السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندما تطغى لغة العاطفة تغيب لغة العقل والفكر ، ولذلك قد نتسرع كثيرا في إصدار القرار ونحن نعلم خلافه وما يحصل اليوم من هجوم بشع من العدو الصهيوني على إخواننا في غزة يجعلنا نقف متسائلين من السبب في وقوع الضحايا وحمام الدم وتشريد الآمنين وترويعهم .
من المؤكد إن العدو الصهيوني هو السبب في ذلك ، ولكن لولا الفرقة وعدم لم الشمل في الداخل الفلسطيني والصراع على السلطة والطمع في المنصب مهد لليهود ذلك الهجوم الشنيع وسلم غزة على طبق من ذهب لهم .
فعندما تكون أنت الأضعف قوة والأقل ماديا عليك أن تهاود ولكن لا تستسلم وعليك أن تحاور ولكن لا تستكين وعليك أن تفاوض ولكن لا تسلم بسهولة .
قبل سنتين قام ذلك السفيه العمريد ( حسن نصر الله ) أمين حزب الله في لبنان بإعلان الحرب على إسرائيل كانت حصيلته اسر عدة جنود أسرائليين بينما الضحايا في لبنان تجاوز ألف وخمسمائة وهدمت البنى التحتية في البلاد وشرد الناس وهجروا من بيوتهم ، ثم خرج ذلك العمريد ليتبجح إنه انتصر على إسرائيل وهو كان مختبئا في مخابئه والمدنيين يذبحون ليلا ونهارا .
واليوم أكاد أجزم إن المشهد يتكرر في غزة فالأطفال والكبار رجال ونساء يقتلون وتقطع أجسادهم أشلاء بسبب التعنت من حركة حماس وصراعها على السلطة مع فتح من اجل زعامة دولة مجرد اسم من غير واقع ، حماس التي أسرت وقتلت أخوانهم الفلسطينيين في فتح ، حماس التي منعت الحجاج من الذهاب للحج
حماس التي لم تف بالعهد والوعد الذي اتخذوه على انسفهم مع فتح عند الحرم عندما جمعتهم السعودية قبل أكثر من سنة ، حماس التي مدت يدها لسوريا وإيران واستغنت عن أمتها العربية ، حماس التي منعت دخول سيارات الإسعاف لنقل الجرحى للعلاج في الخارج ، حماس التي ينعم زعيمها خالد مشعل بربوع سوريا ، ورئيس وزرائها يختبئ في منزله والأطفال يقتلون ، ثم يخرج الإثنان ليعلنان الحرب الغير المتكافئة ، الضحايا من حماس بالمئات ، وصواريخ حماس
تطلق لتسقط في الصحراء .
أنا لا أريد من حماس أن تهن وتستكين ولكن كنت أتمنى لو إنها مدت يدها لإخوانها في الجانب الآخر في فتح وعملت من اجل السلام والتهدئة حتى تعاد الأرض الفلسطينية وتحافظ على سلامة الإبر ياء المساكين .
إن تلك الضحايا التي تناثرت أشلائها في الطرقات ، وأولئك الأطفال الذين يتمو وتلك النساء اللاتي رملت ستقف أمام ربها وتطالب بحقها من أولئك اليهود الملعونين ومن كل من تسبب في تهيئة الفرصة وتمهيد الطريق لهم بدأ من محمود عباس ومرورا بخالد مشعل وإسماعيل هنية .