وقوفك في الديار ..



وُقُوفُكَ فِي الدّيَـارِ عَلَيـكَ عَـارُ

وَقَـدْ رُدّ الشّـبَابُ الـمُسْتَعَـارُ

أبَعْـدَ الأربَعِيـنَ مُـجَـرَّمَـاتٌ

تَمَـادٍ فِي الصّبَابَـةِ ، واغتِـرَارُ ؟

نَزَعْـتُ عَـنِ الصِّـبَا ، إلاّ بَقَايَـا

يُحَفّدُها ، عَلى الشّيـبِ ، العُقـارُ

وَقَالَ الغَانِيَـاتُ : سَـلا ، غُلامـاً

فكَيفَ بِـهِ وَقَدْ شَـابَ العِـذَارُ ؟

وَمَا أنْسَى الزّيَـارَةَ مِنْـكِ وَهْنـاً

وَمَوْعِـدُنَـا مَعَـانٌ وَالـحِيَـارُ

وَطَالَ اللّيلُ بـي ، وَلَـرُبّ دَهْـرٍ

نِعِمْـتُ بِـهِ ، لَيَـالِيـهِ قِصَـارُ

عَشِقْـتُ بِهَـا عَـوَارِيّ اللّيَالـي

أحَـقّ الخَيـلِ بالرّكـضِ المِعـارُ

وَندْمَانـي : السّريعُ إلـى لِقَائـي

عَلى عَجَـلٍ ، وَأقْدَاحـي الكِبَـارُ

وَكَـمْ مِنْ لَيْلَـةٍ لَـمْ أُرْوَ مِنْـهَا

حَنَنْـتُ لَهَـا ، وَأرّقَنـي ادّكَـارُ

قَضَانـي الدَّينَ مَاطِلُـهُ ، وَوَافَـى

إلـيّ بِهَـا ، الفُـؤادُ المُسْتَطَـارُ

فَبِتّ أعُـلّ خَمْـراً مِنْ رُضَـابٍ

لَهَا سُكْـرٌ وَلَيْـسَ لَهَا خُـمَـارُ

إلـى أنْ رَقّ ثَـوْبُ اللّيـلِ عَنّـا

وَقَالَتْ : قُـمْ ! فقد برد السُّـوَارُ

وَوَلّتْ تَسْرُقُ اللّحَظَـاتِ نَحْـوِي

عَلى فَـرَقٍ كَمَا التَفَـتَ الصُّـوَارُ

دَنَا ذَاكَ الصّبَـاحُ ، فلَسـتُ أدرِي

أشَـوْقٌ كَانَ مِنْـهُ ؟ أمْ ضِـرَارُ ؟

وَقَد عَادَيتُ ضَوْءَ الصّبـحِ حتَّـى

لِطَرْفـي، عَـنْ مَطَالِعِـهِ ، ازْوِرَارُ