ولدت هذه الأبيات من رحم المسرات لتكون شاهدة على حضور أخي العزيز / عبدالله رحمه الله
في قلوبنا رغم مرور الأيام ، وتعاقب الأعوام ، ولقد عشت وأنا أصد كل محاولات التعبير شعوراً مني أن الحدث فوق مستوى التعبير حتى جاءت هذه الأبيات في لحظة أسى وحزن ففرضت نفسها بقوة رغم تواضعها ، وإني لأسأل الله أن يلهمنا الصبر والسلوان ، وأن يعمر قلوبنا بالإيمان ، وأن يتغمد الفقيد الغالي برحمته ورضوانه..
رثيتك لا أني أقول المراثيا = ولكن قلبي قد غدا اليوم شاكيا
على طول دهر قد ذكرتك يا أخي = وإن كنت في حزن وإن كنت ساليا
فما زادت الأيام إلا توجعي = و لا زادت الآلام إلا تماديا
ولا مسني جرح كجرحك نازفٌ = و لا ذقت سهماً مثل موتك داميا
أرى وجهك الوضاء في كل محفل = وألقاك في طيف المنام وغاديا
فقدتك يا خلاً نصيراً على الأسى = حبيباً إلى قلبي تصدُّ العواديا
فقدتك أخلاقاً وعزماً وهمة = فقدتك روحاً تستلذ التفانيا
فقدتك بدراً أستنير برأيه = فقدتك شهماً للمروءات حاميا
لقد كنت سباقا إلى الخير دائماً = وتبذل معروفاً وللجرح شافيا
يعاتبني صَحْبِي على الضعف والونى = وقد كنت وثاباً إلى المجد عاليا
لقد هيض جنحي إذ فقدتك يا أخي = وقد صار عزمي بعد موتك واهيا
ولولا اصطبارٌ والتجاءٌ لخالقي = لقد عشت مغلوباً وقد عشت باكيا
أصارع همي كل يوم وإنني = لأخفي من اللوعات ما ليس خافيا
وألقى من الأحزان والهم والجوى = وحرقة آلام تهز الرواسيا
لقد حيل ما بيني وبينك يا أخي = فيا حسرة الحرمان إذ كنت نائيا
فيا ليت أني قد ظفرت بنظرة = ويا ليت أني لو شهدتك ثاويا
فديتك نفسي يا عزيزاً من الردى = وإن كان أمراً ليس يقبل فاديا
تمنيت لو أسطيع أهديك مهجتي = وروحي من الأهوال درعاً وواقيا
تمنيت لو أسطيع في العمر فسحة = أرد جميلا من وفائك وافيا
تمنيت أن أحيا وأنت بجانبي = نعيش على السراء نغشى النواديا
تمنيت أن أحيا وأنت بجانبي = نعانق أفراحاً ونحيي لياليا
تمنيت أن تحيا وتبصر طفلتي = تناديك يا عماً عزيزاً وغاليا
تمنيت في قلبي كثيراً من المنى = ( وحسب المنايا أن يكن أمانيا)
لك الله كم سالت عليك مدامعي = وكم هزني جرح بذكرك خاليا
ففي كل جزء من ديارك مشهد = و لا زال في الأرجاء رسمك باقيا
وهذا فناء الدار يحكي بأننا = لعبنا هنا يوما وكنا سواسيا
وكنا إذا ما الفجر أعلن صبحه = تسابقنا للآمال نبغي المعاليا
شربنا على حلو ومر حياتنا = وعشنا زمانا بالمودة صافيا
لئن عز في الدنيا لقاؤك يا أخي = ففي جنة المأوى أُرَجِّي التلاقيا
سقى الله قبراً قد حواك برحمة = وأسبغ من فضل عليك الغواديا
::sa03::
::sa03::
شعر الأستاذ عبدالعزيز محمد علي النجمي