" العقوم الترابية" العشوائية أسهمت بشكل كبير في سيول جازان المدمرة
تقرير حمد دقدقي
ما حصل من اضرار من جراء الامطار والعواصف التي اجتاحت منطقة جازان الايام الماضية والتي قدمت اثرها الجهات المعنية ما أمكن تقديمه وخففت نوعاً ما معاناة المواطنين ومساعدتهم على ما لحقهم من اضرار من جراء تلك السيول ولكن هل تم تشخيص وتحديد المشكلة وابعادها والحلول المستقبلية لها؟!
"الرياض" تتساءل هل اللجان الفنية المعنية لوضع الحلول العاجلة والآنية والمستقبلية لمعالجة مخاطر السيول التي داهمت بيش وصبيا والقرى التابعة لهما سوف تقف على الاوضاع القائمة على الطبيعة وتقدم الحلول الناجعة لهذه المشكلة التي باتت تهدد هاتين المحافظتين كل عام وتهلك النسل والزرع.
هل ستقوم هذه اللجان بازالة العقوم الاعتراضية وازالة كافة العقوم العشوائية التي تعرض بيش وصبيا لهذه المخاطر؟ .
هل سينفذ كل فيما يخصه؟.
هل ستنفذ هذه اللجان من الدراسات الواردة بهذا الشان وخاصة التي قدمتها هيئة المساحة الجيولوجية على أودية جازان؟ .
ثم ما هي نتائج زيارات مسئولي وزارة الشئون البلدية الذين قاموا بزيارة محافظة بيش وقراها للوقوف على الطبيعة والمتابعة الميدانية لما تم التوجيه بخصوصه حيال الاعمال التي تمت وتتم بمحافظة بيش ووضع التصورات المستقبلية لكافة الاحتمالات ومواجهتها والتي وقف عليها سمو سيدي وزير الشئون البلدية والقروية صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالعزيز في زيارة العام الماضي حينما حلت الكارثة بمحافظة بيش. كان الاجدر دعم البلديات والمجمعات القروية لانشاء مشروع درء اخطار السيول وتشكيل لجنة تعديات يرأسها محافظ وعضوية مديري الزراعة والبلدية والدفاع المدني ورجال خبرة تكون مهمتها مراقبة هذه الأودية وعدم السماح بالتعديات وانشاء العقوم الترابية التي تغير مجرى المياه.
وكانت " الرياض" قد تابعت احداث هذه الامطار والسيول التي راح ضحيتها أحد عشر مواطناً . فيما واصلت الجهات المعنية مباشرة مهمتهم منها الميدانية ومنها التحليق بطائرة الدفاع المدني فوق مجاري السيول وتتبع مياه السيل هذه اللجان من المؤكد أنها اطلعت على مواقع انحراف مسار السيول وهو مربط الفرس، كما ان هناك تجمعات سكانية صغيرة على شكل قرى في مواقع تجعلها عرضة لمداهمة السيول.
كثرة العقوم الترابية التي تحجر مياه السيول عبر المسار الطبيعي تم انشاؤها بهدف ري الحيازات الزراعية الخاصة .
ولتحديد المشكلة فان ما تتعرض له الأودية ومجاري السيول في بيش وصبيا وتعديات متعمدة بانشاء العقوم وانحراف وجه السيول، ومحافظة بيش المنكوبة العام الماضي واحدة من المحافظات التي تعتبر ذات أهمية خاصة من الناحية الأقليمية وذلك لوقوعها على شبكة الطرق الاقليمية الممتدة من جازان الى جدة وتتميز بقربها من الساحل للبحر الأحمر حيث يضيف لها بعداً سياحياً يمكنها أن تلعب دوراً اساسياً في تنشيط السياحة الداخلية، نشأت كقرية صغيرة منذ حوالي (400) سنه في شمال مدينة جازان وكانت تقوم بدورها كعاصمة لاقليم المخلاف السليماني وأعتمدت المدينة في بدايتها على البدائية والبساطة وتأثرت بالظروف المناخية والاجتماعية المحيطة بها وقد انعكس هذا على نسيجها العمراني فكان النسيج العمراني منذ سنوات عبارة عن عشش طينية وممرات ضيقة لتلائم الارتفاع في درجات الحرارة في أشهر الصيف ثم تطورت المدينة في السنوات الماضية سواء من حيث نوعية المباني وانشاء الطرق فأزيلت العشش وحل محلها العمائر والمباني الحديثة وأخذت المدينة في النمو والانشاء وكانت بيش في تلك الاعوام وقلة الامكانيات حيث يوجد في مجرى واديها المشهور باسمها وعلى مقربة من بيش اربعة عقوم ترابية رئيسية اقامها الأهالي منذ أمد طويل يصل إرتفاع أعلاها الى (8) أمتار بمعدل يزيد على مستوى ضفتي الوادي مما يؤدي الى تحويل مياه السيول الى خارج الوادي في الاراضي المجاورة بالاضافة الى العديد من العقوم الصغيرة الاخرى التي يعتمد عليها معظم الاهالي بشكل كامل في تنظيم عملية الرى من مياه السيول وتوزيعها بين حيازاتهم الزراعية.
ولهذا ساهمت العقوم المنشأة في تغيير مسار مجرى الوادي في اتجاه المزارع والتجمعات السكانية، ومع ان اصابع الاتهام تشير الى العقوم وحيث ان ما حصل في صبيا وبيش هذا العام لا يعد حالة استثنائية أو منفردة فهو يحصل بشكل سنوي متكرر مما يبرز أهمية ايجاد آلية فعالة لادارة استخدامات العقوم تسهم في وضع حلول للتحكم في تدفق مياه السيول واعداد الدراسات والمسوحات اللازمة لمعرفة مناسيب الاراضي وايجاد قاعدة معلومات متكاملة عن الاوضاع الطبوغرافيه من قبل الجهات المعنية.
ومدينة صبيا التي تقع ضمن نطاق منطقة جازان على خط عرض 17وخط طول 42في اتجاه الشمال الشرقي لمدينة جيزان تبعد عنها بحوالي 35كم وتعتبر صبيا من أكبر المحافظات بالمنطقة سواء من حيث المساحة الجغرافية أو عدد السكان وتعاني معاناة الهيكل العمراني من ظهور النمو العشوائي غير الخاضع للرقابة بالمدينة وكذلك استبدال المساكن الشعبية ذات الفراغات بالهيكل الخرساني وعدم التوازن الجغرافي في توزيع الخدمات والسكان وتمثل منطقة الهضاب حوالي 5% من اجمالي المساحة والباقي عبارة المناطق منبسطة
ويدخل موقع صبيا ضمن السهل الساحلي وتضم حوالي 141قرية وتخدم حوالي (447) تتبعها ادارياً في مجالات الخدمات البلدية .
وتتميز بوفرة اراضيها الزراعية والمنبسطة واختراق بعض الأودية الى التجمعات القروية المنتشرة شرق وغرب المدينة . وهذه الأودية هي وادي صبيا في الجنوب ووادي بيش ووادي شهدان في اتجاه الشمال الشرقي حيث ينحدران الى الجنوب الغربي وتتأثر بالميل الطبيعي لسطح الارض في اتجاه الغرب والجنوب الغربي الى غمر الاجزاء الجنوبية والغربية من المدينة القديمة خلال مواسم الامطار.
ولهذا فالمحافظة بحاجة الى تحديد مسارات الأودية وتركيب أجهزة قياس متطورة لتحديد كميات السيول التي تتدفق في الأودية كل عام.
كما أن الأودية بحاجة الى صافرات انذار لتحذير سكان الأودية من أخطار السيول وإيجاد العبارات الكافية لتصريف مياه السيول .
اللجان تواصل أعمالها لتعويض المتضررين من سيول جازان
جازان أنور خواجي
تواصل اللجان التي تم تشكيلها لحصر الأضرار الناتجة عن السيول في محافظة صبيا والمراكز التابعة لها أعمالها وذلك بهدف تعويض المتضررين من آثار السيول الغزيرة التي إجتاحت العديد من قرى المحافظة وشملت قرى أبو القصايد ونخلان وأم سعد وقرى وادي شهدان وكذا قرى الساحل مروراً بقرية العدايا وأم القضب والهدوي والقرى التابعة لها وذلك بمتابعة من محافظ صبيا الأستاذ خالد بن عبدالعزيز الجريوي، ويأتي ذلك ضمن توجهات صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان الذي يتابع أولاً بأول أعمال اللجنة فقد نوه أهالي محافظة صبيا بجهود سمو أمير المنطقة في سبيل دعم ومساندة المواطنين المتضررين من آثار السيول والذين فقد البعض منهم منازلهم ونفقت المئات من مواشيهم التي كانوا يعتمدون عليها بعد الله والتي تشكل مصدر رزقهم وعائلاتهم.
من جهة أخرى تعرض منزل احد المواطنين في محافظة ضمد لصاعقة برق شديدة وذلك أثناء هطول الأمطار الغزيرة التي شهدتها المحافظة مؤخراً مما أدى إلى احتراق المنزل وسلامة ساكنيه ولله الحمد .
الرابط