نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي




تنكسر الشمس
تتوارى
تحاول الفرار
كأن لا شئ يرضيها
كأن لا شئ يستحق دفؤها
تنسّل
تهرب
تشدّ في المسير
يتمدد الفزع
يجئ بلا ميعاد
يفترش ذهولي
ويرتمي طائعاً على كفي
كأنه لون هذه الدنيا التي يمتلكها الفراغ
وينشطر على صدرها الأنين
يسكنني الملل
يُبدد هدأة الليل ..
يمور في الأعماق
يحولني إلى سكين
فقدت قدرتها على الانتصار
وتحولت إلى كومة من الرماد
أحاول أن أفهم !!
لماذا يبتسم هؤلاء القادمون
كيف تنمو الكلمات على شفاههم
أي الأشياء تُغريهم بالركض !!؟
أتوقف
أحاول أن أقرأ كل الوجوه
أفسر هذا اللهث الدائم الساكن كل الأحداق
وأن أعرف أي البيارق تنتصب
حين تبدأ نسمات الليل
في مصافحتهم
أتأنى..
أترك تسرعي جانباً
وأمسك بكل المشاوير
هذه التي تضج مرة ..
وتصمت مرات أخرى
تماماً كشعرٍ غجري لا يدري إلى أين يمضي !!
هنـــا ..
كل الأشياء تمر بلون واحد
وكل الكلمات تبقى مشنوقة
لا تفلح في البوح
وكل الساعات تمر بطيئة
مهمومة ..
مثقلة بالحزن
هذا الحزن يتحول إلى موالٍ طويل
َيفرُ إلى كل الصدور
ويختبئ في صدري أنا ..
فأتنفس حُزنــاً ..
وأنام مكسورة الوجدان
أضيع هنا
لا احد يقدر على تبديد غربتي
ولا يجرؤ على الإمساك بهذا الشوق
المتناثر حولي
وتضيع هناك ..
كل الأمسيات التي احترفت الفرحة
بتواصل الشوق
وبنغــمِ الهمس المزدهي بلحظة لقاء
أضيعُ هنا ..
وتضيع هناك
ولا يبقى إلا الصدى ..
إلا هذا النوى ..
الذي يستفيق ثم يعود
ليغفو على جنبات
هذه المسافات الطويلة
التي تنتظر عودة الروح
معذرة سيدي
فكل ما في هذا السفر
سفري إليك
وكل ما في هذا الشوق
توقي إليك
وكل ما في هذا الهذيان
حنيني إليك
معذرة سيدي ..
فحين ترتفع قمم الحرمان
الشامخة
تسقط رايات صمودي
وأظل وحدي هنا ..
أقتات الحزن والصبر والنــوى ..