حُرُوْفٌ مِنْ نُوْر
شعر: عيسى جرابا
أَشْعَلْتُ فِي عَيْنِ الدُّجَى قِنْدِيْلِي
وَسَكَبْتُ بَيْنَ ضُلُوْعِهِ تَرْتِيْلِي
وَسَرَيْتُ أَنْسُجُ مِنْ خُيُوْطِ عَزِيْمَتِي
رَحْلِي وَرَاحِلَتِي... حُدَاءَ دَلَيْلِي
لَمْ
أَلْتَفِتْ... كَلاَّ... وَكَمْ مِنْ لاهِثٍ
خَلْفِي... لَهُ دَحْرَجْتُ رَجْعَ صَهِيْلِي!
تَغْفُو عَلَى كَتِفِي
النُّجُوْمُ وَمَا غَفَتْ
يَوْماً خُطَايَ وَلا أَضَعْتُ سَبِيْلِي
يَرْوِي أَذَانُ الفَجْرِ غُلَّةَ
مُهْجَتِي
أَمَلاً وَيَشْفِي مِنْ شَذَاهُ غَلِيْلِي
يَمَّمْتُ شَطْرَ النُّوْرِ وَجْهِي فَاكْتَسَى
نُوْراً
وَأَزْهَرَ فِي مَدَاهُ هَدِيْلِي
حَطَّمْتُ بِالإِقْدَامِ سُوْرَ مَخَاوِفِي
وَلَبِسْتُ بِالإِصْرَارِ
كُلَّ جَمِيْلِ
تَخْضرُّ فِي شَفَتِي أَهَازِيْجُ الـهُدَى
وَبِهَا إِذَا احْتَلَكَ الدُّجَى تَعْلِيْلِي
لُغَتِي تَذُوْبُ الشَّمْسُ فِيْهَا مَا خَبَتْ
تَجْلُو كُهُوْفَ الزَّيْفِ وَالتَّضْلِيْلِ
أَنَا... مَنْ أَنَا؟ وَامْتَدَّ يَلْتَهِمُ الـمَدَى
طَرْفُ السُّؤَالِ وَعَادَ غَيْرَ كَلِيْلِ
وَسَرَى صَدَاهُ يَلُمُّ أَشْتَاتَ الرُّؤَى
وَيُضِيْءُ لَيْلَ اليَأْسِ وَالتَّخْذِيْلِ
أَنَا مَنْ أَنَا؟ وَالكَوْنُ يُصْغِي لَهْفَةً
وَيَشُقُّ ثَوْبَ الصَّمْتِ بِالتَّحْلِيْلِ
فَإِذَا
الـجَوَابُ حُرُوْفُهُ كَكَوَاكِبٍ
شَعَّتْ عَلَى الـهَامَاتِ كَالإِكْلِيْلِ
مِيْمٌ مَعِيْنٌ لَيْسَ
يَنْضُبُ... مَرْتَعٌ
خِصْبٌ... يَطِيْبُ عَلَى ثَرَاهُ مَقِيْلِي
سِيْنٌ سَلامٌ فَرَّعَتْ
أَغْصَانُهُ
وَلِفَيْئِهِ يَشْتَاقُ كُلُّ عَلِيْلِ
لامٌ لآلِئُ مِنْ خِصَالٍ كُلَّمَا
لَمَعَتْ تَسَاقَى
الكَوْنُ بِالتَّبْجِيْلِ
مِيْمٌ... وَمَاذَا بَعْدُ...؟ لَيْسَ بِحَاجَةٍ
وَجْهُ النَّهَارِ إِلَى وَمِيْضِ
دَلِيْلِ
أَنَا مَنْ أَنَا؟ أَنَا مُسْلِمٌ... وَتَنَاثَرَتْ
عَبَرَاتُ دِجْلَةَ مِنْ عُيُوْنِ النِّيْلِ
وَإِذَا بِمَكَّةَ تَسْتَحِثُّ بِطَاحَهَا
شَوْقاً إِلَى لُقْيَاهُ بِالتَّهْلِيْلِ
نَادَتْهُ طَيْبَةُ... كَمْ إِلَيْهِ هَفَتْ! وَكَمْ
غَنَّى لَهُ الأَقْصَى غِنَاءَ خَلِيْلِ!
وَتَهَلَّلَتْ بِالبِشْرِ كُلُّ غَمَامَةٍ
وَهَمَتْ عَلَى عَيْنَيْهِ بِالتَّقْبِيْلِ
أَنَا مُسْلِمٌ
أَسْمُو... إِذَا العَزَمَاتُ لَمْ
تَلْوِ الـخُطَى عَنْ مُحْكَمِ التَّنْزِيْلِ