لونك المفضل

المنتديات الثقافية - Powered by vBulletin
 

النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: من إبداعات أميرة الوله

  1. #1
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية علي أبوطالب
    تاريخ التسجيل
    07 2005
    المشاركات
    1,651

    من إبداعات أميرة الوله



    بعد أن استبقا الباب

    سهام العريشي ـ جازان


    بجانب عتبة الصمت وقفتْ. تختلس السمر مع أعمدةٍ صلب على امتدادها حلم يقظةٍ متدلي العينين، هزيل المقاومة، مسلوباً حتى من كفن. تعبره كل يوم من أعلى كبريائه إلى أخمص مقدمٍ فيه. تتأكد من خلو الشارع من الصدف ثم تجرجر أذيال خيبتها نحوه وقبل أن يدس عقرب الزمن سمه في الوقت الضائع تخرج من جيب ملاءتها السوداء عطراً بنكهة الغياب تغري به حلماً أوشك على الإغماء.
    يوم كباقي الأيام المستندة على أوراق التقويم، اصطفت مع العشرات في انتظاره ليوصلها نحو مقر العمل، هناك حيث ابتزت منها الملفات لقمة عيش إزاء سنواتٍ من العمر.
    لم يكن وهماً إحساسها بأنه سيأتي كخيار أخير لآخر خير تنتظره، فقد كانت تحفظ نظراته الحارقة عن ظهر قلب، وتوجس في نفسها من التفاتته خيفة، تشربت من أمانيها الظامئة ذات انتظار ثم أيقنت أن الأربعين عاماً لن تفوّت عليها القطار فحسب، بل سيدفعها اليأس لتصطدم بعربات تشبه الحب ولا تكونه!.
    "أريد طفلاً يحمل أمسي"...، قالت إثر توعكها من الخوف القادم ثم همست لتلك التي تجاورها مقعد الحافلة: "لا ضير في الخمسين عاماً وإن كان به مس من شيب"!.
    أرجفت مذعورة حين أحنى مرآة الحافلة لتعكس صورته صوب نافذتها مباشرةً، ليخترق -عن سابق خبرة وتودد- حلمها المشرع على مصراعيه، المنبثق من ثقوب الرجاء، حلمها المشدود من أقصى ضفيرة الأربع سنوات إلى مفرق الرأس في الأربعين.
    تمتمت بصوت زل صمته: في الأحلام، من العيب أن ننشر أمنياتنا الصغيرة على حبال الحرية خشية أن تفضحنا دون أن تلامسها شمس! في حين أن بإمكاننا طرحها عرضاً في فناء المنزل لتتنفس صبراً، تتلوى برداً، ثم تنتشلها من التراب كف لم تعرف غير الوحل قفازاً لها.
    خلقت الأحلام البسيطة لتنفذ بسرعة وكأنها تمتن بحضورها إلينا!، إنها أفراح مغرضة، تدفن سم الهمّ في مسمى عسل، تشي بنظراتنا إلى الخلف وهي تلوي رقابنا إلى الأمام، تحرض التشرد الروحي وبتواطؤ منا على السكن فينا لئلا ندفع ثمن الحياة خارج حدود الدخل، قال لها وهو يمعن في دفع قلبها نحو جادة الخطأ: "معك يا زوجتي أشعر أنني أعود ثلاثين عاماً إلى الوراء، إلى سني الشباب وبدع المراهقة". أثنته عن التوغل في براءتها أكثر. بادرها متسائلاً: "ماذا عنك؟".
    اشتمت رائحة الخيانة ثم همست لداخلها: "أعود معك مرهقة".
    كالتضاريس التي تجحف في توزيع الفصول على منتظريها، تقاوم كل يوم على باب الرتابة كميةً لا بأس بها من كرات الثلج، تكنس من صدرها ما تبقى من نثار الشتات، وتودع في خزانة الترقب حقائب تدفئ فيها برداً وطمأنينة. ثم حين تنتهي من مهامها في تأنيث قلبه، تفر نحو الفراغ ليقلل من تكاثر الفوضى فيها. يأمرها بأخذ استراحة تحت قدميه الموحلة إمعاناً في تذكيرها بالخطيئة الأولى حين ساقتها الأيام قسراً نحوه. يرفسها، حيث المشاعر الحافية لا تأبه بتمريغ الآخرين في حبٍ من عدم. يطفئ ثورته في منفضة حلمها ويصرخ متباهياً!.
    في غمرة انشغالها بفرحة لم تكتمل نسيت أن تدون في الذاكرة عنوان تنازلها الأول. أنّى لها إذن أن تعرف طريق العودة إلى الكبرياء؟! بكثير من التغابي نثبت أننا أذكياء أحياناً، إذ لا يوجد طريق عودة إلاّ في خرائط الوجل الوهمية!، لا يمكن للريح أن تولد نسمةً من جديد، ومحال أن تعود الكرامة بكراً. أماطت اللثام عما بقي من ماضيها ليأتيها صوت صديقة الطفولة على خطٍ آخر: "لقد عثر على ضحية جديدة ليتزوجها، أتصدقين؟ كان يقوم بتوصيلها معنا على ذات الحافلة!".
    وضعتْ سماعة الهاتف وألف سؤالٍ يغزوها: "لماذا تصر العجلات على دهسنا حتى وإن كنا نحن فوقها؟"...، "كيف يمكن أن تتعثر أقدامنا بصدمة تسقط من أعلى؟".
    أجهضت طفلها أمومةً لم تولد، وطالب بصيص الحياة في عينيها بلجوء ودي للفرار من ظلامه بالحسنى. سمعته قبل أن يصم أذنيها صراخ الدم المهدور: "موافق، لكن كم ستدفعين؟".


    **

  2. #2
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية علي أبوطالب
    تاريخ التسجيل
    07 2005
    المشاركات
    1,651

    مشاركة: من إبداعات أميرة الوله

    http://www.alwatan.com.sa/daily/2007-03-26/culture/culture09.htm

  3. #3
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية علي أبوطالب
    تاريخ التسجيل
    07 2005
    المشاركات
    1,651

    http://www.alwatan.com.sa/daily/2007-03-05/culture/culture06.htm


    وجهتك الريح وأما أنا
    فلا أستفتي الممرات

    سهام العريشي ـ جازان
    الحقيقة يا صاحبي
    أن تنكر ما تراه
    وتصدق أن الجميع واهم
    ..............
    أحلامي منافقة
    مثلك تماماً
    على مرأى كلمة
    وعلى بعد صمت
    ..............
    أنت غائب
    إذن أنا موجودة
    ..............
    لا تلتفت!
    الرمادي لا يعينني على تذكر الأبيض
    ..............
    اكذب بقدر ما أصدقك أنا
    صدّقني لن أُكذِّبك
    أمثالنا يغرقون على الرصيف
    ..............
    لحظاتي معكَ تسترق السمع
    تهب واقفة
    كلما آن للرغيف أن ينحني
    ..............
    من منا الآن يطحن الأمنية
    وأينا يقول إنه هي؟
    ..............
    لست أدري إن كنتُ سأقتفيك
    أوقن فقط أن قدميَّ أعلنتا المعصية
    أخبرهما لاحقاً
    كيف ستعود.
    بخيلٌ هطولك
    كل حنين مرة!
    نازف جرحي
    يزهر كل يومٍ مرتين!
    ..............
    يحدث أن يتقمصني الانتظار
    فتترتب الطرق
    وتقبلني الأضواء في عيني
    لأرى الخذلان متنكراً في هيئتك!
    ..............
    يمشى على أفقي صوتك
    وتعبر في التذبذب صورتي
    هل يمكن أن
    تلتصق بالحبل لئلا أنقطع؟
    ..............
    شخص يمر.. ويترك بين شفتيّ الناي
    شخص يمر.. ويترك في أذني أغنية
    شخص يمر.. ويتركني شخصاً آخر!
    بالأمسِ
    لاحقَنِي الرحيل
    واليومَ
    جئتُ لأكملهْ
    ..............
    فوقَ سقفِ الأسف
    خلفَ ستارِ المراهم
    سأراكَ بلا زيفٍ
    أو
    لا أراك
    ..............
    أنت؟
    ترمي النبضَ كلعبةِ نرد
    أنا؟
    لا أستفتي الممرات
    ..............
    رجلُ الاحتمالاتِ أنت
    وجهتكَ الريح
    محظوظةٌ بك لأنني
    أكتشفُ قلبي
    في غضونِ دمعة
    ..............
    منبهرٌ دائماً بلقاءٍ أول
    ووداعٍ أول
    وأنثى لا تنتهي
    في الثلث الأخير أجيء
    ..............
    أتسللُ إليكَ كالإيمان
    تخترقني كالحكمة
    عَرفتُكَ بينَ خيبةٍ وضحاها
    لا أستطيعُ اختصاركَ أكثر
    ..............
    لكَ أقدامٌ تصحو متأخرة
    ولي كبرياءٌ لا يفقد الذاكرة
    مرَّ علينا الآن
    ما يقارب التفاتة
    ..............
    حينَ يتمطَّى شراعي
    لماذا تستقيل؟
    وتغسل بالنار ماءً
    حين أظن اشتعالي
    هو المستحيل؟!!
    ..............
    التقيتكَ..
    في لحظةٍ هاربة
    وجدَتني..
    عند تمام الحنين!
    ..............
    بينَ أناملكَ:
    حتمية اللقاء
    في عينيَّ:
    لا ضمانَ لشيء
    هكذا:
    تمَّ البدء
    ..............
    كنتَ زرقةَ المواعيدِ
    وأصبحتَ رملَ الذاكرةْ
    كنتَ أنفاسَ الصبرِ
    وأصبحتَ احتضارَ فضيلةِ
    كنتَ ميلادَ الضوءِ
    وصرتَ عزاءَ عتمة
    كنتُ..
    كنتُ...
    كنتُ.............. مثلك!

  4. #4
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية سندريلا
    تاريخ التسجيل
    03 2007
    المشاركات
    610

    مشاركة: من إبداعات أميرة الوله

    قلم مبدع


    وكلمات تنزف ألما

    هي غائبه


    وحضورها في قلوبنا


    أميرتنا " أرواحنا عطشى "


    مبدعنا علي


    نشاركك الحنين

  5. #5
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية عبدالله الحلوي
    قبس المنتدى
    تاريخ التسجيل
    10 2003
    الدولة
    النون ..
    المشاركات
    7,449

    مشاركة: من إبداعات أميرة الوله


    اميرهـ نور يسبق الشمس ..

    سيثبت احتفاءاً بذكرى لأميره هنا ..وشوق يحمله علي ..


    مع حبي
    القبس

  6. #6
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية علي أبوطالب
    تاريخ التسجيل
    07 2005
    المشاركات
    1,651

    مشاركة: من إبداعات أميرة الوله

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سندريلا
    قلم مبدع


    وكلمات تنزف ألما

    هي غائبه


    وحضورها في قلوبنا


    أميرتنا " أرواحنا عطشى "


    مبدعنا علي


    نشاركك الحنين
    شُكْرَاً لِرَهَافَةِ مُشَارَكَتكِ، لِمُشَاطَرَتكِ إِيَّايَ اَلْتَّعْبِيْرَ عَنْ فَقْدِ اَلْمَكَانِ بِأَهْلِه لَهَاَ!
    أَتَمَنَّى أَنْ (تدْعك قلمها وتدْعك قلمها) مُجَدَّدَاً فَيُوْلَدُ نَصٌّ جَدِيْدٌ حَتْمَاً، سَيَجِيْؤُكُمْ حَالَمَا يُنْشَرُ عَلَى هَيْئَةِ وَرَقَةٍ مِنْ وَطَنْ!


    تَحِيَّةٌ تَلِيْقُ وَتَرْقَى لِمُسَمَّاك.

  7. #7
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية علي أبوطالب
    تاريخ التسجيل
    07 2005
    المشاركات
    1,651

    مشاركة: من إبداعات أميرة الوله

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله الحلوي

    اميرهـ نور يسبق الشمس ..

    سيثبت احتفاءاً بذكرى لأميره هنا ..وشوق يحمله علي ..


    مع حبي
    القبس

    أَيْنَكَ يَا رَجُلْ؟!
    إِشْتَقْتُكَ مَلِيَّاً-بجد يا عبدالله نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي - فَلاَ تَغِبْ عَنَّا مُطَوَّلاً.
    إِلَيَّ بِصَوْتِكَ أَوْ حَرْفِكَ (خَاصَّاً) فِيْ أَيِّ وَقْتٍ يَسْنَحُ لَكَ فِيْهِ فِعْلَ ذَلِكْ!

    شُكْرِيْ وَتَقْدِيْرِي.

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •