جميل
جميل أن تبث الخُلْق وُدّا
يفوح عبيره مسكا ونَدّا
جميل فيك تسبيح الليالي
ينير الدرب إحسانا ورفدا
جميل في ظلالك كل حقل
توشح ـ عابقا ـ زهرا ورندا
تعانقك الزهور على رياض
تمدّ إليك رمّانا وشهدا
يعيش المرء بالحسنى سعيدا
ويشقى آخر ، بالضد يردى
جميل فيك ترتيل المعاني
يزينك في الورى سمتا ورشدا
سموت على الغمام سناً وروحا
وغيرك في الحضيض يهيم طردا
على إيقاع خطوك شِيدَ صرحٌ
توشّيه الفعال علاً وجدا
حكاك البحر للأفلاك رمزا
يصور للنهى جزرا ومدا
تراقص موجه طربا وزهواً
على أحضانه فازداد سردا
تسامى قلبك الفياض خيرا
يسوق جوارحا للفضل جندا
لآلئ حبك الصافي سرورٌ
تجلى حسنه طوقا وعقدا
وغيث الود من عينيك سح
يعانق وصله وهدا ونجدا
جميل فيك إيثار وصدق
كريم لم تُقِمْ للبخل زندا
فما لُفِظت حروفك في فضاء
بركب الغيظ إضرارا وحقدا
إذا الإنسان توّجه وقار
جرى يحليه إكبارا وسعدا
على بسط المجود تطيب عيشا
تباشر للنعيم رضا وحمدا
عرفت بأن ذي الدنيا زواد
وفي الأخرى الحياة ، فرمت خلدا
نميرُك من غمام الذكر صفو
فطاب الذكر ناموسا ووردا
سلكت الخير تحضنك الليالي
وجاريت الزمان فعشت جلدا
تذيب مع الدجى كِيمانَ عسر
لتحضن باسما في الفجر ضدا
تغنى فيك غِرّيد المعاني
ليُنعش شدوُه روحا وقدا
وبات الدهر يلثم فيك ثغرا
تسامى لفظه فخرا ومجدا
فسقت إليك خاطرة الليالي
لتُعبق فجرها عطرا ووردا
شعر / يحيى جبران معيدي الحوراني
مدرسة الحامضة المتوسطة