكأ عليها ويضع ثقله عليها .
في تلك المستشفى رأيت حالات تحن لها القلوب
أطفالا وشبابا ونساء ورجالا
حالات تنتظر الشفاء والشفاء منها بعيد بعيد ........
حالات تنتظر إجراء عملية فقط لإزالة أو تخيف ألألم .
لأن الألم مستمر بطيلة يومه في اليقظة والنوم العميق والراحة والمشي والعمل .
وحالات تنتظر بقعة أمل حتى يتسنى لها المشي لتعيش مثل البشر .
وعند خروجي من تلك المستشفى . وذهبت لمحل خاص بأدوات المعاقين الطبية وعند دخولي حمدت الله كثيرا على ما بي .
رأيت يدا صناعية وساقا صناعية وأحذية لذوي الاحتياجات الخاصة .
وأشياء وعكاكيز وعربات بعجلات تتحرك بالكهرباء
فحمدت الله كثيرا . وبدأت أسأل وأستفسر عن ذلك وأسعارها .
فوجدتها والله العظيم غالية باهظة الثمن .
مسكين ذلك المعاق بالإعاقة وغلاء الأدوات والمستلزمات الذي يحتاجها وتعينه وتساعده على الحركة .
فكيف حال الفقير الذي لا يملك ثمنا لأدواته ستكون حياته فقر وإعاقة ؟ أعانك الله أيها المعاق .
فوجدتها أسعار مبالغ فيها ومفترى عليها من أناس استغلوا إعاقة المحتاج للحركة بدون مرافق يكون معه في أحوج الأماكن الخاصة .
هل لأنه مضطر وسيدفع أم أنه لا حول له ولا قوة وسيدفع رغما عنه ؟
يكفي أنه عاجز عن القيام بأصغر حركة .
يكفي أنه يتمنى لو يتحسن بنسبة بسيطة
عفوا أيها المعاق ... في كلمة صريحة واحترامي لكل معاق كان ..ولأني مثلك مصاب بإعاقة ..
لا مكان لك في المجتمع لا مكان لك في المجتمع
إلا بوجود مرافق لك رفيق لدربك رفيق لمشاعرك رقيق وحنون بك يحس بإحساسك الدافئ للحياة
فكن أيها المرافق اسما على مسمى مترفقا به حنونا عطوفا شغوفا بحاله . والله فهو أمانة تحاسب عليها يوم الدين.
فالمعاق مخلوق يحس يتألم يبكي في صمت وكبرياء وعزة نفس شامخة عالية مترفعا عن الخشوع والذل.
ذو حساسية كبيرة , شديد الاعتزاز بذاته لا يقبل نظرة العطف . يحب أن يتعامل مثل غيره مع وجود احترام لشخصه وليس معاملة شفقة أو عطف .
فسلامي لكل معاق أتمنى له من الله تعالى أن يخفف عنه جميع آلامه . لأنه لن يبرأ من إعاقته إلا بإذن الله .
وفي أمان الله