<< آن الوقوف >>
قف أيها القلبُ المحب .. عجباً تُنددُ بالمسير ، وجميع صحبك قد مضوا في أن تفيق وأن تقف.....
الماضي النذير ، ولفح الهجير ، ومُؤلم الأرق ، ودورة الخريف ، والبرد والصقيع ، وعيشك الوضيع كلٌ يُناشدُ والتجارب أن تقف....
الصبح أشرق والغصون تيبست. ما عدت من يهوي الرحيل وقد هوى كلي الرحيل....
إني أناشدك التمرد والتخفي والهروب ما صات داعي الحس وانساق الشعور.. إني أُناشدك التمرد مالها دعت نشوة الحضور وصولة الغيور والطعنةِ المميتة في حضرة العشيقة....
إني أناشدك التمرد على صنوف المتولدِ من لمسة الحنان والشوق والتحنان وخادع الريان لكلك القاحل العطشان ، فاليوم عنوان ، وفي غدٍ عنوان ، وقبل ذا وذاك بموطن الليال يرقدُ في مداها ما يشبهه العنوان.....
تمرد موردي لهو التصابي .. تمرد ما نحي عشق الصبابة .. تمرد مورثي سهر الليالي ، وأوصاف الأئمة في الخطابة ، فليس هُناك للأخرى زيادة ، وحسبي فيك ذاتٌ للريادة ، وتأبى في أحبتها القيادة ....
تمرد أيها الناطق باسم البراءة والنزاهة ، فأول الحقيقة كآخر الحقيقة . يدُ الزمان السخي تمنحك الفرصة لتعلن التمرد وكانت تمنح السنة ومثلها ، ومثلها ، ولم يعد في يومها تمنحك الدقيقة....
أتُدرك الدقيقة؟! تضاءلت بك الدروب في مأمل الخُطى ، وغفلة النذير ، وغائب الرقيب ، ثم اضمحلت لا ترى عجباً بما فيها طرى . في فرصة ذهبية من عثرة وحشية كانت تقاسمك المصير .. كرماً تقاسمك المصير ، ولكل ما يدنوا القدير ضعفٌ هوانٌ كائنٌ في غوره الأسمى العتيد....
فأفق فؤادي لم يعد في رحلة العمر الرفيق .. ذاك الرفيق .. رحل الوليف ، وما لراحِلِ حِلك الهزِلِ الضعيف .أمل الرجوع ورفقة الدرب المخيف....
عَجباً لدعواك الضرير ، ومُرتجى الخل النصير .. أجهلت إدراكي بما قد وافق الأمر العظيم . تلك البصيرة أودعت وتروم زوراً أن تُعاب بأن لهى ، وبها بغى ، وتود درباً للخلاص قد استقام بقول لا .. نِعم الفؤادُ وإن أساء فقد سها.. مُتسلقاً هش الضرير ، وسترة العِفِ القدير ، وسماحة الطفل البريء ، وما ولا وهل يعابُ على الضرير؟!!!
آن الوقوف فلا معين على التلبس والتنكر والصمود على النحيب .. آن الوقوف لواهم متعثرٍ يقتات من ذات الزمان ليرتقي عظم الوجود.. آن الوقوف لسائرٍ في وقفةٍ يأبى يموت وحوله ألف يموت . أفلا يكون في الألف الدليل ، وقد أبى الألف الوقوف....
" أبو وسام "
19 / 1 / 1428هـ