مالي وللشعر يُشقيني ... وللأَدبِ
والغوص في كلِّ بحرٍ هائجٍ لجبِ
أَمضي أُجدف.وحدي في غياهبه
بحثاً عن اللؤلؤ المكنون .. والذهبِ
وكم أُصارعُ أمواجاً .. . وعاصفةً
والريح تلطمني .. والموج يعصِفُ بي
لي زورقُ ُ لطمته الريح ,فانتثرت
أجزاؤه فهوى من قبضة الغضبِ
في رحلةٍ من عناءِ الفكر مضنية
وقصة من جنون الشك والريب
فكم ذرعتُ بلآد الله مرتحلاً
حتى شكت من مسافات الخُطى رُكبي
أَفنيتُ أيام عمري في كتابته
فشاب راسي وراس الدهر لم يشِبِ
أبيت سهران أرعى كل شاردةٍ
من ومضة الفكر في نجوى مع الشهب
وفي فمي من لهيب البوحِ أُغنية
كتمتها فجرت كالنار من هدبي
مالي وللشعر لو كانت مسالكه
محفوفة بأذى الأشواكِ والنصبِ
ألقى به كل يومٍ ما يؤرقني
من شِقوة العيش في الدنيا بلآ سبب
ومن تكاثر حُسّادٍ أَ ضرَّ بهم
حذقي به وانتمائي زمرة الأدبِ
وما انتفعت بشئ من روائعه
حظي من الشعر حّظ النار بالحطبِ
وكم أُحاول لكن دون فائدةٍ
أن أهجر الشعر لكن فاتني طلبي
والصمت لو كان يُجدي لا قتنعتُ به
لكنه موت نفسي ساعة الطربِ
وهل يروق ُ لمثلي العيش منعزلاً
عن صحبة القلم السّيال ، والكُتُبِ
وغايتي منه أنّي حين أكتبه
أشفي به ماجرى في النفسِ من لهبِ
كتبتُه لأُريح النفس من قلقٍ
ومن تباريح قلبٍ غُصَّ بالكُربِ
أهكذا الشعر نيرانُ ُ مصعدةً
وزفرةُ تسلم الأرواح للتعبِ
كذبتهم حين قالو غير مقتنعٍ
بما يقولون إن الفقر في الأدبِ
أَجل !! وأُقسمُ لولا الشعر ماعرفت
نفسي الهموم ولا ما صرتُ في شجبِ
يلقى الأَديبُ عناءً في معيشته
وحاليَ العيش مبذولً لكل غبي
تلك الدفاترُ ماذا لو قذفتُ بها
في موقد النار واستغنيت عن تعبي
ورحت أبحثُ في دُنياي عن أملٍ
يريحني من عناء الفكر والكُتُبِ
ماذا جنى ( المتنبي ) من روائعه
هل ذاق غير مرير العيش والنصب
واحرّ قلباه ! لم تشفعْ بمقتله
كلا .. ولا شفراتُ العزّ في حلبِ
فلا تسلْ كيف او ماذا فقد ذهبتْ
به الظنون , ولم يُحمل إلى الرُتَبِ
ومالذي حازهُ ( بشار ) من ثمنٍ
وهو الذي سار بين العُجم , والعربِ
دانت (لكافور ) أَملآ كُ محصنةُ ُ
قد حازها رغم خُبثِ الأَ صل ,والنسبِ
هل فيك يا شعر إسعادُ لِذي قلمٍ
على الزمان وإيواءُ لِمغتربِ
من راح يحمل في أيامنا قلماً
أو يصحب الفكر مقتولُُ ًُ بلا سببِ ...,
شعر الأستاذ/ محمد جبريل العكام . البديع والقرفي