استمرار العمل الصالح 3/10/1429هـ
الخطبة الأولى
الحمد لله أحق معبود ، واسع الكرم والجود ، ذي الطول لا إله إلا هو الغفور الودود ، أحمده سبحانه وأشكره على فضله وإحسانه اللا محدود ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في الوجود ، خلق فسوى وقدر فهدى وأسبغ نعمه على عباده ، ففضله وكرمه بالليل والنهار موصول وممدود.
وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله النبي الكريم ، المبشر والنذير والهادي بإذن ربه إلى صراط مستقيم ، بين لأمته مواطن الخيرات ، وأرشد إلى أوقات اكتساب الحسنات ورفعة الدرجات ، وترك أمته على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا من رضي لنفسه البعد والهلاك والشتات ، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وتابعيهم ومن استن بسنته واهتدى بهداه إلى يوم الدين .
أما بعد: فاتقوا الله عباد الله حق التقوى، فالتقوى هي وصية الله لجميع خلقه،حيث قال تعالى ({ ولقد وصينا الذين من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله }) ووصية رسوله لأمته.حيث قال ( أتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها ، وخالق الناس بخلق حسن )
أيها المسلمون: لقد يسر الله طرق الخيرات، وتابع لعباده مواسم الحسنات، وربنا وحده مصرف السنين والشهور والأيام والساعات ، يولج الليل في النهار، ويولج النهار في الليل، جعل لكل شيء سببًا، ولكل أجل كتابًا، ولكل عمل حسابًا، وجعل الدنيا سوقًا يغدو إليها الناس ويروحون، فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها، والأيام أجزاء من العمر ومراحل في الطريق، تفنى يومًا بعد يوم، مُضِيُّها استنفاد للأعمار، واستكمال للآثار، وقرب من الآجال، وغلق لخزائن الأعمال،
عباد الله : مضت أيام مباركات قطعتم بها مرحلة من مراحل العمر، فما إن انتهى شهر الصوم الذي يقول فيه الرسول صلى الله عليه وسلم(من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه) حتى أعقبه موسم الحج العظيم إلى بيت الله الحرام الذي هو أحد أركان الإسلام وقد قال صلى الله عليه وسلم ( من حج البيت ولم يرفث ولم يفسق رجع من حجه كيوم ولدته أمه) ولم يزل المؤمن ينتقل مِن خير إلى خير ومن فضل إلى فضل طيلة أيام السنة ، فمن أحسن فليحمد الله وليواصل الإحسان، ومن أساء فليتب إلى الله وليصلح العمل، وهو لا يزال في وقت الإصلاح قبل أن ينقطع الأمل و يحال بينه وبين العمل .
قيل للإمام أحمد رحمه الله: متى الراحة؟ قال: عند وضع أول قدم في الجنة.
عباد الله : في استدامة الطاعة وامتداد زمانها نعيم للصالحين، وقرة عين للمؤمنين، وتحقيق آمال المحسنين يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: (خير الناس من طال عمره وحسن عمله) رواه الترمذي
ولقبول العمل علامات، وللكذب في التوبة والإنابة أمارات، فمن علامة قبول الحسنة فعل الحسنة بعدها، ومن علامة السيئة السيئة تتبعها، فاتباع الحسنات بالحسنات تكن علامة على قبولها وتكميلاً لها، وتوطينًا للنفس عليها، حتى تصبح من سجاياها وكريم خصالها، واتباع السيئات بالحسنات تكن كفارة لها ووقاية من خطرها وضررها، {إِنَّ ٱلْحَسَنَـٰتِ يُذْهِبْنَ ٱلسَّـيّئَـٰتِ ذٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذكِرِينَ [هود:
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم (اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن) رواه أحمد وفي لفظ: (وإذا أسأت فأحسن) فلئن انقضى صيام شهر رمضان فإن المؤمن لن ينقطع من عبادة الصيام بذلك، فالصيام لا يزال مشروعاً ولله الحمد في العام كله.
ففي صحيح مسلم من حديث أبي أيوب الأنصاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر) وصيام ثلاثة أيام من كل شهر. وصيام يوم عرفة.
والصيام من شهر الله المحرم، وشهر شعبان. وصيام الاثنين والخميس.
ولئن انقضى قيام شهر رمضان، فإن القيام لا يزال مشروعاً ولله الحمد في كل ليلة من ليالي السنة ثابتاً من فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم. ففي صحيح البخاري عن المغيرة بن شعبة قال: إن كان النبي صلى الله عليه وسلم ليقوم أو ليصلي حتى تَرِمُ قدماه، فيقال له فيقول: (أفلا أكون عبداً شكوراً)
وروى الترمذي عن عبد الله بن سلام أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أيها الناس أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام)
ومن النوافل التي يُحافظ عليها: الرواتب التابعة للفرائض، وهي اثنتا عشرة ركعة.
فعن أم حبيبة قالت: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (ما من عبد مسلم يصلي لله تعالى كل يوم ثنتي عشرة ركعة تطوعاً غير الفريضة إلا بنى الله له بيتاً في الجنة) رواه مسلم.
ومن الأعمال الصالحة التي لا تختص برمضان فقط: قراءة القرآن، فإنها ليست خاصة برمضان، بل هي في كل وقت. فليكن لكل واحد منا ورد من القرآن يقرؤه يومياً.
وينبغي أن تحرص على أعمال البر والخير، وأن تكون بين الخوف والرجاء، تخاف عدم القبول، وترجو من الله القبول، وتتذكر أنّ يوم عيدنا الوقوفُ بين يدي الله عز وجل فمنا السعيد ومنا غير ذلك.
مرَّ وهيب بنُ الورد على أقوام يلهون ويلعبون في يوم العيد فقال لهم: عجباً لكم! إن كان الله قد تقبل صيامكم فما هذا فعل الشاكرين، وإن كان الله لم يتقبله فما هذا فعل الخائفين.
فكيف لو رأى ما يفعله أهل زماننا من اللهو والإعراض, بل مبارزة الله بالمعاصي يوم العيد.
عباد الله : إن الاستقامة على الطاعة والاستمرار على التقيد بامتثال الأوامر واجتناب النواهي والزواجر هي صفات عباد الله المؤمنين، حيث يقول تعالى فيهم إِنَّ ٱلَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُ ثُمَّ ٱسْتَقَـٰمُواْ تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ ٱلْمَلَـئِكَةُ أَلاَّ تَخَافُواْ وَلاَ تَحْزَنُواْ وَأَبْشِرُواْ بِٱلْجَنَّةِ ٱلَّتِى كُنتُمْ تُوعَدُونَ [فصلت: 30].
ولقد أمرالله نبيه والمؤمنين بالاستقامة وحثهم على ملازمتها، فقال سبحانه:{فَٱسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ} [هود:
والاستقامة مفتاح للخيرات، وسبب لحصول البركات، واستقامة الأحوال، قال عز وجل: وَأَلَّوِ ٱسْتَقَـٰمُواْ عَلَى ٱلطَّرِيقَةِ لأَسْقَيْنَـٰهُم مَّاء غَدَقاً [الجن: 16]، وروى مسلم في صحيحه عن سفيان بن عبد الله الثقفي قال: قلت يا رسول الله، قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحدًا بعدك قال: (قل: آمنت بالله، ثم استقم)
فاستقيموا على طاعة مولاكم في كل وقت وحين، فإن عمل المؤمن ليس له أجل دون الموت، كما قال عز وجل: وَٱعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ ٱلْيَقِينُ [الحجر: 99]، ولا تكونوا من الذين يقبلون على الطاعات في زمن، ويعرضون عن ربهم في سائر الأوقات.
أيها المسلمون: دأب الصالحين خوفهم من عدم قبول الأعمال الصالحات، يقول الحسن البصري: أدركت أقوامًا لو أنفق أحدهم ملء الأرض ما أمن ؛ لعظم الذنب في نفسه" فلا تثق أيها المسلم بكثرة العمل؛ فإنك لا تدري أيقبل منك أم لا؟، ولا تأمن ذنوبك فإنك لا تدري أكُفِّرت عنك أم لا؟ والمعجب بعمله مخذول، وكم من عابد قد أفسده العجب، ومن المهلكات: شح مطاع، وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه، ومن لم يتفقد آفات الأعمال كان عمله إلى البوار، والأعمال الظاهرة إذا لم تكن خالصة عن الشوائب لم تكن عند الله نافعة، بالعجب يحصل اغترار النفس، والأمنٌ من مكر الله، والتقصيرٌ في العمل، ونسيانٌ للذنوب وإهمالها، يقول ابن مسعود: (الهلاك في اثنتين: القنوط والعجب)، وما أهون إحباط الأعمال ، لذا كان من دعاء الصالحين: اللهم إنا نسألك العمل الصالح وحفظه، والله عز وجل يقول: وَلاَ تَكُونُواْ كَٱلَّتِى نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَـٰثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَـٰنَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ أَن تَكُونَ أُمَّةٌ هِىَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ [النحل: 92].
فاستعن بالله على نفي الإعجاب باحتقار الأعمال، وتذكر آلاء الله عليك آناء الليل والنهار ، واشكره على نعمه الغزار وفضله وكرمه المدرار فعند تضييع الشكر تزول النعم ويهان الأفراد وتذل الأمم ، يقول سعيد بن جبير: "دخل رجل الجنة بمعصية، ودخل رجل النار بطاعة" قيل: وكيف ذلك يا سعيد؟! قال: "عمل رجل معصية فما زال خائفًا من فعلها، فأدخله الله الجنة بخوفه من الله، وعمل رجلٌ طاعة، فما زال معجبًا بها حتى أحبط الله عمله فدخل النار". فاحفظ ما عملته من صالحات بالإخلاص، والإقرار بالتقصير، وطلب القبول والمغفرة والرضوان.
أيها المسلمون: الخطايا مطوقة لأعناق الرجال، والهلاك في الإصرار عليها، وما أعرض معرض عن طاعة ربه إلا عثر في ثوب غفلته، ومن أصلح ما بينه وما بين الله أصلح الله ما بينه وبين الخلق.
روي عن أبي جعفر السائح أنه قال: "كان حبيب أبو محمد تاجرًا يتاجر بالربا ، فمر ذات يوم فإذا هو بصبيان يلعبون، فقال: بعضهم لبعض انظروا لقد جاء آكل الربا، فنكَّس رأسه وقال: يا رب أفشيت سري حتى إلى الصبيان، فرجع فجمع ماله كله، وقال: يا رب إني أسيرٌ، وإني قد اشتريت نفسي منك بهذا المال فأعتقني، فلما أصبح تصدق بالمال كله وأخذ في العبادة".
فإياك والمعاصي ، فالعاصي في شقاء، والخطيئة تذل الإنسان، وتخرص اللسان، يقول أبو سليمان التيمي: "إن الرجل ليصيب الذنب في السر فيصبح وعليه مذلته" وما أقبح الذنب بعد الطاعة، والبعد عن المولى بعد القرب منه.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: وَسَارِعُواْ إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مّن رَّبّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا ٱلسَّمَـٰوٰتُ وَٱلاْرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ [آل عمران: 133].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني الله وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، واشهد ان محمدا عبده ورسوله.حث على المبادرة بالأعمال قبل حلول الآجال، واغتنام الأوقات قبل هجوم الآفات، وكان أول المبادرين إلى الطاعات، والسابقين إلى الخيرات ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا .
أما بعد : فيا أيها المسلمون أوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل في السر والعلن فإن من عاش على تقوى الله والخوف منه في هذه الدنيا أمنه الله في يوم الخوف يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم يقول تعالى { فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ، ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك أتتك آياتي فنسيتها وكذلك اليوم تنسى ، وكذلك نجزي من أسرف ولم يؤمن بآيات ربه ولعذاب الآخرة اشد وأبقى}
عباد الله : اتقوا الله ، واعلموا أن الفرص تفوت ، وأن أجل الإنسان موقوت ، وإقامته في هذه الدنيا محدودة ، وأيامه فيها معدودة ، وأن الآخرة هي دار القرار ، والمصير فيها إلى الجنة أو النار، إن سعادتك أو شقاوتك أيها الإنسان تتركز على هذه الأيام التي تقيمها في الدنيا، وعلى نوعية العمل الذي تقدمه لنفسك في خلال هذه الأيام ، فإما أن تكون من الذين يقال لهم غدا ( كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية ) وإما أن تقول هناك ( ياحسرتى على ما فرطت في جنب الله ، وإن كنت لمن الساخرين)
إن ربنا سبحانه وتعالى يحثنا على المبادرة بالأعمال الصالحة قبل فوات وقتها ، ويعرض علينا أغلى وأعلى السلع بأيسر الأسعار فيقول سبحانه ( وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السموات والأرض عدت للمتقين ) ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم { من خاف أدلج ومن أدلج بلغ المنزل ألا إن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله الجنة } ويقول صلى الله عليه وسلم { الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني.
أيها الناس: اتقوا الله تعالى، وتابعوا فعل الخيرات بعد رمضان، فإن من علامة قبول الحسنة فعل الحسنة بعدها، وما شهر رمضان إلا منشط على الخير ومبدأ للتوبة والعمل الصالح، ونهاية العمل تكون بالموت لا بخروج رمضان، وإن من علامة قبول التوبة والأعمال الصالحة في رمضان أن يكون الإنسان بعد رمضان أحسن حالاً في الطاعة عما كان عليه قبل رمضان، ومن علامة الرد والخذلان أن يكون الإنسان بعد رمضان أسوأ حالاً مما كان عليه قبله، فتنبهوا رحمكم الله واعلموا أن باب التوبة مفتوح دائماً في رمضان وفي غير رمضان. فمن فاتته التوبة في رمضان فلا يقنط من رحمة ربه، بل يبادر بالتوبة، فإن الله يتوب على من تاب، ويغفر الذنوب لمن رجع إليه وأناب ، قال تعالى: قُلْ يٰعِبَادِىَ ٱلَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ يَغْفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ [الزمر:53].
وقال تعالى { وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى }
واعلموا أن خير الحديث كتاب الله تعالى وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم, وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
وأن ربكم المولى قد أمركم بالصلاة على خير خلقه وأفضل رسله سيد الأولين والآخرين والشافع المشفع يوم الدين سيدنا ونبينا محمد عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأتم التسليم ، فقال جل من قائل
{ إن الله وملائكنه يصلون على النبي ، يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما }
وقد قال صلى الله عليه وسلم ( من صل علي صلاة واحدة صل الله عليه بها عشرا )
اللهم صل وسلم وبارك على خير خلقك وخاتم رسلك سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين وتابعيهم ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، وعنا معهم بمنك وكرمك ورحمتك يا أرحم الرحمين .
اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين واجعل هذا البلد آمنا رخاء سخاء وسائر بلاد المسلمين عامة يا رب العالمين .
اللهم ادفع عنا الغلا والوبا والربا والزنا والزلازل والمحن وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن عن بلدنا هذا خاصة وعن سائر بلاد المسلمين عامة يارب العالمين .
اللهم آمنا في أوطاننا ، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا واجعل اللهم ولا يتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك برحمتك يا أرحم الراحمين .
اللهم انصر المجاهدين في كل مكان ، الذين يجاهدون لإعلاء كلمتك ، ونشر الإسلام في الأرض اللهم أعنهم وانصرهم على عدوك وعدوهم بقدرتك يا عزيز يا قدير
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات ، اللهم نور على أهل القبور من المؤمنين قبورهم ، اللهم واغفر للأحياء ويسر لهم أمورهم ، اللهم تب على التائبين واغفر ذنوب المذنبين ، واقض الدين عن المدينين ، واشف مرضى المسلمين ، واكتب الصحة والعافية والسلامة والتوفيق والهداية لنا ولكافة المسلمين في برك وبحرك أجمعين.
اللهم اجعل اجتماعنا هذا اجتماعا مرحوما ، واجعل تفرقنا من بعده تفرقا معصوما ، ولا تجعل فينا ولا منا ولا بيننا شقيا ولا محروما برحمتك يا أرحم الراحمين .
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب ، ربا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار
عباد الله : إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون ، وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا ، إن الله يعلم ما تصنعون ، فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم ، واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون


أبو حذيفة - هادي محسن مدخلي
إمام وخطيب جامع الشيخ حافظ الحكمي بصامطة