آه منكِ إذْ تغفو شفاتُكِ
كالورودِ الدائماتْ
آهٍ وآهْ
أيُّ هَذي الحقولُ السنابلْ
وذراتُ الندى الهائماتْ
خبريني يا ربىً
خبريني يا شموس
عن هواها عن فنائي في حضنها
عن ليلةٍ قانيةْ
آهٍ وآهْ
أيّ هذا الشفق الدامي وقلبٌ أضمدُهُ
وغرامي يبوحُ وأطيافها كالضبابْ
آهٍ وآهْ
أيُّ هذي الشموع الحريقْ
وهودجها مقمرٌ
وحراسُها ليلٌ طويلْ
وأنا وحدي أتلوَّى .. أَهدُّ الجبال !
غابةٌ ياجبال ! متى تنتهين ؟
آهٍ وآهْ
أحبكِ ؟ أعشقكِ ؟ أذوب فيكِ ؟
كلامٌ يصفِّفُهُ العاشقون
لديَ أحلى منه لكِ وأندى وأرقُّ وأسمى
فانثريه تنبت في يديكِ أعشابُ القمرْ
واسكبيه سَيُشَقِّق الماءُ الحجرْ
واحةٌ أنتِ وأنا عطشانُ للواحات
ووردات الشفاه
آهٍ وآهْ
اغسليني من عطركِ الفواحْ
ومن فمكِ الكوثرِ نبعِ العاشقين
كم تمنيتك ليلا كــ ثُرَيَّاتِ السماءْ
فتجلَّتْ ذكرى غيماتٍ كــ عينيكِ
وزخَّات الربيعِ وصفصافِ المطرْ
آهٍ وآهْ
يا لقلبي يئنُّ والدروب هوىً
والعاشقات فراشاتٌ كزبد الموجْ
وأنا واقف أنتظر الطَّلة منكِ
كــ نواعير الجداول والمياه
آهٍ وآهْ
دثريني فالشتاءُ صقيعٌ ونصْلُ البرد
أوغل في شراييني وأتعبني السُّرى
والليلُ منكفئٌ على سفحِ الطريقْ
وأنا أناجي البدرَ يسطعُ لا يغيبْ
آهٍ وآهْ
يا بدرُ أسرجتُ خيلي وأشرعتُ الرماحْ
ونثرتُ حبي في روابيك الفساحْ
وأتيتكَ كالغزاة
آهٍ وآهْ
قلبي على كفي سأرميه
لأولِ طَلَّة منكِ
هو لم يعدْ لي منذُ التقينا
على شطِّ الهوى وأشرعةِ الرياحْ
آهٍ وآهْ