لا أعرف - في ظني - شيئا إلا وتجد له فيه شعرا . . .
إذا أراد أن يسهب في وصف أمر فلا تظن إلا أن كل كلمات الشعر قد تضمنها شعره . . .
غاية البساطة في انتقاء الكلمة . . . ولا لا تستطيع إلا أن تقول : السهل الممتنع . . .
عرف أن الشعر كلمة راقية ومعنى قوي وفكرة رائدة فساهم في انتشاله من الحضيض ليعود إلأى ما كان
عليه من رفعة وعزة وسمو . . .
وإن رأى البعض أن غيره يستحق لقب الأمير إلا أن الدهر قضى بألا يكون ثمة أميرا للشعراء إلا الشاعر أحمد شوقي
وإليكم شيئا من سحره الآخذ بالألباب . . .
يقول في قصيدة يمدح فيها مصطفى كمال أتاتورك يوم خدع به ولكن العبرة بالقصيدة و إليكم فقط مطلعها :
يا خالد الترك جدد خالد العرب
الله أكبر كم في الفتح من عجب!
يوم كبدر فخيل الحق راقصة
على الصعيد وخيل الله في السحب
غر تظللها غراء وارفة
بدرية العود والديباج والعذب
نشوى من الظفر العالي مرنحة
من سكرة النصر لا من سكرة النصب
حتى تعالى أذان الفتح فاتأدت
مشي المجلى إذا استولى على القصب
ويقول في أخرى :
عَلَّمـوهُ كَيْـفَ يَجْفـو فَجَفَـا
ظَالـمٌ لاَقَيْـتُ مِنْـهُ مَا كَفَـى
مُسْرِفٌ فِي هَجْـرِهِ مَـا يَنْتَهـي
أَتُـراهُـمْ عَلَّـمـوهُ السَّـرَفَـا
جَعَلُـوا ذَنْبِـي لَـدَيْـهِ سَهَـري
لَيْتَ بَدّري إذ دَرَى الذَّنْـبَ عَفَـا
عَـرَفَ النَّـاسُ حُقُوقِـي عِنْـدَهُ
وَغَرِيْمـي مَا دَرَى ، مَا عَـرَفَـا
صَحَّ لِي فِي العمْـرِ مِنْـهُ مَوْعِـدٌ
ثُم مَـا صَدَّقْـتُ حَتَّـى أَخْلَفَـا
وَيَرَى لِي الصَّبـرَ قَلْبٌ مَـا دَرَى
أنَّ مَـا كَلَّفَنـي مَـا كَـلَّـفَـا
مُسْتَهَـامٌ فِي هَـوَاهُ مُـدْنَـفٌ
يَتَـرَضَّـى مُسْتَهَـامـاً مُدْنَفَـا
يـَا خَليْلَـيَّ صَفَـا لـي حِيلَـةً
وَأرَى الـحِيـلَـةَ أنْ لاَ تَصِفَـا
أنَا لَوْ نَادَيْتُـةُ فِـي ذِلَّـةٍ هِـيَ
ذِي رُوحي فَخُذْهَـا مَا احْتَفَـى
ولكم تحياتي . . .