يُحكى أن خريجاً انقطعت به السبل بحثاً عن وظيفة ، وإذ به يمر ذات يوم بجوار حديقة للحيوان ، وأراد أن يجرب حظه مع عالم الحيوان بعد أن استعصى على البشر تفهم وضعه. فدخل إدارة الحديقة متأبطاً ملفه "العلاقي الأخضر".!
أخذ الشاب يشرح لمسؤول الحديقة وضعه المزري حتى أشفق على حاله ، فذكر أنه كان لديهم قرد يقوم بحركات بهلوانية يستمتع لمشاهدتها الجمهور، لكن"عين ما صلت على النبي" أصابته بمقتل فمات على الفور.
الأمر الذي أدى لانخفاض في أعداد الزوار، وانخفضت بالتالي إيرادات الحديقة حتى أصبحت مهددة بالإغلاق. فعرض عليه فكرة تقمّص دور القرد بارتداء هيئته، حتى يجد له وظيفة ملائمة.
ونتيجة للوضع النفسي والمادي الذي يعيشه أي خريج منذ تخرجه وحتى الوظيفة، وجد الشاب نفسه مرغماً على قبول هذا العرض.!
في بادئ الأمر نجح "القرد المزوّر" في إعادة الحياة لحديقة الحيوان، وعاد الجمهور للوقوف أمام قفص القرود محملين بالموز مكافأة بعد كل حركة بهلوانية أو مضحكة يقوم بها.
وفي أحد الأيام وبينما صاحبنا منهمك بعروضه في قفصه لاحظ تدافع الناس خائفين نحو البوابة الخارجية، حتى فرغت الحديقة من جمهورها. ولم يفهم السبب إلا بعد رؤيته أسداً هارباً من قفصه يتجول بحرية بين الأقفاص حتى وصل إليه، ثم دخل على الشاب المسكين الذي لم يستطع الهرب لأن الأسد كان يقف على باب القفص.
وفي محاولة يائسة نزع الشاب رأس القرد عنه معلناً البراءة منه، ومحاولاً توضيح اللبس وأن في الأمر لبساً وسوء فهم، وأقسم اليمين أنه ليس إلا "آدمياً" تخرج للتو، ولم يجد وظيفة إلا تقمص دور القرد الراحل . !
ففوجي بالأسد وهو ينزع رأسه أيضا قائلاً له: لا تخف أيها الزميل، فأنا كذلك بشر وخريج أيضا. لم أجد وظيفة إلا لعب دور الأسد.!
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
هايل العبدان ـ الوطن