الثواب قبل العقاب
تشتكي كثير من النساء من أبنهائهن، هذه تقول ابني عدواني، وتلك تقول ابنتي لا تستمع لكلامي، وأخرى تكاد تجن من كثرة مشاجرات أبنائها.
وعندما تأملت في واقع كثير من الأسر حين يخطىء أطفالهم، وجدت أن الأغلبية يلجؤون إلى العقاب البدني أو النفسي؛ لسهولة تطبيقه ونتائجه السريعة، التي تؤدي إلى طاعة شكلية وخضوع سريع من قبل الطفل، دون التفكير في الآثار السيئة لهذا الأسلوب على نفسية الطفل، وإهمال جانب الحوافز والتشجيع للأفعال الحسنة التي يفعلها أبناؤهم.
وقد أطلعت على كتاب قيم للغاية ذكر فيه المؤلف أساليب رائعة للتعامل مع الأطفال عندما يخطئون ذكر فيه: أنه لو تمهل الوالدان قليلاً قبل إنزال العقوبة على الطفل المخطىء لوجدوا أن هناك بدائل يحسن التفكير فيها وتجربتها في التعامل مع أخطاء أطفالهم من ذلك:
- التغاضي عن الخطأ الصغير الذي يحدث للمرة الأولى؛ لأن الطفل يقصد منه لفت الانتباه له.
- إشعار الطفل بأنك تلاحظ سلوكه وتتابعه، فالطفل يرتكب العديد من الأخطاء عندما يشعر بغفلة والديه.
- نطلب من طفلك التوقف عن سلوكه، ونبين له ضرر هذا السلوك عليه أو على الآخرين.
- تحذيره بأن استمراره في الخطأ سيعرضه لعقوبة لا تسره.
وبعد استنفاد جميع هذه الطرق وعدم جدواها قم بتنفيذ العقوبة فهذه الخطوة مهمة إذ إن التراخي فيها يجعل الطفل لا يبالي بتحذيرات والديه. ومن أمثلة تلك العقوبات:
- حرمان الطفل من بعض الامتيازات إذا استمر في ارتكاب الخطأ.
- يطلب من الطفل إصلاح ما أفسده عند الإمكان.
- عزل الطفل في غرفة بمفرده لمدة عشر أو عشرين دقيقة - إذا كان يمارس سلوكاً عدوانياً مؤذياً لغيره - حتى يفكر فيما فعله خلال هذه المدة.
ويرى المربون أنه لا يجب أن نلجأ إلى استعمال طريقة الإبعاد إلا مع الذين تراوح أعمارهم بين سن الثالثة وسن الثانية عشرة.
- عبّر عن عدم رضاك عن سلوك طفلك غير المقبول بالكلام أو بتعبيرات الوجه؛ دون إهانة لشخصيته، وألا يستغرق التوبيخ فترة زمنية طويلة؛ لأنه إذا طال التوبيخ يحبط الطفل، وقد يفقد التوبيخ جدواه.
- اجعل العقوبة البدنية آخر الدواء.