"لكلَ والله بـُـدَ ه تـّــلحّـــفـك .............."

هكذا يطلق أبناء منطقة جازان هذه الدعوة وهي من الدعاوي التي يطلقها الشخص الغاضب على آخر بأن تأخذه ما تسمى البده إذ نفسيا لا يعرف متى يخطر على بال الشخص الداعي هذه البده ولا لماذا اختار هذه الدعوة تحديدا فيكون الاستنتاج هو من وجهة نظرنا أن الدعاء بها هو من قبيل الإتيان بأمر باعث على العجب بالنسبة للمتلقي للدعوة لكي يعلم أنه عند حدود الغضب القصوى عليه من قبل الداعي ، كذلك نعتقد أن الدعاء بها هو نوع من التنفيس بالنسبة للداعي لكي لا يتوجه بالعاء على أخيه دعوة ضارة له في نفسه أو عقله أو بدنه لمعرفته ربما استحالة ما دعى به من خطف البده لأخيه ولكن هو ينفس من شحنة الغضب دون إرادة الحاق الضرر بالمدعي عليه...........
وهكذا ففي كل بقاع الأرض هناك ميثولوجيا للشعوب تتشكل على مر الزمن وهي تدل دلالات مختلفة على الأفاق الفكرية والدينية اللهوتية للشعب ، تنشأ لهدف معين وهو إما سيكون بهدف الدفاع عن النفس والمال والمكان أو أن الغرض منها يكون تفسيرا لظواهر عجز البشر عن تفسيرها لجهلهم ...... تماما كما كنت أفسر صوت الرعد بأن أحد الملائكة يقرع على قدر كبيرة في السما عندما كنت صغيرا وكانت " القراقع " تخثة مقلوب ،،، فكان قاموسي العقلي يفسر ذلك الصوت هكذا .........
عموما أنا لست أزعم أني متخصص في دراسات الميثولوجيا وإنما لدي فرة مبسطة عن نشأة الأساطير تعلمته في إطار دراستي لأصول اللغة اللاتينية ،،،، ففكرة الأسطورة عند كل الشعوب هي دائما ذات مغزى طورة بانادورا كما يعلم الكل هي ذات مغزى تربوي ديني يعلم الإنسان ألاّ يحاول إطلاق الشرور من معاقلها فيعجز بعد ذلك عن الجامها فتصيبه ومن معه بالويلات والمصائب كما فعلت بانادورا واخرجت الشرور من علبتها فأصابها الله بمصائب عقابا على إطلاقها لها من عقالها.

ولإن كان الإنسان الجاهل الذي لم يتلق نور الدين من نبي أرسله الله إليه يلجأ إلى التفسير الأسطوري لظواهر معجزة في محيطه الحياتي ومجتمعه المصغر ويأتي بكثير من الخرافات والأمور التي لا يستطيع العقل أن يتقبلها ولا توجد إجابات لها سوى إجابة واحد عند السؤال لماذا؟ فتكون الإجابة " هو هكذا ، من غير ليــــــــــه " .

أسطورة البده أو النباش التي يعرفها سكان منطقة جازان وكذلك بعض المناطق الشمالية الغربية والشرقية من الجمهورية اليمنية ، ويشتركون في تفاصيل تلك الأساطير ويتفقون على أغرب الأمور عنها لا يجدون أي تفسير أو شرح منطقي عن لماذا وما هو الهدف من تداول تلك الكذبة وما هو السبب والمغزى من الإتيان بها.
السؤال هو لماذا كانت أسطورة البده والنباش تقول بوجودهما قبل 40 او 50 عاما مضت بينما لم نعد نقابل البده ،، تمنيت أنا شخصيا أن أقابل البده فكما قالوا عنها بعض من كانوا يحدثوني عنها أنها ضعيفة أمام الإغرءآت العاطفية ، وأنها تنتظر شيخ الجان كل ليلة لكي يأتي ويوقعها كي يمنحا بعضا من قوته ، تمنيت أن أراها وأن أعرف تفاصيل وجهها وعينيها و ...و...الخ ، ولكن عشت حينا أنتظر ذلك دون جدوى ،
الأخوة ، من منكم يعرف أين تعيش إحدى البداة رجاء فليعلمني ويأخذني اليها ....
حديثي عن الأسطورة لم بكتمل إذ أنني أريد أن أتحدث عن متى تندثر الأسطورة ،، فهي تندثر إذ أننا لم نعد نر السلعاة والغولة التي طالما تغلب عليها الصعاليك العرب في زمنهم ، فأين هي الأن ؟
أعتذر عن الإطالة وأعدكم بتتمة الموضوع ........

دمتم بخير............تخلفنا عليكن العافية[/size][/color][/color]