الــخامــس عشر من رمضان
البعوضةMosquito
البعوضة من حشرات ثنائية الجناحين تشترك مع الذباب في عائلة واحدة ويتواجد البعوض في كل أنحاء العالم ماعدا القطبين ولا تتواجد على ارتفاع 5500 م ولا على انخفاض 1250 م من سطح البحر و لها 34 جنس أو نوع وتضم 3100 فصيل وعادة تضع البعوضة بيوضها ( التي تقدر بـ 1000 بيضة خلال حياتها بواقع 170 بيضة/ مرة ) في مياه البرك . والأنثى التي تكون حاملة لبويضات تقوم بمص الدم لتغذية البويضات وفي شهور الصيف او الخريف تضع الأنثى البيوض على الأوراق الرطبة او بجانب البحيرات اليابسة. فالبعوضة الام بواسطة اللاقطات الحساسة الموجودة تحت بطنها تقوم بالبحث عن مكان مناسب لوضع بيوضها وعندما تجد المكان المناسب تقوم بوضع بويضاتها فطول كل بيضة لا تصل 1 ملم فتضعها واحد فواحدة او بحالة مجموعة وتضعها بصف واحد، وهناك نوع آخر تقوم بربط بويضاتها بعضها ببعض وتصل عدد البويضات التي تضعها في المجموعة 300 بيضة . وبعد ان تضع البعوضة بويضاتها التي تكون بلون ابيض وبعد 1ـ2 ساعة من وضع البيض تتبدل لونها الى اللون الأسود وسبب تبدل لونها هو لكي لا يعرف من قبل الحشرات والطيور أو بمعنى آخر لكي لا تكون طعاما لهم . وهذا الشئ سبب لحمايتها وان بعضها تغير لونها حسب البيئة التي هي بها. وتفقس البيوض بعد 3-8 يوم فتخرج اليرقانات، حيث تتغذى على العوالق، وهي تتدلى من سطح الماء معلقة بذيلها الذى هو أنبوب التنفس وتستمر يرقة 12 يوم ثم خادرة مائية (PUPA ) لمدة أسبوع (وهي الوحيدة من لها خادرة مائية وباقي الحشرات لها خادرة أرضية) ثم تخرج من الخادرة ( معناها النائمة ) بعوضة كاملة وتطير في الهواء. وتستغرق هذه العملية من 9 الى 14 يوم في الماء الساكن، أما الماء الجاري فلا يبيض فيه.
وعند انتهاء فترة حضانة البيض تخرج اليرقة واحدة بعد الأخرى من البيض فتتغذى هذه اليرقات بدون انقطاع فتكبر إلى أن تصبح جلدها صلب وسهل كسره فيبدأ الغلاف الخارجي بالتشقق فتتشرنق وعندها تسمى خادرة ( Pupa )، فاليرقة خلال دورة حياتها تقوم بتغير جلدها مرتين وتكون طريقة غذاءها خلال ذلك بواسطة الشعيرات الموجودة في طرفيها والتي تكون مدخلاً صغيراً تضمن دخول البكتريا وأجسام ميكروسكوبية إلى الفم للحصول على الغذاء .إن الثقوب الموجودة في الأنبوب الذي بواسطته تستطيع اليرقة التنفس عندما تنغلق فأنها تصبح وجها لوجه في انعدام هوائها، أما في التغير الأخير فالحشرة الجديدة (pupa ) لا تحتاج إلى هذه الأنبوبة فهناك قضيبان في طرفي الرأس بواسطتها تستطيع أن تتنفس ولهذا فأن هذه الكائنات قبل أن تبدأ بعملية تغير غلافها تصعد إلى سطح الماء . فالبعوضة الموجودة في الشرنقة تكون قد تغيرت تماماً . وتصبح جاهزة للطيران . و عندما تخرج البعوضة يجب أن لا تلامس رأسها الماء لان لحظة واحدة بالنسبة لها دون هواء تكون سبب موتها. ولهذا السبب فإن كانت هناك ريح أو تيار مائي فأن هذا يعني للبعوضة الهلاك. فالشرنقة تنشق من الطرف العلوي ففي هذه المرحلة يوجد خطورة كبيرة وهي دخول الماء إلى الغلاف، ولكن المنطقة المنشقة من الكيس هي المنطقة التي تخرج الرأس منها ولكي تمنع من تماس الماء فأن الرأس تكن مغلفة بنوع خاص من الصمغ تمنع وصول الماء إليها وهذا شئ مهم. لان أي هواء تجعلها تسقط في الماء وتموت ولهذا فأن البعوضة تقوم بوضع رجلها على الماء عندما تخرج.
وتقوم البعوضة بعد الهبوط على سطح جسم العائل بترطيب سطح الجلد وذلك بإفراز مخدر موضعي لتسهل إمرار خرطومها في الجلد ( ويشبه هذا الخرطوم إبرة المحقن أو الإسرينج ) ولهذا الخرطوم 6 أجزاء جانبية ( تشبه السكاكين ) لتثبيت الخرطوم على سطح الجلد ليسهل دخوله في أقرب شريان سطحي ( حيث لديها القدرة على تمييز وتحسس الشرايين دون الأوردة ) فتثقب البعوضة الجلد ثم تمتص الدم ويكمن السر في نقلها للأمراض عملية التقيؤ التي تقوم بها في كل مصة دم حيث تفرغ ما أخذته من جسم في جسم آخر حاصلة من الأخير على وجبة دم جديدة وسبحان الله فإن للبعوضة في لعابها مادة مانعة للتجلط ( تشبه الـ EDTA ) تجعل الدم الممتص دائماً سائلاً وسهل دخوله وتقيؤه . فالبعوضة عندما تحط على هدف تقوم بتحديد مكان معين بواسطة الشفاه الموجودة في الخرطوم ، فالبعوضة لها إبرة مغلفة بغلاف خاص تخرجها عندما تقوم بمص الدم. والجلد لايثقب بواسطة هذه الإبرة كما هو متصور. ولكن يقوم بالعمل هو الفك العلوي التي تشبه السكين والفك السفلى الذي يحتوى على أسنان مائلة نحو الداخل. فالفك السفلى يعمل بمقام المنشار أي يتحرك مثل المنشار والجلد ينشق بمساعدة الفك العلوي الذي يكون بمقام السكين ومن المكان المنشق تدخل الإبرة إلى أن تصل إلى العرق وتقوم بعملية مص الدم وفى مدة قصيرة وبمساعدة الأنزيمات الموجودة في الجسم تمنع عملية تخثر الدم في تلك المنطقة . وتقوم بصنع مادة في جسمها وتفرزها إلى وريد الإنسان في تلك المنطقة لمنع تخثر الدم هناك وبهذا تكمل عملية امتصاصها للدم. والبعوضة عندما تلدغ الإنسان تنتفخ منطقة اللدغ ويكون فيها احتكاك وسبب ذلك هو الإنزيم الذي قامت بإفرازه داخلها . وللبعوض أنواع كثيرة منها وأشهرها (الانوفيليس) وهو أخطر أنواعها إذ ينقل جراثيم مرض الملاريا وتنقل البعوضة أمراض كثيرة (90% تقريباً من الأمراض التي تنتقل بواسطة الحشرات عن طريق البعوض) مثل الحمى الصفراء وحمى والوادي المتصدع وحمى النيل الغربي وجدري الماء ( جدري الدجاج ) .
ويختص ذكر البعوض بالتغذي على رشف النباتات والرحيق، وهكذا تختص الإناث فقط بمص دم الحيوانات والإنسان والسر في تخصصها لمص الدم البحث عن مصدر للبروتين لإنتاج وإنضاج البيض الذي تفرزه فهي مضطرة لامتصاص الدم لكي تحافظ على دوام نسلها. وبالرغم من أن عضتها ليست مزعجة وجرحها بحد ذاته ليس خطيراً إلا أن الخطر يكمن في إمكانية تأثر الضحية بمرض مزعج عندما تحقن البعوضة لعابها فيه. ويقال أن البعوضة تحيا ما جاعت فإذا سمنت ماتت وثبت أن للبعوضة جهاز استشعاري حراري حساس ( و مقدار حساسيته بمقدار 1/1000 درجة ) يعتمد استخدام الأشعة تحت الحمراء الموجودة ضمن طيف الأضواء التي تستطيع البعوضة رؤيتها يمكنها من تحديد المادة الأكثر عضوية فتحس بالنائم دون اليقظان وتفرق بين الأم والأب والطفل وحتى بين الحامل وغير الحامل، للبعوضة 100 عين مجتمعة في عينين مركبة وهذه العيون موجودة في الرأس على شكل تشبه قرص العسل تقوم عين البعوض باستلام هذه الإشارات وتنقلها إلى الدماغ .
ولها 47 سن في فمها ولها كباقي الحشرات قرنين استشعار وبطنها مكون من 7 أجزاء ولها دورة دموية بسيطة تتضمن ثلاثة قلوب متصلة مثل باقي الحشرات ولها ستة أرجل وجناحين مضمحلين وراء الجناحين الكبيرين .
وعندما يصل ذكر البعوض إلى مرحلة البلوغ فانه يقوم بالبحث عن الأنثى مستعملاً حاسة السمع لأن حاسة السمع عند الذكر أقوى من الأنثى ، فالصوت الصادر من الأنثى ينتبه إليه الذكر ويلتقطه بواسطة الشعيرات الدقيقة التي توجد في نهاية قرني الاستشعار، ويوجد للذكر ملاقط وهي الكلاليب تساعد في مسك الأنثى أثناء التزاوج .
فالذكور عندما تطير تكون بحاله جماعية تشبه الغيوم فعندما تدخل أي أنثى في هذا السرب فالذكر أثناء طيرانه يقوم بعملية الازدواج فيمسك الأنثى بواسطة كلاليبها وتمم العملية بمدة قصيرة ويرجع الذكر إلى المجموعة بعد ذلك.
إن أساس الجهاز التنفسي التي تستعملها يرقات البعوض (Larvae ) هو قضيب تخرجها خارج الماء لتتنفس بواسطتها. و تكون اليرقة معلقه رأساً على عقب (أي بالمقلوب) ولمنع نفوذ الماء إلى القضيب تفرز مادة صمغية من جسمها فسبحان الله تتنفس من خلال قضيب ولا يدخل ماء إلى هذا القضيب فهي غطاسة ماهرة .
سؤال هذه الليلة :
ضرب الله مثلا بالبعوضة في القرآن الكريم .
اذكر اسم السورة ورقم الآية الدالة على ذلك ؟
نأمل قبل الإجابة مراجعة الرابط التالي لمعرفة الشروط والقوانين :
http://samtah.net/vb/showthread.php?t=58324